أوسـلـو أمُّ الـنّكـبـات

تابعنا على:   12:28 2019-05-16

خالد صادق

ربما يظن البعض أننا عندما ننادي بفلسطين التاريخية من نهرها إلى بحرها نطلب المستحيل, ولا نتعامل بواقعية مع «الحقائق», ونرفع شعارات لا طائل منها وستخبو وتتلاشى شيئا فشيئا حتى نقر بالواقع كما هو, بل ان البعض يعتبر ان من يطالب بفلسطين التاريخية من نهرها إلى بحرها , إنسان متطرف وإقصائي ويتحدث بمنطق إنكار الآخر ومحوه عن الوجود, نقول لكل هؤلاء ان شعبنا الفلسطيني الذي خرج بالأمس بعشرات الآلاف إلى المناطق الحدودية شرق قطاع غزة ليحيي ذكرى النكبة هو الذي يؤمن إيمانا عميقا بفلسطين التاريخية من نهرها لبحرها, وهو الذي يقاتل من اجل تحقيق هذا الحلم, هو الذي يصر على التمسك بأرضه وثوابته وحق العودة كحق أصيل لا يمكن ان نحيد عنه قيد أنملة, ففلسطين كل فلسطين لنا, شاء من شاء وأبى من أبى, ففلسطين أيها السادة لا تتسع لشعبين, وهى حق أصيل للشعب الفلسطيني سيقاتل من اجله, ومن ير في ذلك مستحيلا فهو واهم ويعيش في ثوب ضعفه وقلة حيلته, لأن الله وعدنا بالنصر, والمقاومة الفلسطينية كسرت بصواريخها التي وصلت تل أبيب الحاجز والوهمي والهالة التي شكلها الاحتلال حول نفسه.

العودة حق كالشمس, يسطع في كل طلقة صاروخ, أو رشقه رصاص ثائر, أو حد سكين غائر, حق يسطع في قبضة فتي يحمل حجرا بيده, وصرخة فلسطيني حر يخترق الحدود ليزرع العلم فوق أرضه المغتصبة أمام أعين الجنود الغاصبين والمتحصنين بمواقعهم شرق القطاع, العودة حق كالشمس , وهل يستطيع ترامب ان يطفئ الشمس بنفخة نتنة من فمه, حتى لو وقع على كل ارض فلسطين للاحتلال الصهيوني لن يمرر ذلك, الشعب الفلسطيني سيقف دائما في وجه المؤامرات الأمريكية, وسيتصدى للاحتلال بكل ما أوتي من قوة, ان إيمان شعبنا بحقه وعدالة قضيته يكسبه القوة والإرادة, للمضي في طريق الجهاد والمقاومة, واستخدام كل الأساليب والخيارات المتاحة حتى ينال حريته واستقلاله, بعد أن وصل إلى قناعة كاملة ان مسيرة التسوية التي انطلقت منذ 1993م هي التي أدت إلى تتابع النكبات على شعبنا, سواء نكبة العدوان الصهيوني على غزة, أو حصارها لنحو ثلاثة عشر عاما, أو نكبة إعلان القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إليها, أو نكبة الاستيطان وصفقة القرن, فأوسلو أم النكبات ويجب التخلص منها فورا.

الشعب الفلسطيني أحيا ذكرى النكبة الواحدة والسبعين, وخرج إلى المناطق الحدودية شرق قطاع غزة, خرج وهو صائم وفي أجواء شديدة الحرارة, خرج ليعبر عن حقه في العودة إلى أرضه المغتصبة, والتصدي لما يسمى بصفقة القرن, خرج لكي يضع حدا للنكبات التي تهل عليه من الصديق والشقيق قبل العدو المجرم, خرج ليقول لا للمبادرة العربية التي تنتقص من حقنا في أرضنا المغتصبة, لا لاتفاقيات السلام الهزيلة التي أضاعت وطننا وقضيتنا وأدخلتنا في حالة انقسام بغيض منذ العام 2007م لم نستطع ان نخرج منه حتى الآن, الشعب الفلسطيني أحيا ذكرى النكبة بدماء أبنائه التي نزفت بالأمس على السلك الشائك شرق القطاع, فهو عرف طريق الخلاص من هذا الاحتلال, وان هذا الطريق لا يمر إلا عبر المقاومة بكافة أشكالها, فالمقاومة حق مكفول دوليا للشعوب التي تحتل أرضها, أيها الشعب الفلسطيني الصامد المناضل البطل «عرفت فالزم».

كلمات دلالية

اخر الأخبار