الاختلاف ليس رحمة

تابعنا على:   16:16 2019-05-06

إيمان عودة

أحزابٌ كثيرة ضائع بينها الشعب الفلسطيني لمؤيد ومعارض، ظهرت اختلافات كثيرة بعد الانقسام الفلسطيني عام 2006، لم يؤثر هذا الانقسام على الشارع العام والحياة السياسية فقط، بل تعداه إلى الانتخابات الجامعية الذي سقط بينها الطالب الجامعي ضحية، وعدم مقدرته على اختيار من يمثله في مجلس الطلبة، فهل جاءت الانتخابات الجامعية مؤخراً تجسيداً لهذا الواقع؟

بدأت الانتخابات الجامعية لهذا العام في جامعة الخليل الذي أغلب طلابها منتمون للكتلة الإسلامية، لكن اكتساح الشبيبة في الانتخابات غيّر هذه النظرة السائدة، وهذا ليس توجه الطلاب الجامعيين فقط، بل يدل على تغير التوجهات الحزبية للمنطقة ككل، فالانتخابات التي بطابعها ديمقراطية تحولت في فلسطين الى دكتاتورية، يتم اختيار المنتخبين بناءً على المناطق والأحزاب والعشائر، وليس على مضمون ما يقدمونه.

أما جامعة بيرزيت، كان هناك فارق بالأصوات لصالح الشبيبة، بعد فوز الكتلة بأربع سنوات متتالية، كذلك فوز الشبيبة في النجاح يعبر عن توجه المجتمع الفلسطيني المتغير، ولا يمكن أن يكون هذا التغير ثابت، لأن عقل البشر بطبيعتهم متعددين الآراء وتختلف توجهاتهم من عام الى آخر.

من المهم تعزيز المفهوم الأكاديمي، وحاجات الطلاب الأساسية بدلاً من الانغماس بصراعات الاختلاف على كل حزب بما أن وجهتنا واحدة، وبوصلتنا الوطنية واحدة، (ألسنا من تعلمنا على يدكم بأن العود محميٌ بحزمته، ضعيف حين ينفردُ، لماذا الفرقةُ الحمقاءُ تحكُمنا).

فهذا المشروع الوطني الحِمل الأعظم على كاهل كل واعي مثقف، فَ ما الحاجة إلى فرقة فوق تلك التي تحكمنا، ولتزيد الوسط الفلسطيني تعقيداً، بدلاً من الاختلاف الصحي الذي جاء بالفطرة منذ الأزل، نحن لا ننكر ضرورة الاختلاف والانتماء في كثير من الأحيان، لكن وضع فلسطين مختلف تماماً، ولا يحتاج إلى مشاكل تزيد من طينتهِ بِلةً، فكل الوقت الذي استهلك على الدعايات الانتخابية، والهاشتاغ على السوشال ميديا، والمادة التي صرفت على هذه الأمور، لإثبات من الأحق بفلسطين من الفلسطيني.

يجب أن تعتمد الانتخابات الجامعية على التمثيل النسبي لعدد من الطلاب، دون أن تفرض انقساماً جديداً على أبناء الشعب الفلسطيني، ويجب أن يكون هدفها مصلحة الطلاب جميعهم دون تمييز و توفير التعليم لكل من يُصعب عليه التسجيل للفصول الأكاديمية، لكل طالب محتاج، بدلاً من المصاريف الزائدة التي لا قيمة ولا معنى لها.

اخر الأخبار