تدليس الاحتلال وكذبه

تابعنا على:   21:34 2019-05-05

خالد صادق

الإعلام العبري الموجه امنيا وعسكريا صب جام غضبه على حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين, واعتبر أنها تقف وراء موجة التصعيد الحالية على قطاع غزة, وزعم أنها تسعى لإفشال التهدئة, وتعمل بتعليمات من إيران لإفشال مخطط صفقة القرن, ولفت الأنظار الأمريكية عن حركة التصدير الإيرانية للنفط عبر مضيق هرمز, وحتى لا نقف طويلا عند الرواية الإسرائيلية الكاذبة والمدلسة, نسوق دلائل واضحة على ان الاحتلال الصهيوني هو الذي يقف خلف هذا التصعيد العسكري الحاصل حاليا والتوتر الشديد الذي يشهده قطاع غزة.
أولا: الاحتلال الصهيوني كعادته دائما تنصل من التزاماته باتفاق التهدئة, ورفض تطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق, ورغم ان فصائل المقاومة هددت بالعودة إلى تفعيل وحدات الإرباك الليلي والبالونات الورقية والفعاليات البحرية رفضا لتعطيل الاحتلال للاتفاق, إلا ان «إسرائيل» لم تلتزم وأصرت على رفض تطبيق الاتفاق, حتى ان قطر اشتكت من عدم سماح الاحتلال بإدخال أموال المساعدات القطرية والمشايع لغزة.
ثانيا: رغم الجهود المصرية المبذولة لالزام الاحتلال بتطبيق اتفاق التهدئة كما نصت عليه الاتفاقية, إلا ان الاحتلال تنكر للدور المصري, وتجاهل كل النداءات المصرية بان الأمور ستنهار إذا لم يلتزم الاحتلال بالاتفاق, ورغم ذلك دعت مصر وفدي حماس والجهاد للقاهرة لاحتواء الأوضاع قبل تفاقمها لكن الاحتلال أصر على توتير الأجواء, معتقدا ان الفصائل الفلسطينية لن تجرؤ على الرد على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
ثالثا: التصعيد الدموي الغير مبرر باستهداف المدنيين السلميين العزل, الذين يخرجون بمسيرات العودة مطالبين برفع الحصار عن غزة, وعدم إسقاط حقهم في العودة لديارهم التي هجروا منها, وإسقاط جريمة القرن, لكن وفي الجمعة الماضية استهدف الاحتلال المنتفضين السلميين بالرصاص الحي, فقتل أربعة وأصاب أكثر من ثمانين آخرين بجراح متفاوته, رغم انه تعهد بعدم استخدام القوة المميتة ضد المسيرات السلمية.
رابعا: استمرار عمليات القتل والدهس للفلسطينيين في الضفة, واقتحامات جماعية لليهود المتطرفين لباحات المسجد الأقصى, وهدم بيوت المقدسيين والشهداء في الضفة والقدس, بالإضافة للحملات الإعلامية الصهيونية الممنهجة ضد المقاومة الفلسطينية وتحديدا حركة الجهاد الإسلامي والتحريض عليها من خلال بث الأكاذيب, في محاولة مكشوفة ويائسة لدق الأسافين بينها وبين الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
الاحتلال هو الذي يصعد ويقصف ويدمر في غزة, ويسفك الدماء ويزهق الأرواح, مستغلا الانحياز الأمريكي السافر له والتغطية على جرائمه, والعجز الدولي عن مواجهته ومحاسبته على دمويته, والتواطؤ الرسمي العربي معه والذي وصل إلى حد اعتبار القضية الفلسطينية عبئا ثقيلا يجب الخلاص منه بأي حال من الأحوال.

كلمات دلالية

اخر الأخبار