كردستان و”إسرائيل”

تابعنا على:   12:08 2014-06-28

افتتاحية "الخليج" الاماراتية

رد الفعل "الإسرائيلي" على ما يجري في العراق، خصوصاً ما تحدث عنه رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني من نوايا استقلالية من جراء "العراق الجديد والأمر الواقع الجديد"، يشير إلى حجم الارتياح والتأييد الذي يلقاه قرار "استقلال إقليم كردستان" لدى القيادات "الإسرائيلية" .
لعلنا نذكّر هنا بأن العلاقات بين قيادات الأكراد في شمال العراق والاستخبارات "الإسرائيلية" تعود إلى ستينات وسبعينات القرن الماضي، وهي علاقات ظلت القيادات الكردية تنفيها كي تبقى غامضة، لأن الكشف عنها كان سيلقي ظلالاً من الشك حولها، وسيكسبها عداء العرب فيما كانت تسعى لكسب صداقاتهم .
لذا حرصت هذه القيادات على اتباع سياسة الغموض، إلا أن المسؤولين "الإسرائيليين" كشفوا عن هذه العلاقات في بعض الكتب التي صدرت عن قيادات في الموساد من بينهم اليعازر تسافرير الذي تولى رئاسة مكتب الموساد في شمال العراق في مطالع السبعينات، والذي أشار إلى أن العلاقات بقيت سرية بناء على طلب الأكراد .
مهما يكن شكل هذه العلاقات، فهي كانت جزءاً من علاقات متعددة أقامها الأكراد مع أطراف إقليمية ودولية سعياً لتحقيق حلمهم بإقامة دولة مستقلة . وكان الاحتلال الأمريكي للعراق يحمل أهدافاً من بينها القضاء على العراق كقوة عربية محتملة ضد "إسرائيل"، والاستيلاء على ثرواته النفطية، ثم تقسيمه إلى ثلاث دويلات إمعاناً في تفكيكه وإنهاء دوره القومي، ليتقدم الأكراد خطوة مهمة نحو الاستقلال، بإقامة كيان كردي من خلال النظام الاتحادي، ومع إقدام "داعش" على توسيع وجودها في غرب العراق، استغل الأكراد هذا التطور وأقدموا على احتلال كركوك بما تمثله من هدف كردي قديم وثروة نفطية تدعم دولتهم .
لعلنا في مجرى ما يحدث في العراق، نشير إلى دور "إسرائيلي" مماثل في جنوب السودان طوال سنوات التمرد ضد الخرطوم، وكيف أن هذا الدور تماهى مع دور أمريكي أدى في نهاية المطاف إلى انفصال الجنوب .
المشهد يتكرر في شمال العراق من خلال دور أمريكي "إسرائيلي" مزدوج ومختلف الأوجه، لكنه يلتقي في أهدافه وغاياته عند تقسيم العراق .
لكن، هل تدرك القيادات الكردية خطورة مثل هذه الخطوة وتداعياتها؟ وإلى أي مدى ستنجح رهاناتها على الخارج هذه المرة؟ لقد جربت الخارج كثيراً وخذلها في آخر الأمر .

اخر الأخبار