ذكرى النكبة في غزة : لا بديل عن العودة إلى الديار والممتلكات

تابعنا على:   13:01 2019-05-27

تامر عوض الله

تتواصل مشاركة الفلسطينيين في «مسيرات العودة وكسر الحصار»على الحدود الشرقية الفاصلة بين قطاع غزة وأراضي الـ 48،للمطالبة بعودتهم إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في عام 1948، وتأكيداً على حقهم في مقاومة الاحتلال،وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، ورفضاً لمشاريع تصفية القضية الوطنية الفلسطينية، ومواجهة «صفقة ترامب».
وبدأ عشرات آلاف الفلسطينيين ظهر الأربعاء (15/5)، بالتوافد إلى مخيمات العودة التي أقامتها الهيئة الوطنية العليا للمسيرات،والتي تضم القوى الوطنية والإسلامية (الجبهة الديمقراطية ـ حماس ـ الجهاد ـ الشعبية وقوى وفعاليات وطنية)، للمشاركة في «مليونية العودة»،والتي تزامنت مع أحياء الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم للذكرى 71 للنكبة الكبرى التي توافق 15 أيار/مايو من كل عام.وشهدت محافظات القطاع إضراباً شاملاً، أغلقت فيه المحال التجارية والمرافق الحكومية، فيما علقت المؤسسات التعليمية الدوام المدرسي والجامعي.
فعاليات سلمية
وحافظ الفلسطينيون خلال الفعاليات على سلمية مسيراتهم، ورفعوا اللافتات التي تحمل أسماء المدن الفلسطينية المحتلة، ولافتات تؤكد أن «حق العودة خط أحمر لا يمكن تجاوزه أو التنازل عنه من جيل إلى جيل»، ولافتات تدعو لإسقاط كل المؤامرات الهادفة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، فيما علت أصوات الأغاني الوطنية، ورددت الهتافات الثورية الرافضة للاحتلال الإسرائيلي، وعبروا بطرقٍ متعددة عن سلمية مشاركتهم في هذه الفعاليات كتنظيم عروض لفرق الكشافة، وممارسة الألعاب الرياضية المتنوعة. 
في المقابل، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي تواجده على حدود القطاع، وأغلق طرقاً قريبة من حدود القطاع، تحسبا لهذه التظاهرات التي نظمها الفلسطينيون على السياج الحدودي الفاصل، وأطلق الجنود الإسرائيليون المتحصنون خلف السواتر الترابية والأسمنتية التي أقيمت مؤخراً، الرصاص الحي والرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيلة للدموع، لتفريق الفلسطينيين العزل المشاركين في فعاليات مليونية العودة، رغم عدم تشكيلهم أي خطر على حياة هؤلاء الجنود.
307 شهداء
وفور انتهاء الفعاليات أعلن د. أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، عن حصيلة اعتداءات قوات الاحتلال على فعاليات مليونية العودة التي أسفرت عن إصابة 65 فلسطينياً، بجراح مختلفة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي واختناق بالغاز، من بينهم 22 طفلاً، وخمس سيدات، فيما وصفت حالة إحدى الإصابات بالخطرة.وفيما يتعلق بسبب الإصابة، أوضح القدرة، أن 16 إصابة بالرصاص الحي، و14 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و4 حالات شظايا بالجسم، و15 إصابات أخرى، و12 إصابة مباشرة بقنابل الغاز، و4 حالات استنشاق للغاز المسيل للدموع.
وأعلنت المصادر الطبية (21/5) استشهاد الشاب محمد زعرب، متأثراً بجراحه التي أصيب بها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقتٍ سابق خلال مشاركته في مسيرات العودة شرق محافظة رفح جنوب القطاع.
وترتفع حصيلة اعتداءات قوات الاحتلال ضد المشاركين في المسيرات منذ 30 آذار/مارس 2018، إلى 307 شهداء، فيما لم يدرج ضمن هذه الحصيلة 11 شهيداً تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامينهم حتى الآن، وإصابة أكثر من 31 ألفا بجراح مختلفة واختناق بالغاز، منهم 17 ألفا دخلوا مشافي القطاع.
بدوره، جدد مركز الميزان لحقوق الإنسان استنكاره الشديد لسلوك قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولاسيما في استخدام القوة المفرطة والمميتة في مواجهة المشاركين السلميين في «مليونية العودة»، رغم أنهم لم يشكلوا أي تهديد يذكر على حياة جنود الاحتلال، وتعمدها إيقاع الأذى في صفوف المدنيين دون اكتراث بقواعد ومبادئ القانون الدولي.
وطالب المركز، المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل على إنهاء الاحتلال، وحل قضية اللاجئين، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه الأصيل في تقرير مصيره، والنظر إلى قضية الشعب الفلسطيني كقضية حقوق تكفلها الشرعية الدولية وتتحمل الأمم المتحدة ودولها الأعضاء مسئولية خاصة تجاه إنهائها وفقاً لقواعد العدالة الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة.
جمعة «التراحم والتكافل»
من جهتها، أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار عن استمرارالمسيرات بطابعها السلمي كشكل من أشكال المقاومة الشعبية.وشددت الهيئة في بيان صحفي لها (20/5)، على أنه لا تراجع عن المسيرات حتى تحقق كافة أهدافها المشروعة، ولن تتراجع عن دورها رغم المحاولات الفاشلة لإجهاضها والنيل منها.ودعت الهيئة الفلسطينيين للمشاركة في الجمعة الـتاسعة والخمسون للمسيرات والتي تحمل اسم جمعة «التراحم والتكافل» في مخيمات على حدود القطاع.
كما دعت الهيئة لتمتين أواصر الترابط والتكافل الاجتماعي والتراحم بين مختلف مكونات المجتمع الفلسطيني خاصة في شهر رمضان الذي يأتي في ظروف اقتصادية صعبة جراء الحصار الإسرائيلي على القطاع، مشددةً على ضرورة تكثيف الزيارات لأسر الشهداء الأبرار والجرحى البواسل وتعزيز صمودهم ورفع معنوياتهم بما يعزز تماسك النسيج المجتمعي الفلسطيني.
وأضافت الهيئة: «إن مسيرات العودة وكسر الحصار تجسد فعلاً كفاحياً متعاظماً، ومن خلاله يؤكد الشعب الفلسطيني على حقه في المقاومة والتظاهر رفضاً لاستمرار الاحتلال وسياساته العنصرية لا سيما جريمة حصاره الظالم لغزة الصامدة».

اخر الأخبار