العوض لـ"أمد": جر المقاومة الشعبية إلى مربع التهدئة "خطأ سياسي" .. ولنا محددات ستة للمشاركة بحكومة "اشتية"

وليد العوض  مع مراسل "أمد" محمد عاطف المصري

وليد العوض مع مراسل "أمد" محمد عاطف المصري

تابعنا على:   15:42 2019-04-03

 أمد/ غزة- محمد عاطف المصري: قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني ،لا يجوز لطرف بعينه أن يستفرد بتقرير مستقبل المقاومة الشعبية في قطاع غزة.

وأضاف العوض في حوار شامل مع "أمد للإعلام" : بالأساس التهدئة تصير بين جيوش متحاربة، وواقع الأمر نحن نتلقى الضربات الإسرائيلية ونرد عليها بالمقاومة الشعبية، وبالتالي أخذ المقاومة الشعبية إلى مربع التهدئة والإتفاق، هذا خطأ سياسي نحن لم نوافق عليه، خاصة إننا من رواد المقاومة الشعبية في الضفة الغربية وفي القدس وغزة.

تفاهمات التهدئة

وأكد العوض: " نحن لم نشارك في كل المباحثات التي أفضت إلى تفاهمات التهدئة، لكننا لبينا دعوة الوفد المصري الأخيرة مع كل الفصائل وفي الإجتماع تحدثنا  أن حضورنا لهذا اللقاء تقديراً للدور المصري ولجهده في عدم إراقة أي قطرة دم فلسطيني في غير موضعها.

 وأوضح:  أننا لسنا جزء من هذة التفاهمات بأي حال من الأحوال، لأننا نرى أن هذة التفاهمات أولاً ذات طابع إنساني وهي حق الشعب الفلسطيني ولا يجوز وضعه على طاولة المساومة بأي شكل من الأشكال، وهي حق لشعبنا الفلسطيني سلبه الإحتلال،والذي سلب هذا الحق عليه أن يعيده، والضغوط يجب أن توجه من المجتمع الدولي الذي سلب هذا الحق.

 وأردف: "قلنا خلال اجتماعاتنا أيضا أن جيش الإحتلال يريد الإستفادة من هذا المناخ ليمرر الإنتخابات الإسرائيلية خلال هذا الأسبوع في التاسع من الشهر الجاري،وأنّ الإحتلال لا يستفيد من هذة التهدئة التي يريد أن يشكلها كمدخل لتغليب الحل الإنساني على الحل السياسي في الموضوع الفلسطيني.

وبخصوص دور قطر بالتهدئة قال العوض: لا نثق بوضوح بالدور القطري الذي يريد أن يأخد من هذه التفاهمات نحو مسار أخر يجعلها تفتح استراداً وطريقاً واسعة أمام "صفقة القرن" التي تقوم على المعالجات الإنسانية والإقتصادية على حساب الحل السياسي، وأيضاً قلنا أنّ كل العمل المشترك الفلسطيني بحاجة إلى مناقشة.

أما عن توسيع مساحة الصيد وزيادة إدخال الشاحنات التجارية كلها أقل مما أبُرمت من إتفاقات سابقة، مثلاً مساحة البحر 6 ميلاً ومناطق15 ميلاً ومناطق 6 ميلاً أيضاً، فهذا كان بعد أوسلو 21 ميل وتصل إلى 30 ميل في المياه الدولية.

 "هذا النقوص عن ما تم سابقاً وإعتباره إنجاز هو ما يفتح شهية الإحتلال، طالما أنّنا لا نطالب بالأصل وأقبل بالأقل، غداً سيعطينا الأقل ، أعتقد أنه ممكن الذي يطالب بالعودة إلى كل الإتفاقيات السابقة في هذا المجال هو حكومة فلسطينية موحدة، وشعب فلسطيني موحد، يذهب للعالم والمجتمع الدولي ويقول نحن الفلسطنيون موحدون هذه مطالبنا ونريد من الإحتلال الإلتزام بالإتفاقيات بما فيها إتفاق 2014".

حكومة اشتية (الفصائلية)

وبشأن تصريحات حزب الشعب مرة برفض الحكومة (الفصائلية) برام الله، وتارة أخرى باحتمالية المشاركة فيها ، عقب العوض: "حزب الشعب منذ أن جرى الحديث عن تشكيل حكومة جديدة، لم يعلن رفضه للمشاركة فيها كما لم يعلن قبولة في هذه الحكومة، وذهب حزب الشعب لإجراء سلسلة من اللقاءات خاصة مع الأخوة في حركة فتح ومكونات التجمع الديمقراطي لبحث مجمل الأزمة الفلسطينية.

وأكد: أنّ الأزمة الفلسطينية لا تكمن فقط في الحكومة، هناك أزمة فلسطينية متعددة الجوانب وبالتالي أحد ملفات هذه الأزمة موضوع الحكومة، حتى الآن نحن ما زلنا نواصل لقائتنا مع رئيس الحكومة المُكلف د.محمد اشتية ، كي نطلع على ملامح برنامج الحكومة التي في ضوئها ستحمل اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني لتقرر المشاركة أو دونها في هذة الحكومة.

وتابع: على أية حال سواء شارك حزب الشعب أو لم يشارك هناك حكومة ستجد النور قبل الخامس عشر من الشهر الجاري، وهذه الحكومة ستناط بها مهمات كبرى لها علاقة بالشأن الداخلي للشعب الفلسطيني، ولذلك نحن نريد أن نؤثر في برنامجها لمصلحة الناس حتى لو لم نشارك فيها، لذلك نحن حددنا ملامح رأي الشعب في برنامج أي حكومة قادمة.

وأشار إلى ان هذه الحكومة يجب أن تنسجم بمواقفها لتنفيذ قرارات المجلس الوطني وقرارات المركزي الفلسطيني، سواءً فيما يتعلق بالتطبيع والتصدي لـ"صفقة القرن" أو فيما يتعلق بمواجهة خطة نتنياهو، أو بما يتعلق بإدارة الشأن الداخلي الفلسطيني، أو الخروج من مربع أوسلو إلى مربع الدولة الفلسطينية، النقطة الثانية من الأسس التي نسعى لتثبتها في برنامج الحكومة أن لا تعيق الحكومة الطريق لإنهاء الإنقسام، وتميز ما بين الخلاف السياسي بين حركة حماس وحركة فتح، وما بين إستحقاقات الناس في قطاع غزة، وأن لا تأخد إجراءات جديدة بحق الناس في قطاع غزة نتيجة لهذا الإنقسام.

 وأكمل: النقطة الثالثة ، أن تعتمد الحكومة برنامج إقتصادي ينحاز إلى الفئات المسحوقة وأن تعتمد على إنصاف الفقراء وأن ترفع من الضريبة على الشركات الكبرى خاصة شركات الكهرباء والإتصالات، وأن تخفف من الضرائب المفروضة على عاتق المواطنين.

أما عن النقاط الثلاثة الأخيرة قال العوض ، أن تعتمد الحكومة إقتصاد مقاوم يدعم الفلسطنيين في مواجهة الاستيطان المتغول على الشعب الفلسطيني، وأن توقف تغول الأجهزة الأمنية في التحكم في قضايا الناس ووقف الإنتهاكات،والنقطة الأخيرة أن تذهب للإعتماد الحد الأدنى للأجور بما يتناسب مع المستوى المعيشي، وأن تعمل على إقرار قانون نظام إجتماعي محترم، تستطيع الناس أن تتعامل معه.

 هذه المحددات الستة لحزب الشعب التي يسعى لتثبتها في برنامج أي حكومة قادمة وفي ضوء ذلك ستجتمع اللجنة المركزية لحزب الشعب خلال الساعات القليلة القادمة وسيقرر هل سيشارك أو لا يشارك، فالحزب لم يكن متسرعاً في الرفض ولم يكن متسرعاً في القبول- على حد قوله.

مسيرات العودة

وفيما يخص انتقاد الحزب لما يحدث في مسيرات العودة ، أكد العوض: نحن لا ننتقذ مسيرات العودة كمبدأ،  المسيرات التي إنطلقت في 30 أذار هي إنطلقت في يوم الأرض الخالد الذي يجسد وحدة الشعب الفلسطيني، وأيضاً تعززت  المسيرات ب15 أيار بيوم النكبة ، لذلك نحن لا ننتقذ هذا الحق من المقاومة الشعبية، ومن هنا تأتي المشاركة في هذة المسيرات أنة حق من حقوق الشعب الفلسطيني".

وتابع: لكننا ننتقذ استثمارها ومحاولة استغلالها وتوظيفها لخدمة فصيل أو غيره، وبرزت في الأونةِ الأخيرة أنّ هذة المسيرات التي تحمل الطابع الشعبي ويشارك فيها الجميع، دخلت في مسار المساومة في موضوع التهدئة، نحن نريد أن تخرج هذه المسيرات وهذا الشكل من المقاومة الشعبية من هذا الإطار، مؤكدا "ان وتيرة نقدنا لآلية استخدام هذه المسيرات وليست المسيرات بحد ذاتها التي نقدر شهدائها وجرحاها والتي للحزب ثلاثة شهداء.

إدارة قطاع غزة وفصلها عن الضفة

في هذا الشأن قال القيادي العوض،  أقصر الطرق لمعالجة الأزمة الداخلية الفلسطينية يكمن في إنهاء الإنقسام وإستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وكل ما يجري لتحقيقه هذه الأيام من تفاهمات تهدئة أو غيره، بالإمكان أن يجري تحقيقة عبر المصالحة الوطنية الفلسطينية، وأن يكون هناك حكومة واحدة تلتزم بالقيام بواجباتها كافة تجاة كل المواطنين في قطاع غزة من الكهرباء ورواتب الموظفين ورواتب أسر الشهداء، وإذا الحكومة قصرت في واجباتها، يجب علينا كلنا ممارسة الضغط عليها وننتقذها ونطالب باقالتها إذا لم تقم بواجباتها حال إستلامها لمهماتها.

"لكنها الآن لم تستلم مهماتها في قطاع غزة وصادفت العديد من العقبات، ولذلك الكل الآن يبحث عن حلول غير الحل الأقصر، وهو المصالحة".

أما بخصوص فصلها عن الضفة قال العوض: "صفقة القرن كما تحدث قبل ثلاثة أيام جون بومبيو أمام الكونجرس، قال الصفقة تقوم على تكريس الوقائع والإعتراف بها، وذكر بالحرف الواحد القدس تحت الإحتلال منذ خمسين عاماً، لكن يحق للفلسطنين الذهاب للصلاة وغيره هذا أمر واقع، وقال الجولان من خمسين عام إسرائيل مسيطرة علية وهو أمر واقع، وقال أيضاً أنّ حماس تسيطر على قطاع غزة من عام 2007 وهو أمر واقع، والمستوطنات منذ الـ 67 وهو أمر واقع، وما علينا نحن في الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن نكرس ونعترف في الأمر الواقع، ولذلك الخطورة في إبقاء الإنقسام أنّه يفتح الطريق نحو فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وقطع الطريق نحو إقامة الدولة الفلسطينية.

 وبحسب العوض قال "مرتكزات صفقة القرن هي خمسة:

 أولاً الإعتراف بالقدس عاصمة لدولة الإحتلال  وتم تطبيقها

ثانياً: تصفية قضية اللاجئين من بوابة تصفية الأونروا وهذا ما يعمل عليه الآن.

ثالثاً: الإعتراف بقانون السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الضفة وهذا ما يجري الآن.

رابعاً: تبديد والقضاء على التمتين الفلسطيني الموحد.

خامساً: فصل قطاع غزة وجعله مركزاً لحل القضية الفلسطينية، مع أطراف في الضفة؛ بمعنى أنّ قطاع غزة هو الكيان ويرتبط معه الكنتونات التي ستبقى بها السكان في الضفة الغربية.

الحراك الشعبي "بدنا نعيش"

وحول الحراك الشبابي الأخير ضد الغلاء أوضح : نحن إعتبرنا ودعونا أن هذا الحراك غير مسيس،  ويجب على الفصائل الفلسطينية أن لا يكون لهم أي دور في ركوب موجته، ورفاقنا كانوا في المياديين كجزء من الناس، وأعُتقل عشرات الرفاق، ونحن لم نكن نرغب أن نكون متصدين أو راكبي موجة هذا الحراك بأي حال من الأحوال، ورفاقنا كانوا جزء من هذة الحملة، ومواقفنا السياسية كانت الأكثر وضوحاً فيما يتعلق بتوفير الحماية السياسية لهذا الحراك، ومنع شيطنتة أو إتهامة بأنه تابع لهذة الأجندة أو ذاك، وأعتقد أن هذا الدور نجحنا به، لأن الحراك هو لنساء ولشباب ولأطفال يبحثون عن لقمة الخبز بعيداً عن أي أجندات سياسية.

أما فيما يخص بقمع هذا الحراك أكد العوض: " كل الحلول الأمنية لقضايا حياة الناس ثبت أنها يمكن أن تخمد هذا الحراك، لكنها لن تقضي علية للأبد وفي أي بلد من العالم يمكن للحلول الأمنية أن تذهب بتجاة اخماده، ولن تستطيع القضاء عليه، وهذا الحراك قابل للتجديد في أي مرحلة من المراحل تشعر الناس فيها أنّ لقمة خبزها قد مُست، وشعارات الحراك لم تكن موجة ضد حكم حماس؛ فهي ضد الظلم الذي وقع على الناس في قطاع غزة، والمواطن ليس عنده مشكلة من يحكمه، والمشكلة كيف يحكم".

وأردف: الإجراءات التي أتخدتها السلطة أثرت على المواطنين وعلى الوضع الإقتصادي في قطاع غزة بنسبة تتجاوز 40%، وهذا عمل على زيادة الأعباء على المواطنين، ولكنه أيضاً عمل على إعباء سلطة الأمر الواقع في قطاع غزة، وهذا شي خاطئ من قبل السلطة والحكومة لأنه يُدفع الناس ثمن الخلاف السياسي.

وأعاد مكررا: نحن نصف كل من حاول أن يركب هذا الحراك بالغباء السياسي، وأي محاولة لركوب موجتة يساهم في إجهاضة، ولكن لا تستطيع أن نمنع أي جهة سياسية أن تبحث عن كيفيفة استثماره، ولكن كان عليها أن تكون مدركة تماماً أنّ آليات إستثمار هذا الحراك ممكن أن تؤدي إلى فشله وإحباطه، وهذا يندرج في إطار الحنكة السياسية والغباء، فإذا كنت محنكاً تستطيع إنجاحة، وإذا كنت غبياً ممكن أن يتقلص هذا الحراك والناس تنفض منه والأمن يقمعة.

أموال المقاصة وقطاع غزة!

وبالنسبة لقضية أموال المقاصة شدد العوض: "بشكل عام ما يصير لعملية المقاصة تخرج من غزة فيجب أن تصرف في غزة، هناك محافظات في الوطن ليس لها مداخل، فإذا بقينا نقول المقاصة لغزة فهذا يؤدي لفصل غزة عن الوطن، فالمقاصة لكل الشعب الفلسطيني، فمثلاً أريحا وجنين والقدس من يصرف عليهم كونه ليس لهم مداخل؟

وتابع: السؤال  الأهم الأموال التي تجبى في غزة أين تذهب؟! بمعنى أموال المقاصة والأموال التي تجبى في غزة ممكن أن تعالج موضوع غزة وموضوع الضفة، لذلك لا يجوز أن نقول:" إلا معي معي وإلا أنت تجبيه إلي وإلك".

وبخصوص رفص السلطة للمقاصة: "أعتقد أنّه خيار سليم لأن ذلك لو مر ، معنى ذلك أن هناك خضوعاً للشعب الفلسطيني، أولاً:سيتمثل بالتخلي عن الشهداء والأسرى، ثانيا: هذا سيتبعه لأحقاً رفع العديد من القضايا على كل سيارة تدهس واحد مستوطن وعلى واحد بيطعن سكينة، بالتالي أعتقد أن الأصل هو تنفيذ هذا الإتفاق، ويجب أن لا نسمح بأقتطاع المقاصة عن السلطة وتحويلها لغزة، فهناك خبثا إسرائيلياً في محاولة تكريس هذا الإنقسام البغيض".

قمة تونس

قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب: "القمة عُقدت في ظروف عربية صعبة، وهذا انعكس بشكل واضح في درجة الخلافات ما بين زعماء العرب، لكن البيان الختامي الذي صدر في نهاية القمة هو بيان إيجابي، وبالنسبة لنا كفلسطنيين  إعتبار القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للعرب، وتوفير شبكة أمان عربية ودعم الشرعية الفلسطينية في مواجهة الأمريكان.

وأردف : لكن بالنسبة لنا بعد ثلاثين قمة فالعبرة ليس بما كتب لكن العبرة في التنفيذ، نحن ننتظر إلتزام الرؤساء والملوك والأمراء العرب بما جاء في البيان الختامي، ونحن نشك في التطبيق.

اخر الأخبار