بالصور- أيادي "غير بيضاء".. في غزة "كابونة" بفضيحة ونساء يستصرخن لحذف صورهن!

تابعنا على:   12:00 2019-05-11

أمد/ غزة – تمام حسن: هرولت لاهثة إلى مكان الجمعية حينما جاءها اتصال يفيد بوجود كابونة تحتوي على ما يحتاجه بيتها، حتى لو كان القليل، فزوجها لا يستطيع شراء أساسيات منزلها.

وقفت في طابور طويل تداري وجهها عن عدسة الكاميرا التي ترصد وقفتها، يزعجها صوت الموظف وهو ينادي عليها:" لن تتسلمي المساعدات بدون صورة للتوثيق".

اضطرت أن تقبل التصوير لأن أطفالها لا يجدون ما يأكلونه.

لم تكن تعلم السيدة "فاطمة. م" من مخيم البريج، أن صورها وهي تتسلم كابونة المواد الغذائية ستنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، والكاميرا ترصد حركتها وهي تحملها.

فاطمة اطمأنت إلى حديث الموظفين في جمعية "الأيادي البيضاء"، بأن صورها ستكون من أجل التوثيق وليس للنشر".

تقول الخمسينية فاطمة بلغة غاضبة لـ "أمد للإعلام": "حسبي الله ونعم الوكيل حولونا إلى متسولين، ولم يكتفوا بذلك بل يفضحوننا بنشر صورنا، ماذا نفعل وأين نتجه؟

تطالب فاطمة بمعاقبة أعضاء الجمعية، فحسب قولها إنهم "استغفلوا النساء ونشروا صورهن دون إذن منهن".

السيدة ابتهال تفاجأت بابنها يخبرها عن صورها المنشورة في صفحة جمعية الأيادي البيضاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، وبدأت تتلفظ بأبشع الألفاظ على القائمين عليها.

تقول ابتهال:" لم أطلب شيئا من أحد، جاءني اتصال يخبرني بوجود أمانة لي، ثم ذهبت إلى المكان ورفضوا تسليمي إياها إلا بعد التصوير من أجل التوثيق، لكني اكتشفت كذبهم اليوم".

تطالب المواطنة ابتهال بحذف صورها، هي وجميع النساء من صفحة الجمعية ووسائل الإعلام التي تداولتها، وتقول: "اتقوا الله فينا ولا تكونوا أنتم والزمن علينا، نحن عائلات مستورة لولا خصومات رواتبنا من الرئيس عباس دون ذنب اقترفناه".

عمل جمعية "الأيادي البيضاء" تصوير النساء أثناء استلامهن للكابونة استياءا شعبيا عاما.

فيقول عضو الكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي محمود الزق قال في تدوينة عبر فيس بوك: "دواعش تجردوا من القيم ... صرماية أم فلسطينية أشرف من لحيتك ...كوبونات؟".

د. عقيل الفتلي وجه حديثه لكل من يقوم بتصوير المستورين وهم يستلمون المساعدات: "للفقراء كرامة أيها المتبجحون".

المواطن سليم أبوحمزة طالب بمعاقبة الموظفين في الجمعية، ويقول: "أتمنى من المسئولين عن الجمعيات في غزة محاسبة جمعية "الأيادي البيضاء"، فلا يوجد أي شخص يقبل أن يرى زوجته في هذا الموقف".

آخرون طالبوا بوقفة قانونية حقيقية تجاه المؤسسات، التي تفضح الفقراء بتصويرهم ونشر الصور على مواقعهم الالكترونية الخاصة، معتبرين ذلك جريمة تشهير واستغلال لحاجات الناس وتنتهك خصوصيات الناس.

مسئول مؤسسة "أمان فلسطين" الماليزية أ.عمر صيام، استنكر ما قامت به جمعية "الايادي البيضاء"، كون مؤسسته تعمل على تمويلها وقال:" جمعية "الأيادي البيضاء" من الجمعيات المستفيدة من الطرود الغذائية بشهر رمضان فقط، ونرفض تصويرهم للفقراء من خلال الفيديو الذي تم نشره فهذا أضر بنا وأهان المستورين".

وأضاف:" نحن لم نعطهم الطرد حتى يستقوون على الناس والمساعدات ليست منة ".

وناشد النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار المؤسسات الإغاثية العربية والإسلامية والدولية، توجيه دعم عاجل لإغاثة الأسر المعوزة في غزة خلال شهر رمضان.

وأكد الخضري، أن "الاوضاع الاقتصادية والإنسانية تزداد صعوبة بسبب استمرار الحصار، ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك في ظروف هي الأقسى على عشرات آلاف الأسر الفلسطينية في غزة".

وقال رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، ان "85% من سكان قطاع غزة يعيشوا تحت خط الفقر ومعدل دخل الفرد اليومي بلغ دولارين يوميا، في أرقام صادمة لمعدلات الفقر والبطالة وغياب اَي أفق حقيقي ينهي المعاناة أو يخفف من آثارها".

اخر الأخبار