التمميز العنصري بين موظفي السلطة في الوطن الواحد وحملات الكذب والتضليل متى ستنتهي ؟!

تابعنا على:   15:44 2019-05-31

سعاد محمود

ما شاهدته بعيناني امام مصارف البنوك في غزة دفعني للكتابة عن هموم اولئك المواطنين الذين يتكدسون أمام البنوك على أمل ان تصدق وعودات رئيس الحكومة الفلسطينية د. محمد اشتيه لهم والتي كانت قبل ايام قلائل وكان مفادها أن الحكومة ستعامل موظفيها بنفس المعايير في شقي الوطن .
ضجت صفحات التواصل الاجتماعي بالاخبار العاجل التي كان مفادها بان اشتيه ينفذ تعليمات الرئيس بخصوص صرف ما قيمته 60% من اجمالي الراتب لكل من موظي السلطة في الضفة وغزة بنفس النسب تحت شعار عدم التمييز والتفرقة بين ابناء الحكومة الشرعية .
ولكن سرعان ما تبخرت احلام الغلابة من الموظفين الذين لا حول ولاقوة لهم في ظل بطش القوة المغتصبة لغزة وفي ظل ظلم حكومة رام الله وكأن المعضلة الحقيقية في القضية الفلسطينية يتمثل جلها في اذلال من قامت على سواعدهم مؤسسات السلطة الفلسطينية في كافة ربوع الوطن .
استوقفتني دموع رجل في ريعان شبابه امام احد صرافات بنك فلسطين في مدينة غزة وبينما الجميع يستعد للمغادرة عائدا لبيته لاقتراب موعد آذان المغرب ايذانا بانتهاء يوم مبارك جديد من ايام شهر الصيام ،فسالته عن حاجته اعتقاداً مني بانه فقد شيء او ما الى ذلك ولكن الصدمة كانت عندما علمت منه انه يحمل رتبه سامية من رتب الاجهزة الامنية التي عانت ويلات الدفاع عن كرامة الشعب والشرعية المتمثلة بالرئيس محمود عباس .
حيث ان القهر بدا راسما لعلاماته على جبين هذا الرجل الذي لم يرغب بمغادرة المكان والرجوع لاطفاله خالي اليدين بعدما تلقى راتباً يقدر بـ 38% من راتبه المرفوع منه كافة العلاوات التي تصرف لاقرانه في الضفة الغربية .
ناهيك عن خصم البنك لقسط القرض المستحق عليه الى جانب خصومات الكهرباء التي يتم تحصيلها من خلال البنك آلياً وعندما سالته عن ما تبقى له من قيمة راتبه بعد كل ماذكر افاد بانه تلقى 750 شيكل وان له من الابناء 8 اكبرهم في الجامعه واصغرهم في الروضه وان هذا المبلغ لا يكفي لسداد ثمن الطعام الذي استدانه لهم في شهر رمضان .
وتنهد متسائلاً بألم بماذا اجيب ابنائي والعيد على الابواب ماذا اقول لهم وكيف اقنعهم بالصبر هناك اجحاف في حقهم وهناك ظلم يقع عليهم فأنا بالكاد اتسول لهم لقمة العيش فكيف لي ان اوفر لهم اي شيء آخر أمن أجل هذا عدنا لأرض الوطن امن أجل هذا اضعنا زهرة شبابنا رحم الله القائد الشهيد ابو عمار ولا حول ولا قوة الا بالله .
واستطرد قائلاً الكبونات والمساعدات تأتي وتوزع امام اعين اطفالنا وأنا عاجز عن تلبية ادنى متطلبات الحياة لهم لقد افنيت زهرة شبابي في خدمة الوطن والدفاع عن الشرعية والمحصلة انا اصبحت متسول للقمة عيش ابنائي لقد وصل الامر بي لمرحلة الجنون وسؤالي لله وحده بان يخرجنا من هذا الكرب .
تركت ذلك الرجل ومضيت في طريقي ومن تلك اللحظة وانا احاول الامتناع عن كتابة ما قرأتم ولكن طاردتني دموع ذلك المواطن وكتبت عن ما لمسته من اجحاف بحق موظفي السلطة بغزة من كافة التنظيمات والحكومات والقيادات عله يصل لاحد يتبنى انصاف اولئك الرجال وعوائلهم وحمايتهم من الذل والمهان والحالة المآساوية التي وصلوا لها .
اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد

كلمات دلالية

اخر الأخبار