شهادات حية لشبان سرقتهم أوجاع الحياة

بالصور والفيديو.. غزيون يتهمون سفارات فلسطين بغيابها عن معاناة المهاجرين

تابعنا على:   12:33 2019-04-24

أمد/ غزة- صافيناز اللوح: ورودٌ بين أشواك الغربة، سجلوا روائحهم التي استنشقها السفر والتنقل من بلد لآخر، علّهم يجدون منفذاً لهم، يقيهم من ويلات الحصار، ومأساة الوضع الاقتصادي المتدهور في قطاع غزة، منذ ما يزيد عن العقد ب 3 سنوات.
واقع مرير
اسلام عمر الحصيني، 22 عاماُ، من سكان مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، ويسكن في منطقة الكامب بجزيرة كيوس باليونان، أحد خريج كلية مجتمع الأقصى  الأول على دفعته بتقدير 89، استلف مبلغ بقيمة 3000 آلاف دولار، كي يخرج من غزة، ويحقق أحلامه التي سرقها الحصار والوضع الاقتصادي السيئ.
وصل "اسلام" إلى مصر عبر منفذ معبر رفح البري جنوب قطاع غزة، بعد أن ضاقت به السبل ولم يجد عملاً في غزة، حيثُ مكث في القاهرة 48 يوماً، حتى أخذ قراراً حاسماً بحجز تذكرة على تركيا، وكانت بتاريخ 2/2/2019.
وقال "إسلام" في حديثه مع "أمد للإعلام"، "بدأت اسمع بقصص النصب من المهربين، بسرقة أموالنا أكبر من خوفنا بالغرق في البحر، حيثُ مكثت مايقارب الـ30 يوماً.
وأضاف، قررت العمل في تركيا كي أحصل على الإقامة وأستقر بها، عملت مبدئياً براتب أقل من 200$ شهرياً، ولكن حتى أستطيع العيش في تركيا لا بد من وجود راتب شهري على الأقل بقيمة 400$، بما فيها الاجارات والاكل و الشرب و المواصلات.
وتابع، العيشة في تركيا صعبة، فقررت الهجرة للعيش في أوروبا، أنهيت عملي بعد 20 يوم، سافرت على أزمير التركية برفقة (5) شباب، وكان من ضمنا شهيد الغربية "محمد أبو شملة" الذي توفي جراء سقوطه من الطابق الرابع أثناء ملاحقة الشرطة التركية له، واستطعنا التواصل مع مهرب اسمه "الخال"، قابلناه واتفقنا على إعطاءه 700$، لكل شخص مقابل التهريب ببلم.


وأوضح، تم الاتفاق على أن تكون المقابلة في أوتيل "مارلا" بمنطقة ديدم، حيثُ  تبعد 3 ساعات عن أزمير، وصلنا الأوتيل واتصل الشهيد "أبو شملة" بالمهرب "الخال"، قمنا بأخذ غرف في الطابق الرابع، الذي يتواجد به الخال، وقمنا بدفع مبلغ 50 ليرة يومياً.
وشدد، في اليوم الأول من مكوثنا في الأوتيل، قام "أبو شملة" بتعريفنا على كيفية سير الأمور في المكان، حيثُ بدأنا بتلقى الصدمات، بأنّ هناك أشخاص متفقين مع الخال منذ شهر وشهرين ولم يغادروا بعد، مشيراً وعرفنا حينها أنّ كل فلسطيني يتأجر في هذا الأوتيل تقوم الشرطة بالهجوم عليهم.
ونوّه، في الليلة الاولى من مكوثنا في الأوتيل، أتت الشرطة في فترة "العشاء" تقريباً، وكنت وقتها نائم، وقاموا بسحبنا إلى المركز برفقة (30) شخص، وخيرونا بدفع أجار رجعتنا من أزمير أو الحبس، ودفعنا 40 ليرة من كل شخص، وأعادونا إلى أزمير مرة أخرى وأخذوا الأموال لهم، وفي اليوم التالي طلب منا "الخال" العودة إلى الأوتيل، لأنّ رحلتنا إلى أوروبا ستكون في اليوم الذي يليه".
وأكد، عدنا بسرعة إلى الاوتيل في ديدم، وقررت عدم النوم حتى لا تذهب الرحلة علينا، بقيت حتى الساعة 1 صباحاً، لبست "ملابسي" وطلعت على السطح، حتى لو هجمت الشرطة على الأوتيل، أكون بعيداً لأنّه المكان الوحيد الذي لا تقوم بمهاجمته"، مشدداً بالفعل بدأت الشرطة التركية بالهجوم على الاوتيل في الساعة 10:40 دقيقة، وبعد 5 دقائق سمعنا صراخ محمد الذي سقط من الطابق الرابع على الأرض بعد ملاحقته من قبل الشرطة، وتم تحويله إلى المستشفى بنفس المنطقة "ديدم".
وأكمل، اتصل علينا الخال وطلب منّا إخلاء الأوتيل فوراً حتى لا يتم ملاحقتنا من الشرطة والتحقيق معنا لا يقل عن شهرين، وهناك من أخلى وهناك من بقى شاهداً على جريمة الشهيد "أبو شملة"، والمغزى الذي كان يريده الخال بالاتفاق مع الشرطة هو "عدم إبقاء شهود عيان على الشرطة في قضية مقتل الشاب محمد".
"خرجنا من الاوتيل الساعة 3 ونص فجراً ومكثنا حتى الساعة 8 صباحاً في الشارع"، بهذه الجملة تابع "اسلام"، حديثه لـ "أمد للإعلام"، حيثُ قال: توجهنا بعدها على الاوتوقار، وحجزنا تذاكر وعدنا إلى أزمير مرة أخرى، وبهذه الحالة لا يوجد في جيبونا أي أموال للتأمين، ولا للأكل.
وأشار، المهم وصلنا لمهرب ثاني اسمو ابو مروان، قلنا له، وضعنا و كل الي صار معنا اخدنا على اوتيل بـ "أزمير"، على حسابه يومين و اجا موعد رحلتنا، أرسل لنا تاكسي وتجمعنا بحسب المكان المتفق عليه، بأجار 100 ليرة، جمعناهم وقمنا بتسليمهم لشخص من طرفه.
وتابع، بعد ما تجمعنا بالليلة الساعة 12 جابلنا شحن حطنا تقريبا 50 شخص فيها، وغطاها و مشي الشحن بعد 200 متر سيارة الشرطة و رانا و وقفتنا واخدتنا بالباص على المركز، وكانت تسليم طبعا من واحد يشتغل تحت ايد المهرب، وأخذوا منا 900 يورو، وتم تحويلي على سحن "اليابنجي"، وخلال التفتيش ألقوا الصابون و الشامبو و كل شيء معنا كل باستثناء الملابس، وتم حبسنا لعشر ساعات، ومن ثم أعادونا إلى أزمير.
 وقال: تعرفت على مهرب أخر وقلنا له أوضاعنا، وقاموا بوضعنا في منزل ليومين حتى أن جاء موعد الرحلة، حملنا أغراضنا وشنطنا، وفي الطريق طلبوا منا إلقاء الشنط أو العودة إلى حيثُ انطلقنا، أنّا وشاب أخر ألقيناهم والباقي رفض، وصلنا الظهر، وضلينا للساعة 9 ونص بالليل تحت الشجر بالغابة، وكان عددنا 46 شخص.
وأفاد، بدو يجيبو البلم و ينفخو و زبطو كل شي صارت الساعة 12 اخدنا البلم و حطيناه بالبحر و اتحركنا 12 و نص بعدد 46 شخص وكان معنا واحد من المهربين لمدة 2 كيلو بالبحر عشان يورينا الجزيرة، ولما ظهرت الجزيرة و اشرلنا عليها و نط بالبحر و رجع و احنا كملنا طريقنا قعدنا بالبحر ما يقارب ساعتين و 40 دقيقة واحنا بالبحر، وصلنا المياه الاقليمية البحر كلو تغير والموج على صار بارتفاع نص متر نص ساعة على نفس الحال كان راح يقلب فينا البلم.
وتابع، كنا قالتين المياه الإقليمية و باقي ما يقارب 4 او 5 كيلو للجزيرة، شافتنا الباخرة تعت حلف الناتو لحقتنا و ضلتها و رانا واحنا كنا نشرد لانه خائفين يرجعونا ع تركيا، وبعد ما مسكنا لانو كنا قريبين من الجزيرة ودانا على جزيرة كيوس، ووصلنا الجزيرة ودونا على الكامب فتشونا والصبح بدو معنا اسأله لكل شخص كيف جيت وليش .. الخ"، وادونا كل شخص بطانيتين خفاف و فرشة بارتفاع 2 سم و ادونا فطورنا و طلعونا من باب الكامب، طلعنا حولينا لقينا حالنا بالشارع
أمّا "على حوار" 33 عاماً متزوج ولديه 3 أطفال، من دير البلح موظف مستقيل بحكومة غزة متواجد في جزيرة "كيوس" اليونانية، غادر من القطاع، عبر معبر رفح ، مرورا بمصر، ثم السعودية لأداء مناسك العمرة، ومن ثم من تركيا إلى اليونان".
غادر من قطاع غزة، بسبب الوضع المادي والاقتصادي الصعب، ولا يوجد، تاركاً خلفه زوجته وأولاده، حتى يستطيع توفيثر عيشة كريمة خارج الوطن المسلوب والمسروق حقوق أهله فيه، قائلاً: "هدفي احصل على حياة كريمة واقدر اعيش".
وأكد، قمت ببيع قطعة أرض ثمنها 10 آلاف دينار بمبلع "3500" دولار فقط، وصل إلى أزمير التركية بعد رحلة سفر طويلة، ومن ثم إلى "كامب" اليونان عن طريق البحر.
وفي رسالته للمسئولين، قال: رسالتي لكل مسئول في غزة والضفة "فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون، فقفوهم انهم مسئولون، ايما راع استرعاه الله رعية وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه ريح الجنة"، مشدداً، "حكومة غزة ورام الله، أنتم السبب في ضياعنا وتشتيت شبابنا".
ومن جهته قال ضياء الدين سمير كامل اللوح، من مواليد 1990-11-17، سكان دير البلح منطقة البصة، مهندس مدني، خرج من غزة بسبب الوضع الاقتصادي السئ، كان يعمل سائق، متزوج وله طفلين.
وقال ضياء لـ "أمد للإعلام"، خرجت من غزة الى مصر حاصل على فيزا تركيا، بمبلغ 500$ لم ادفع تنسيق ساعدني شخص في عمل تنسيق عن طريق التيار الاصلاحي التابع للقائد محمد دحلان.
وتابع، مكثت في مصر يومين وحجزت تذكرة طيران على تركيا ب 350$ متجها الى اسطنبول جلست مع صديق لي في اسطنبول لمدة يومين ومن تم تذكرة طيران اخرى الى منطقة مرماريس التركية ب 350 ليرة تركي، هناك أرسلنا المهرب الى اوتيل اجار الليلة فيه 50 ليرة في اليوم مكتنا ننتظر في هذا الفندق لمدة اسبوعين بسبب خفر السواحل الترمي واليوناني
واستدرك "اللوح" بالقول، "واحنا بالفندق بعد اسبوع من مكوتنا جاءت الشرطة التركية الي الفندق لأخد المهاجرين لكنا انا وبعض الاشخاص هربنا والبقية امسكت بهم الشرطة واخدوهم الى اسطنبول واطلقوا سراحهم هناك بعضهم رجع الى منطقة اخرى كان على تواصل مع المهرب ونحن ايضا الى تواصل انتقلنا الى فندق اخر".
وتابع، مكثنا اسبوع ثم ذهبنا الى الغابة وجلسنا هناك بدون اغطية لمدة ٥ ايام لم يكن هناك ارسال ولانها منطقة تهريب لم يكن مسموح التصوير او تشغيل الهاتف لكن انا استطعت ذلك، الطعام والشراب والدخان للشباب وبسبب قلق اهالينا علينا قام بتسجيل صوتنا جميعا ليرسلها الى اهالينا ويخبرهم اننا بخير، مضيفاً "كنا 17 شخص.. 9 من غزة فتاتان والباقي شباب . والبقية من سوريا عائلة والباقي شباب".
ونوّه، عندما ذهبت البوارج انطلقنا سريعا باتجاه البحر كان يبعد 10 دقائق من الغابة وركبنا الجيت بوت  وانطلقنا الى جزيرة رودس 40 دقيقة بالبحر  ووصلنا بسلام، حيثُ قمنا بتفعيل شرائح دولية وعلى تواصل مع الاصدقاء في روديس ارسلوا لنا مركبات نقلتنا إلى أحد الاوتيلات.
وتأكد، حاولنا الاتصال ونحن بداخل الاوتيل برقم يوناني لدائرة اللجوء في روديس لكن للأسف لم يمسك الخط معنا بسبب ضغط الاتصال من قبل المهاجرين، حيثُ كانت الرحلة من مرماريس لروديس 1500 يورو، فقمنا بحجز تذكرة باخرة عن طريق مكتب سفريات، هناك على جواز السفر الفلسطيني  32 يورو باخرة بلو ستار  متجه الى ليروس قالو لنا ان جزيرة ليروس سريعة بإجراءات اللجوء، ووصلنا جزيرة ليروس وذهبنا الى احد الفنادق القريبة حجزنا لمدة يوم ودهبنا الى مكان يسمى الهوت سبوت عبارة عن مخيم للاجئين، سلمنا انفسنا إلى الشرطة.
وأكمل حديثه، وضعونا داخل كونتينر مغلق لمدة اربع ايام وخلالها اخذو بصماتنا وتفاصيل عنا وكيف اتينا الى هنا، بعد الاربع ايام اخدونا الى مركز الشرطة ووضعونا داخل السجن بدون هواتف لمدة 12 يوم ، مشيراً "لا هاتف ولا غطاء ولا فرشات مثل العالم كانت حالتنا سيئة للغاية وثم نقل البعض الى المستشفى بسبب البرد والمكان السيء جداً".
وأضاف، عندما رأوا أن الاشخاص اصبحوا مرضى اخذو كل 2 معا الى دائرة اللجوء وتمت مقابلتنا المقابلة التعريفية، اسأله شخصية وتعريفية و3 جمل مختصرة عن سبب القدوم الى هنا، ومن ثم اعطونا شئ يسمى اوزفايس عليه صورة لنا هذا الاوزفايس مفتوح مسموح لي التنقل في جميع انحاء اليونان قالوا لنا غير مسموح لكم النوم داخل المخيم واعطونا بطاقة بنك ينزل في مساعدة كل شهر 100 يورو، ذهبنا نبحث عن بيت واستأجرته انا وشخصين ب 300 يورو  مكتنا به شهرين، وخرجنا بعدها لان صاحبة البيت مزعجة ومتطفلة.
وأوضح، ذهبنا الى احد الاوتيلات واستأجرنا غرفة وحمام كل شخص 150 يورو بالشهر، مكثت فيه شهرين طبعا الاجار منا كنا ندفعه والطعام منا وكل شئ . فقط كانوا يعطونا كل شهر 90 يورو، بنيت علاقة طيبة مع صاحب اوتيل وتقربنا من بعض، ومن ثم ذهبنا بعد فترة الى مطعم اخوه وبدأت العمل لديهم، واعطاني بيت كامل مجاننا اقيم به حالياً.
"وفي تاريخ 2019-4-2 كانت مقابلة ثانية لي"، هكذا أكمل "ضياء حديثه"، مضيفاً، ذهبت اليهم كانت لمدة ٢ساعة لانها تفصيلية، متابعاً الان انا اعمل ولدي علاقات طيبة معهم، اتصلت في مكتب اللجوء في أثينا لاسألهم عن مقابلتي ومتى استطيع ان اخد رد الاقامة قالو لي ردك ايجابي اذهب لاستلامه من جزيرتك، ذهبت الى دائرة اللجوء عندي وقالو يجب عليك الانتظار لموعد تجديد الاوزفايس.
هذه الاجراءات حدثت للفلسطينيين فقط ونحن ننتظر موعد التجديد لنحصل على رد الاقامة وبعدها التبصيم للإقامة وبعدها بفترة التبصيم للجواز.
"كامب" الموت
فروا من جحيم الحصار والحروب المستمرة والوضع الاقتصادي السيئ، من بلدانهم وصلوا إلى تركيا ومن ثم إلى الجزر اليونانية، بعد رحلة محفوفة بخطر الموت غرقا، باتوا سجناء هذه المخيمات.
المخيم الذي يفترض أن يستوعب ألفي شخص فقط بات يضم ما بين سبعة إلى ثمانية آلاف لاجئ ولا يزال يستقبل المزيد من قوارب اللاجئين الذي ينجحون في الوصول الجزيرة انطلاقا من تركيا.
مكان لا يستطيع أحد تحمل العيش فيه، لكنه أصبح ملاذاً للكثيرين من شبح الموت والهجرة المؤلمة التي ألمت بمن غادرة بلدانهم قسراً.
سفارة حاضرة متوفية
أمّا السفارة الفلسطينية، وبحسب روايات الشبان الذين أكدوا عدم معرفتهم شيئاً عنها، أو العكس، مؤكدين أنّهم لا يرون أحداً من مسئوليها.
وأشار الشاب "اسلام"، الذي ضحك بسخرية كبيرة عن سؤال دور السفارة الفلسطينية في تخفيف معاناتهم كمهاجرين، مرّوا بالكثير من العقبات أثناء سفرهم، حيثُ قال: أي سفارة، هو في سفارة من الأساس.
وشدد، أنّ السفارة الفلسطينية، لم تقوم بعملها وهي سبب في ضياع المهاجرين الفلسطينيين، وتآمرت عليهم كما تآمر عليهم العالم أجمع.
وطالب المهاجرين الفلسطينيين المتواجدين في مخيمات اللجوء، من السفارة أن تصحو من نومها الذي بات يشكل خطراً على من هم فقدوا الحياة والعيشة الكريمة.

اخر الأخبار