تحية لمن يواجهون بصدورهم كرة الارهاب المتنقلة

تابعنا على:   13:16 2014-06-29

عباس الجمعة

من تحديات الأمر الذى يستوجب سرعة إنجاز خطوات جدية لمجابهة هذه المخاطر التي تهدد الامن والاستقرار، ومواجهة الغزو الفكري الذي تتعرض له المنطقة.

ان قوى التكفير والإرهاب هي أداة العدوان الاستعماري التي تتعرض له المنطقة ، وان المستفيد الوحيد مما يجري هو القوى الإمبريالية والصهيونية التي تستهدف زعزعة أمن لبنان وشعبه ، مما يتطلب تحصين الساحة الوطنية من مروجي الفتن المذهبية، فلبنان اليوم يدافع عن وحدته بمواجهة بلاء الإرهاب كما يدافع جميع شعوب العالم .

وامام كل ذلك نقول ان الموقف الفلسطيني الشجاع بالحياد الإيجابي المنحاز للسلم الأهلي، شكل وما زال يشكل بوصله صحيحه ، لان الفلسطينيون اتجاهم نحو فلسطين هي قبلة الثوار وفلسطين هي المبتغى وهي الغاية وهي الهدف ، ونحن على ثقة بان كل القوى والفصائل الفلسطينية ستواجه هذه المشاريع التي تريد ضرب النسيج الإجتماعي والتي ترغب بزرع بذور الفتنة على هذه الارض المقاومة التي لم ترضخ للقتل والتدمير الممنهج .

أن المعركة في مواجهة الارهاب باتت مفتوحة بعدما تمادى هذا الارهاب في مسلسله الدموي في استهداف لبنان لقتل الحياة على أرضه، إلا أنه رغم أن لبنان في قلب العاصفة التي تهب على المنطقة التي تغلي على صفيح ساخن، فأن التصدي لهذا الاجرام ومخططاته من خلال الجيش اللبناني والقوى الامنية شكل نموذجا وطنيا كبيرا .

وفي ظل هذه الظروف نوجه التحية الى الامن العام اللبناني الذي واجه ضباطه وعناصره بصدورهم كرة النار الملتهبة في فندق دي روي وتمكنوا من احباط عملية ارهابية كانت تدبر لمنطقة لبنانية، بعدما تمكن قبل ذلك المفتش الثاني في الامن العام عبد الكريم حدرج من افتداء لبنان بدمه وافشال اهداف العملية الانتحارية في الطيونة، ولا ننسى دور المؤهل في قوى الامن الداخلي مصطفى جمال الدين الذي سقط فداء للبنان في ضهر البيدر ، وهذا ما يؤكد على الدور الكبير الذي يقوم به الامن العام اللبناني وعلى راسه مدير الامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يعمل ليلا ونهارا من اجل الحفاظ على امن واستقرار لبنان و ترسيخ العلاقات اللبنانية – الفلسطينية ،فلا بد من الإقرار للواء عباس إبراهيم بأنه أعاد الى الأمن العام ليس فقط دوره الأمني الوطني الكبير، بل أيضاً مهابته ، والأهم محبة الناس، وهذا يدعو الجميع الى تثمين دور الاجهزة الامنية لدرء كل الأخطار المحدقة الذي يتعرض لها لبنان من خلال كشف الارهابين قبل تحقيق اهدافهم هو دليل على قدرة هذه القوى في حماية لبنان وتفكيك الشبكات الارهابية والتصدي لكل العابثين بأمنه واستقراره ، وهنا لا بد من توجيه التحية لشهداء الأمن العام والجيش اللبناني والأمن الداخلي الذين واجهوا بصدورهم كرة الارهاب المتنقلة وفي سبيل حماية لبنان وشعبه واستقراره .

أن الواجب الوطني والقومي والأخلاقي يفرض على الدول العربية تشكيل جبهة عربية عريضة لمواجهة الإرهاب العابر للحدود والأوطان في كل مكان وكشف فظائع الإرهابيين وتسليط الأضواء على إجرامهم وتبادل المعلومات والتنسيق والتعاون بين الجميع لمواجهة مشاريع التفتيت، ومتابعة تطورات الأحداث في فلسطين من خلال رسم استراتيجية لمواجهة الإرهاب والتكفير والعدو الصهيوني، فالخروج من حالة العجز والتخاذل والانهيار التي يعيشها النظام العربي باتت تفرض على فصائل وقوى واحزاب حركة التحرر الوطني العربية وضع مهمة الخروج من نفق الأزمة التي تعيشها ووضع خطة مدروسة على رأس جدول أولوياتها.

ختاما : لا بد من القول ان قدر لبنان مواجهة الارهاب التكفيري انطلاقاً من مبدأ ترسيخ الوحدة الوطنية والعمل الحثيث لتخليص لبنان من نتائجه المدمّرة والتحرّك بصورة تجعل من مقاومة الإرهاب ضرورة وطنية قوية قادرة على الصمود، من خلال رص الصفوف بعيداً عن العصبيات المذهبية ، والحفاظ على انتصارات المقاومة التي اقتدت بتجارب الشعوب الثورية، إلى جانب ماتتمتع به من خصائص لبنانية عربية ، وطنية واسلامية ، وقدر فلسطين وشعبها أن يلازمهما على الدوام الحصاد الدموي المستمر والمتواصل. فالإرهاب الصهيوني بشتى أشكاله وصوره الهمجية مستمر ومتواصل بحقد وشراسه، وشلال العطاء الفلسطيني من أجل الأرض والإنسان والقضية بشتى أشكاله وصوره النبيلة والمشرفة مستمر ومتواصل بغزارة هو الآخر، ولنا في كل يوم وأحياناً كثيرة في كل ساعة أو دقيقة شهيد إلى أن تتحقق العودة ويتحقق حلم الشعب الفلسطيني باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس.

اخر الأخبار