هل الفساد استشري الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين؟

تابعنا على:   22:40 2019-05-16

عبدالرحمن العبادلة

تقابلت اليوم مع زميل لي كان أحد المناضلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي ومع قدوم السلطة الفلسطينية عمل ضمن أجهزتها الأمنية.

عمل بكل جهد وإخلاص من أجل وطنه واستكمال قضيته وعلي أولوياتها تحرير الوطن من براثن الاحتلال.

تفاجأت عندما رؤيته يتكأ علي عكاز من الألمونيوم بعد إصابته بمرض العصر، السكري والضغط والتسديد في شرايين القلب والقدم.

عندما خرج زميلي عن طوره و بدأ السب والشتم واللعن علي الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين الذي أكد علي أن هذه الهيئة مجرد جمعية ابتزاز للعسكريين المتقاعدين وهي تجني أموال طائلة وهائلة من وراء المعاملات في الغرف السوداء المغلقة بداخلها وتساوم علي حل مشاكل الهيئة بالرشى.

صديقي قال أنه بحاجة إلي تحويلة لإجراء عملية جراحية بالشرايين في جمهورية مصر العربية مشيرا أنه ينتظر مكافأته إلـ 6% مضيفاَ أن وساطات تتدخل بهذا الموضوع بالإضافة إلي طلب الرشاوي من الموظفين الذين يحملون هذا الملف داخل هيئة المتقاعدين العسكريين  وهمهم الوحيد كيف تجني أموال من المتقاعدين العسكريين الغلابة مرة برسوم ومرة برسوم علي حسب الرتبة مرة أخرى برسوم علي حسب جلب الـ 6% في سؤال يراود زميلي وكل متقاعد عسكري في قطاع غزة هل أصبحت الهيئة مجرد ضريبة جديدة في قطاع غزة علي دماء المتقاعدين العسكريين المناضلين فهل من مجيب لهم.

أصبح بعض المتقاعدين العسكريين متسولين علي أبواب الجمعيات والمؤسسات والقيادة الفلسطينية تتحمل الذل الذي وصل إلية هؤلاء ومن هنا أستذكر وأنا طفل كيف كنت أشاهد هؤلاء المناضلين العسكريين وأنا متجه الي المدرسة بالمرحلة الابتدائية والإعدادية بلباقة منظر لباسهم  العسكري ووجوههم الزاهية في لباسهم، وتشعر أنك بالأمن والأمان بوجودهم.

زميلي يبلغ من العمر خمسة وستون، وضع كفه علي وجهه وبدموع حارة خرجت من فمه كلمات ممزوجة بالقهر والألم  " القيادة باعونا" أصبحنا الأن لا نتحكم بتربية أبنائنا الذين خرجوا عن طاعاتنا وأصبحوا ينتمون الي فصائل معارضة للمجالس الشبابية التابعة للقيادي  المفصول من حركة  فتح  "محمد دحلان" حيث يتم شرائهم بكبونه وخمسون شيكل ويصبح ابنك هو المتحكم في بيتك لأنه استطاع أن يصرف علي البيت ويسد رمق أشقائه.

أبناءنا ينظرون إلينا الأن بشفقة ويقولون الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية باعت المناضلين الذين أصبحوا لا حول ولا قوة لهم ويطرقون أبواب الجمعيات والمؤسسات الخيرية بالرغم من أن أموالهم المستحقة محجوزة في رام الله إلا أن التميز في المعاملة ما بين الضفة قطاع غزة زاد الحقد من شباب هذا الجيل علي القيادة بسبب الانقسام الفلسطيني.

من وقود الثورة الفلسطينية المناضلون العسكريين أصبحوا علي أبواب المؤسسات الخيرية وهذه المؤسسات أصبحت لها مقولة فجـة بأن المتقاعد والموظف أصبحوا سيان، من ضمن شريحة الفقراء والمهمشين في قطاعنا الحبيب هنيئاَ لكم شعبي الفساد طال والغذاء والشراب والدواء وهيئة المتقاعدين العسكريين ولم يرحموا جميعهم عزيز قوم ذل.

اخر الأخبار