توصيف المشهد الفلسطيني وقراءة في الوضع القائم لإعلان صفقة القرن

تابعنا على:   20:17 2019-05-23

د. محمد كامل شبير

(4)      الدور الأمريكي الأبرز في حل القضية الفلسطينية ونتيجته صفقة القرن:

قامت أمريكا بتحريك المنطقة؛ وخاصة بعد دحر ما تبقى من الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وانكشفت أطماع كل المتحالفين في المنطقة بقيادة أمريكيا، تمهيداً لصفقة القرن التي تحلل وجود اليهود في البنية الأساسية في الأمة العربية والإسلامية، فرفعت الفيتو عن المصالحة الفلسطينية، وتحريك الدول العربية نحو صفقة القرن، وهذا كان للسببين، الأول فسح الطريق لحماس في بسط التعامل معها رسمياً وجرها للجهات الرسمية، والهدف منه كما ذكرنا آنفا وسنذكر لاحقا،ً وخاصة ترويضها كما هو حال سلفتها فتح، والثاني لضمان حق دولة الكيان في المنطقة بكل أدواتها؛ والحل متمثل بأن يبقى الحال كما هو عليه الآن مقابل حفنة من المال السعودي والخليجي يزج به لقيادات تسعى لتقويض القضية الفلسطينية واستكمال دور البيع، فكانت العقبة أمام هذا التحالف وهذا المخطط المشين، المهين والمذل للشعب الفلسطيني وقضيته، هي المقاومة ورأسها حماس والجهاد والفصائل اليسارية منها والإسلامية، لهذا كان رفع الفيتو عن المصالحة؛ والذي يهدف استبعاد حماس عن إيران، وتقويض سلاح المقاومة من خلال هدنه طويلة الأمد، مقابل عرض مغري كدويلة غزة ( ميناء_ معبر 24 ساعة مفتوح _ مصانع ضخمة بتمويل سعودي خليجي بسيناء _ كهرباء 24 ساعة _ غاز _ أعمال حرة_ استيعاب الشباب الحر في السلطة لدويلة غزة – أموال لمشاريع ضخمة لمؤسسات السلطة في دويلة غزة، وغيرها)، أعتقد أن الغرام للشعب الغزي فاض والمناخ النفسي والاقتصادي مهيأ، والقيادة غلقت عليها الأبواب وقالت جموع الأعداء هيت لكي يا حماس، فهل ستوافق حماس في غمرة التيه والشهوة السلطوية الهاجمة من كل حدب وصوب؟، وهل سترضخ حماس للعصا والجزرة التي ستمارسها بعض الدول الإقليمية الوظيفية لتحسين الأسوأ من السيئ والقبول به؟ أومن خلال دمج حماس بمنظمة التحرير الفلسطينية، وتلجيمها بالاتفاقيات والمعاهدات الموقع عليها بعد أوسلو، والذي وقعت عليه منظمة التحرير الفلسطينية؛ على أن يكون الحل السياسي السلمي هو الأصل في حل النزاع الفلسطيني الصهيوني، ومن ثم قام الحل على الاعتراف بكيان العدو المسمى (إسرائيل)، وهذا ما يسعى إليه تحالف المصالح، والذي يحفظ البقاء على العروش، فتقاطع المشروع السعودي مع المشروع الأمريكي الصهيوني واضح وجلي، فبدءوا بأول الخطة وهي استقالة الحريري، وهي عملية النبش إلى تقويض سلاح حزب الله، وعزل حزب الله عن الكيان الرسمي اللبناني، كما أنه يمثل الذراع الطولي لإيران، والذي يمثل العدو للسعودية عندما كان جزء من منظومة الحوثيون في اليمن ومدهم بالخبرات والتدريبات وهندسة السلاح، ويمثل أيضا العصا الذي يلوح بها ضد إسرائيل، وتهديد استقرار المنطقة هذا من ناحية حزب الله، أما من ناحية إيران والتي تتطلع إلى تملكها القنبلة النووية حتى تتمكن من بسط نفوذها في المنطقة بقوة السلاح؛ وبهذا يتحقق الحلم الفارسي، وهذا ما يخيف إسرائيل وأمريكيا وهي تسعى جادة لإحباط مشروع التملك النووي الإيراني، والذي يهدد مشروع الحركة الصليبية الصهيونية بالمنطقة، والتي سينتج عنه فرض الوصايا الإيرانية على الدول المجاورة وبعض الدول الإسلامية، فالمشروع الأمريكي الصهيوني كذب كذبة السلام في المنطقة؛ ليبتز العرب والمسلمين بهذه الأكذوبة، وليتسنى له الهيمنة على مدخرات ومخزون الثروات العربية والإسلامية، وعدم انهيار القاعدة العسكرية الصهيونية في المنطقة التابعة له والمتمثلة بكيان العدو الصهيوني، والتي تمثل قوة الردع الأمريكية فكل الاستراتيجيات الأمريكية نابعة من أجل هدفين رئيسيين، أولهما: الهيمنة على المنطقة، وثانيهما: أمن الكيان الصهيوني، وذلك بقوة السياسة والإدارة للمنطقة وإنشاء الفوضى وتوكيل حلفائها أو عملائها بالوكالة، والتلويح بالأسلحة الفتاكة من حين لآخر، ليبقى العرب مصدر الثراء الأمريكي من خلال شراء تكديس السلاح وتخزينه دون المعرفة لاستخدامه، ومنع تصنيعه في بلاد العرب والمسلمين، وخوض الحروب بالوكالة عن المشروع الأمريكي، فحقيقة التحالف السعودي الأمريكي متمثل في (السعودية نيابة عن دول الخليج ومصر والدول العربية، وأمريكا ودولة الكيان الصهيوني والاتحاد الأوروبي)، فعناصر هذا التحالف بحد زعمهم يسمى التحالف السني، وهذا المشروع السني بريء منه جملة وتفصيلا وهو بمسمى أدق تحالف المصالح والحفاظ على ملكية العروش، فتقاطع المصالح لهذا التحالف كان هدف مشروع الحركة الصليبية الصهيونية أيضاً، لتردع وتقوض حزب الله في المنطقة ومن ثم الحوثيون ومن ثم إيران، هذا أقصى ما تطمح إليه السعودية، لردع العدو الصغير الإيراني واستقطاب أكبر أعداء الأمة العربية والإسلامي بالعدو الكبير الأمريكي.

أما إيران مازالت معلقة بمشروعها الكبير والقديم، وهو إنشاء إمبراطورية فارس، فهي مازالت تتذكر أن من حطم حضارتها محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهما، فمشروع إيران واضح نحو التوسع في الوطن العربي والإسلامي، لهذا تعتاش إيران اليوم مع خطتها الإستراتيجية على الفوضى الخلاقة في المنطقة، فهي لا تغادر مربع الفوضى حتى تتمكن من بسط نفوذها من خلال نشر المذهب الشيعي في المنطقة أو رعاية رعاياها الشيعة، فإيران وحلفائها لها مشروعها المستقل وتمتلك إيران أيضا بعض النفوذ في مناطق العرب والسنة، ولها أدواتها على المستوى السياسي والأمني والعسكري والمالي، فحزب الله قاعدة ارتكازية مهمة لها في المنطقة وجل المخططون لسياساته العليا من الحرس الثوري الإيراني، فصناعة حزب الله من طرف إيران هو الذراع العسكري لكف يد الكيان الصهيوني عن إيران، وتلهية الكيان الصهيوني به وببعض الفصائل الفلسطينية التي تدعمها في المنطقة بالمال، فهي لن تتخلى عن حزب الله بسهوله وخاصة أنه يعتنق المذهب الشيعي، فإيران لا تتطلع لعملية تحرير القدس ولا تحرير فلسطين، ولكنها تقاطعت مع عموم المقاومة الفلسطينية وهذا لا بأس به، ولكن ما يهمها إعاقة الكيان الصهيوني الذي يمثل أيضا عائقا للوصول لمشروعها الحضاري الفارسي في المنطقة، فإدراكها لذلك كان من الذكاء السياسي الإيراني خلق أدوات في المنطقة والتطلع لتحالفات عسكرية ونشر فكر التشيع السياسي موازاة مع التشيع المذهبي، لكنها قوضت بالمشروع الأمريكي الصهيوني، كما أنها تدرك أنها لن تستطيع خوض حرب حقيقية ضد العدو الصهيوني في حرب مستعرة يحطم كل تطلعاتها نحو مشروعها الأساسي الدولة الفارسية، لهذا كان لابد من خلق أدوات تنوب عنها في المنطقة حتى تتمكن من صناعة السلاح النووي، الذي تعتبره الهدف الاستراتيجي للشروع بالتوسع في المنطقة، وكذلك الحال في العراق شريحة كبيرة ولا بأس بها من الشيعة والداعمين لها كمنظمات وأحزاب، كما لإيران دولة وكيان منظم له هيبته وقوته بالمنطقة، لهذا سعت إيران لدعوة حماس لها مباشرة بعد المصالحة، وعرض ما لا يتصور لحماس وفتح أبواب المال الإيراني على مصرعيه، وقطع القطيعة على الفور مع حماس الذي نتجت عن موقف حماس من أحداث سوريا، ولأنها المنطقة تتشكل أيضا نحو حلفين رئيسيين كما أسلفنا والشاطر منهما يستجلب حلفاء الآخر، أو على أقل تقدير تقويض الأتباع وتحييدهم عن الصراع الدائر، فإيران تخلت عن مسماها الجمهورية الإيرانية الإسلامية، فأصبحت الجمهورية الإيرانية تأكيدا على المشروع الفارسي لها في المنطقة، والسعودية تدرك خطر الجمهورية الإيرانية، وعليه تقاطعت مصالح حلف السعودية وهدفه تثبيت العروش لأنها تخشى إيران وتدرك أنها تستطيع أن تكون بمكة المكرمة بأقل من ساعة، كما تقاطع المشروع الفارسي مع فصائل المقاومة وعلى رأسهم حماس لإشغال العدو الصهيوني في المنطقة، وتعتمد على نشر التشيع السياسي من خلال هذه العلاقة القائمة على تحالف المقاومة، وتناقض مع منهج حماس القائم على حب صحابة رسول الله وهم يعلمون بمنهج حماس قائم على معتقد أهل السنة والجماعة، لكنها السياسة القذرة التي يباح فيها كل أداة قذرة لاستخدامها وتفعيلها للوصول للمصالح، واستخدام جسور العبور من الأدوات المتاحة مما لا نهج ولا خطة لهم أو من المغرورين في سلك السياسة، لكن هذه المرة لن يكون المال إلا مقابل الاصطفاف ونزع المواقف، لأن حماس لم تكن لاعبا محليا فقط اليوم، بل لاعبا إقليميا أساسيا، فكل المعطيات تزج بحماس في خندق واحد هو خندق الولوج في منظمة التحرير الفلسطينية، أو دويلة مبتورة عن الكل الجغرافي لفلسطين، وهذا ما يلبي طموح الأحلاف والأعداء، فنهج حماس السياسي اليوم هو البرجماتية مع عدم تصور خطة واضحة وشاملة لمواجهة السيناريوهات المعدة بإتقان من قبل الأعداء، فالحلفاء أيضا سياستهم برجماتية مع معرفتهم باستراتيجياتهم الذي ذكرناها آنفا، وهي معدة بإتقان مع الأجهزة الأمنية للمنطقة والتي لها باع طويل في رسم سياسات النظام وأنظمة الدولة، كما لها قدراتها في صياغة سيناريوهات دقيقة للتحكم في أنظمة المعارضة والمخالفين وقلب الحقائق، ولديها مكناتها الإعلامية الواسعة في تغذية شرائح المجتمع، ولها كتابها ويحملون أفكارها وبقناعة تامة، والتي تمتلك شبكة معلومات إخطبوطيه في كل المنطقة، ومن العملاء المنتشرون في الوطن العربي والإسلامي عدد لا بأس به، ولديهم اختراقات لكل الساحات والحركات الدينية والإسلامية في مناطق تواجدها، والتي تتشابك مع استخبارات الحركة الصليبية الصهيونية على مدار الساعة، والتي بات لها يد طويلة في القضية الفلسطينية اليوم، والتي تقرر مصير العمل الفلسطيني بكل توجهاته، فهل يا ترى سينصفوا الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته، فأنا ككاتب لهذه الدراسة أشك بنسبة 100%، وبناءا عليه؛ فهل حماس لها خطتها وتمتلك مقومات عدم الزج بها في نفق آخر، فالأول تملكها قطاع غزة والتي تعترف اليوم على لسان رئيسها السابق مشعل لرجل المخابرات المصرية عمر سليمان هي لم تكن تنوي على احتلال قطاع غزة لكن زج بها لهذا السبيل، ولهذا سيزج بكي يا حماس لسبيل منظمة التحرير الفلسطينية، وتقويضك بسياساتها ومعاهداتها، والتي تعتبر منظمة التحرير الفلسطينية في نهايتها السياسية، لأن الهدف منها تم بامتياز، واللاعب الأساسي اليوم السلطة الفلسطينية ورئاستها، فستكون منظمة التحرير سور لبناء خرب ليس له قيمة بتخلي الدول العربية عنه وتعطيل دوائره، كما هو الآن عليه بإشارة بأصبع من أمريكا لكل الأنظمة العميلة والفاسدة في المنطقة؛ وهي في الأصل تتساوق وتتماها مع المشروع الأمريكي، كما حدث الآن في إغلاق مكتب فتح والمنظمة في أمريكا كبداية حصار للحليف الأصلي السيد أبو مازن؛ لأنه لم تعجبه الصفقة الذي دعي إليها بالسعودية، والتي تتعارض مع برنامجه السياسي وهو حل الدولتين على أساس أراضي ال67، والسعي لتبديل دورها من خلال الضغط الأمريكي على الموافقة بصفقة القرن، فيحدثوا الفراغ بين المنظمة والسلطة، وتكون القيمة اليوم في يد السلطة الفلسطينية، والسلطة جلها ترزح تحت الاحتلال الصهيوني وتحت المكبس الإقليمي المتمثل بأنظمة عميلة خائنة متواطئة والنظام الدولي، مما أنتج التنسيق الأمني بامتياز، وتعاظمت دولة المستوطنين وأحاطت بالمدن الفلسطينية، وغزة اليوم محررة كما نقول ولا تحتاج مزيدا من سفك الدماء بدون نتائج، وكل حرب ستكون بمثابة حرب استنزاف وتركيع للشعب الفلسطيني، فهل الصراع القادم على السلطة الفلسطينية، لأنها نواة الدولة الفلسطينية المستقلة المكتوبة بحبر على ورق أو مجتزئة عن مشروع أسلو، والذي كان يضمن حق 23% للدولة الفلسطينية من قيمة المشروع المنادي بحدود ال 67، والذي لم يتبقى منه 13%، وعلى فرضية أن حماس تملكت الضفة وغزة وتنادي بمشروع ال67، تكون اعترفت ضمنيا بكيان العدو الإسرائيلي، فهنا ندعو كل من حماس والجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة التريث وعدم الاستعجال، وعدم والدخول في الحركة السياسية الدائرة للقضية الفلسطينية والمحيط بها قبل التحرير، لأن هدف المقاومة التحرير وإجلاء المحتل الصهيوني عن أرضنا، كما ندعو الجميع بعدم التساوق للمشاريع الإقليمية أيا كانت، ولا يكن المال هو الموجه لبوصلة التحرير، والرجوع خطوة للوراء والانضمام لحركة الشعب الفلسطيني، ونحذر من مغبة الدخول في منظمة التحرير الفلسطينية؛ لا من أجل الإصلاح ولا من أجل ترئسها وتملكها، وكذلك الحال بالنسبة للسلطة الفلسطينية، ولا نعيد المجرب كما حدث بقطاع غزة، ونبقي على حالة جذوة الصراع كطليعة نبتغي رضا الله والجنة وليست لرئاسة هنا وكرسيا هناك، ونبقي على أهدافنا سامية نبيلة دون مواربة فالكل اجتمع ويريد إن ينال من مقاومة الشعب الفلسطيني وتدجينها، ومن ثم تفريغها لكرسي هنا باسم السياسة أو باسم الابتزاز أمام احتياجات الشعب الفلسطيني، فالبرجماتية في وسط العنجهية البرجماتية الكبرى تحتاج لمقياس رسم دقيق في تحديد البوصلة والرؤية والخطة والهدف، كما أن اللعب إقليمياً ودولياً له استحقاقاته، ففلسطين ليست طابو لأحد وشرعيتها من ديننا العظيم، كما أن اللعب في أوساط قطبية الطاحونة والمتمثلة بالحجر العلوي السعودية وحلفائها ويديره قطبها الأمريكي الصهيوني في المنطقة والتي يحتوي على ثقب، والحجر الضخم السفلي والمتمثل بالحلف الإيراني الشيعي، فعليه الحذر أن نكون الحبوب المتساقطة في الثقب لدرسنا بين رحى الطاحونة، فعلينا إن نعلن أن قضيتنا قضية مظلومة وعادلة، وعلى جميع مشاريع المنطقة أياً كان، تجنيب القضية الفلسطينية بشعبها بحركاتها الكبرى فتح وحماس والجهاد الإسلامي وجميع فصائل اليسار والمقاومة، من الصراعات الإقليمية في المنطقة، وعلى الجميع يساند القضية الفلسطينية بدون مقابل مالي أو سياسي فنحن جميعا لسنا للبيع ولسنا أدوات تسير لهذا الحلف أو ذاك التحالف، فعيونكم وعيوننا دحر العدو الصهيوني من المنطقة بدون مقابل، ومن يرتهن القضية الفلسطينية لمشروعه الإقليمي فهو عدو لله وخائن للأمة العربية والإسلامية.

فعلى جميع دول المنطقة جمعاء سنتهم وشيعتهم التخلي عن الصراعات الدائرة في المنطقة فهي صناعة أمريكية وصهيونية بامتياز وعلينا التوقف فورا ودحر مشروع الحركة الصليبية الصهيونية في المنطقة، وعلى إيران أن تحافظ على كيانها دون الطموح بالتعدي السافر على أراضي غيرها ولا تتدخل في الشأن العربي الإسلامي، وعلى السعودية أن تعود لدين الله وان تشرع في إماطة الظلم من كيان صهيون وأن تعطي من أموالها لكافة المسلمين لأنه ليس من مكتسباتها ولكنه عطاء من الله، فقبل ما تفوت فرصة الهبة من الله قدروا ما انتخبتم له حراس لقبر رسول الله وتقودون أكبر مؤتمر سنوي في العام متمثلا بالحج وانفضوا أيديكم من أيدي المستعمر والمستكبر، وعلى أمريكا تغادر مريع الأمة الإسلامية فكل مشاكلنا انتم السبب فيها، فتركوا الأمة العربية والإسلامية تعالج مشاكلها بعيدا عن تدخلاتكم، وكل ما يحدث فلنعتبره شأننا الداخلي، ولنعد جميعا للإسلام الذي فهمه بوش الابن وهو عندما قال أخشى ما أخشاه عودة الإسلام.

التوصيات:

1.       أدعو كلاً من حركتي فتح وحماس لمراجعة شاملة ودقيقة ووازنة؛ وخاصة للفعل التراكمي للتجربة على أساس التقييم والتقويم، وليس على قاعدة الذهنية الانتقامية ومورث الفعل التراكمي في المناكفة بالنسبة للطرفين والتحرر من النفسية العقلية لمشاهد الماضي المر الذي جسده كل طرف على طرف.

2.       يجب الاعتراف الفوري بأن التساوق والذهاب لأي مشروع غير مشروع التحرير، كحل الدولتين؛ والذي بات طي الدهر، أو دولة على المقياس الأمريكي والصهيوني، أو حل يعطي الشرعية للكيان الصهيوني؛ ولو على شبر من فلسطين، أو دويلة في غزة، يجب أن يرفض رفضاً قطعياً، وترك الجماهير لتقول كلمتها في ثورة موحدة؛ قوامها الفعل التراكمي الثوري للحركة الثورية الفلسطينية، بدأً من الشيخ القسام ، عبدالقادر الحسيني، للحاج أمين الحسيني، للشقيري، لعرفات، للياسين، لجورش حبش، للشقاقي، لأبوعطايا... لكل القيادات الثورية والوطنية والإسلامية، التي دفعت أرواحها ثمناً للكفاح والبندقية في سبيل فلسطين.

3.       لا مجال ولا مناص من الوحدة؛ ولو كلف الطرفين أشياء ثمينة، فليس هناك أغلى من الوطن، وعليهما الجمع بين برجماتيتهما نحو الكل الفلسطيني؛ والمشروع الوطني بحد قولهما الذي أضحي وطن بلا أرض.

4.       لا مجال اليوم بناء النظرية الثورية على قتال العدو على الإيديولوجية؛ في ظل المشروع الصهيوني موحد ومتفوق بعقله وقدراته أمام حالة العجز التي كرسحت الأمة، وفي ظل الهيمنة المتغطرسة على الأمة، فذي بدأ دحر العدو من مناطقنا وتفتيت مشروعه بالكلية، لأن أي اشتباك على ساحة الثورة هو بمثابة تقديم خدمات مجانية للعدو الإستإصالي لنا بالكل، فلتكن أيديولوجياتنا كلها منصبة في التحرير والإبداع في الفعل الثوري.

5.       الدخول في المصالحة والابتعاد الفوري عن السجال والمناكفة السياسية، وعدم التطلع لمن يغلب فالغالب والمغلوب هو الشعب الفلسطيني، والتعاهد على مواصلة المسير وليكن القسم دحر العدو وتفكيكه، وعلى الصدق والإخلاص للموت من أجل الاستمرارية في الثورة حتى النصر.

6.       الاتفاق الفوري على قيادة بين الطرفين لإدارة الصراع، وليس من أجل القيادة السياسية، بل من أجل قيادة وازنة لإعادة جوهر الصراع وتأجيجه، وهذا مع بقاء المؤسسات الرسمية باقية على أساس النقاط العشرة، والتي من مهامها رسم استراتيجة المقاومة، بدأً من الانتفاضة الشعبية الثانية 2018م إلى كل أدوات النضال الكفاحي، لمواجهة صفقة القرن.

7.       العودة لمنظمة التحرير الشقيرية الأصل، والتي تأسست على قيادة الشعب الفلسطيني بدون مسمى تنظيمي وفكري، والتي مارست بصدقية النضال والكفاح بكل أدواته، ليس لمنظمة التحرير العرفاتية؛ رغم أهميتها وتعتبر حقبة من الصراع، لكنها حقبة أخذت منحنى الشخصنة، وأظهرت هذه الحقبة جملة من التناقض التنظيمية، وأفكار مستوردة ليست لها جذور عربية ولا إسلامية، فلسطين ليست بحاجة على أن يتم الجمع الثوري على التنظيم، بقدر ما هي بحاجة لكل طاقات الشعب الفلسطيني، فلسطين هي الثورة وهي الكفاح، ونعمل سوياً كمجتمع ثوري ثائر لنيل الاستقلال ودحر اليهود من منطقتنا بالمبدأ الثوري القائل: اضرب عدوك بقبضة واحد وليس بقبضتين.

8.       أملي بالله وبكل المخلصين والصادقين والأوفياء لهذا الوطن؛ ونحن في وقت دقيق وبطيء، كأنه السيف مسلط على رقابنا والعدو يذبح فينا جميعا وهو يتلذذ في ذبحنا وقتلنا وتشريدنا، إسترجاع كل أدوات الفعل الكفاحي والثوري لتفتيت المشروع الكياني الصهيوني الكولونيالي الاستيطاني الإحلالي لأرض فلسطين.

9.       أملي بكل أطراف النزاع وخاصة حركتي فتح وحماس، لفهم مقصودي في كل كلمة كتبتها في هذا المشهد سوى لحرقتي عليهما وعلمي أنهما قامة في حراك الثورة الفلسطينية وأن الثورة لن تقوم إلا بهما وأنهما أصل المشروع الثوري القادم وتغليب مصلحة الثورة ، كما أنني لم أتجاهل حصيلة الفعل الثوري والجهادي لكل من فتح وحماس، ولولا هذا الفعل الثوري لما قادتا الشعب الفلسطيني، وعليه يحب أن يتوازنا ويكون الوطن والتحرير هو الثمن الحقيق الذي سيقدمانه لشهدائنا الذي استحلفونا بأن الراحة لهم في قبورهم أن نكمل مسير الثورة في إجلاء الكيان الصهيوني وهي الأمانة الموكله للكل الفلسطيني.

10.     تجديد مشروع أن فلسطين وقف للأمة العربية والإسلامية والتوجه للشعوب الثائرة وأحرار العالم، فلنتفق على شعار المرحلة كلنا موحدين ومجتمعين سنتنا وشيعتنا أحزابا وحركات وطنية وإسلامية وجهات رسمية وفي أصقاع الأرض على طرد المشروع الصهيوني وأدواته في المنطقة وعلى رأسها الكيان الصهيوني الكولونيالي السرطاني الاستيطاني في فلسطين.

اخر الأخبار