دخول عام ثان لمسيرات العودة

تابعنا على:   14:43 2019-03-31

محمد مروان هنية

أنهى أبناء شعبنا اليوم احياء ذكرى يوم الأرض ومرور عام على مسيرات العودة وكسر الحصار ضمن فعاليات مليونية الأرض والعودة، ورغم سوء الأحوال الجوية ووجود الأمطار الغزيرة وتهديدات جيش الاحتلال وحشوداته العسكرية التي عمل على ترهيب أبناء شعبنا بها، إلا أنه شارك في هذه المسيرات بقطاع غزة مئات الآلاف من أبناء شعبنا، باستفتاء شعبي عبر شاشات التلفزة بشكل مباشر.
انتهى عام من العطاء والبذل والتضحية قدمنا خلاله خيرة أبناء شعبنا وأبطالنا ، تألمنا كثيراً لكن استمرينا بالتحرك بكل الاتجاهات دون كلل أو ملل وأسمعنا العالم صوت الحق الفلسطيني ،صوت المظلومين والمقهورين، صوت المحاصرين منذ أكثر من 12 عام، وأكدوا اليوم على جهوزيتهم للاستمرار وإعلان البدأ بالعمل للتجهيز للعام القادم، وتم تسمية الجمعة القادمة بانتصار الكرامة، للتأكيد على الاستمرار وعدم التوقف ولا أريد الحديث الآن عما حققته هذه المسيرات وسوف أخصص مقالاً منفرداً عن ذلك ، وسوف أتحدث عن الرسائل التي عملت جماهير شعبنا الفلسطيني على ارسالها رغم صعوبة الأوضاع والظروف الأمنية والمناخية والسياسية.
1) رسالة التحدي والقوة للمحتل بأننا متمسكون بأرضنا وكل محاولات التذويب للقضية ولحقوقنا سنفشلها ميدانياً على الأرض بتحركنا ووعينا، ولن تمر المؤامرة ما دمنا أحياء على هذه الأرض.
2) رسالة للمحاصرين بأننا أوعى بكثير من الانجرار وراء ألاعيب خبيثة هنا وهناك، وأننا نعلم جيداً من المتسبب بمعاناتنا ومآسينا وسنبقى محافظين على اتجاه بوصلتنا.
3) رسالة للعالم أننا شعب نعيش تحت الاحتلال منذ ما يقارب قرن من الزمان وآن الأوان من اجل العمل على انهاء مأساة شعبنا والعمل على الضغط وضرورة التحرك من اجل إيجاد حل لهذه القضية لنقيم دولتنا ونحقق استقلالنا وننهي هذا الاحتلال الغاشم على ارضنا.
4) رسالة للسلطة الفلسطينية أن سلسلة الإجراءات العقابية بحق قطاع غزة مرفوضة ومطلوب بشكل عاجل العمل على معالجة هذه القضية المرفوضة لدى الكل الوطني.
5) رسالة من الميدان اننا بوحدتنا تكمن سر قوتنا، ترجمناها اليوم بشكل عملي وفعلي كان الجميع يصطف مع بعضه البعض يداُ بيد وكتفاً بكتف فأخرجنا هذه الصورة البهية، لذلك مطلوب بشكل عاجل العمل على تحقيق الوحدة الوطنية وتنفيذها وفق ما تم التوافق عليه.
ويعتبر هذا اليوم هادئ نسبياُ مقارنة بالمليونيات السابقة من حيث حجم الاحتكاك وعدد الشهداء والجرحى، ويأتي ذلك بعد جهود مصرية حثيثة انصبت ضمن اتجاهين.
الاتجاه الأول: وهو إلزام الاحتلال بوقف استخدام إطلاق النار ووقف ممارساته الإرهابية بحق المتظاهرين وقد وافق الطرف الإسرائيلي على ذلك واشترط وقف الأدوات الشعبية السلمية مثل إشعال الإطارات وغيرها أثناء المسيرات، واتفقنا على ذلك بالاجتماع مع الوفد المصري وأكدنا أن هذه الخطوات نستخدمها في سبيل تقليل الخسائر ولكن أردنا ان نسحب الذرائع من هذا الاحتلال.
الاتجاه الثاني: العمل على معالجة الوضع الإنساني بالقطاع وفكفكة عقد الحصار المفروض على قطاع غزة من خلال جملة من القضايا الإنسانية العاجلة، مثل رفع عدد المستفيدين من برامج التشغيل المؤقت، وانشاء منطقة صناعية، وزيادة مساحة الصيد ل 15ميل وصولا ل 22، وبعض المشاريع الدولية مثل بناء خزانات الوقود الخاص بشركة الكهرباء ومحطة التحلية، بالإضافة للضغط على الطرف الإسرائيلي القبول برفع نسبة المبلغ الذي يحول لغزة من قبل دولة قطر الشقيقة ليصبح 40 مليون دولار.
هذا بالاضافة علي الاتفاق على رزمة اجراءات جديدة لتحسين واقع العمال والاقتصاد من خلال اعادة افتتاح المنطقة الصناعية والتي ستستوعب ما يقارب ١٥ الف عامل بحيث ستصدر المنتوجات الى الخارج.. كما تم الاتفاق على تحسين التجارة من خلال اصدار ٥٠٠٠ تصريح للتجار و١٠٠٠ دي ام سي
لكن الاحتلال معروف بإنكاره لكل الاتفاقيات والأعراف حتى التي يوقع عليها فسرعان ما يعمل على نقضها والتنصل من استحقاقاتها فرغم أننا كهيئة التزمنا بكل ما هو متفق عليه، إلا أن الاحتلال لم يلتزم بذلك وأوقع في صفوفنا الشهداء والجرحى وهذا يتطلب تحرك مصري عاجل ويعتبر هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا، وبما يتعلق بالبعد الإنساني فإن ما وافقت عليه إسرائيل برعاية وضغط مصري يواجه تحديات؛ لأن كثير من بنوده تشترك فيه دول عربية وإسلامية فهل ستعمل على التمويل والالتزام بتعهداتها؟ وهناك حراك مصري وأيضا من فصائل العمل الوطني وفي مقدمتهم حركة حماس من أجل ذلك، وهل ستوافق إسرائيل على ذلك عند التنفيذ ام ستتحجج وتتنصل مما تم التوافق عليه؟؟
كلها أسئلة وقضايا مطروحة لدينا على الطاولة كهيئة وطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار، وأيضا للجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية وهناك تحرك قوي وبكل الاتجاهات من اجل الإعلان عنها بشكل فعلي وتنفيذها قريبا، ويبقى الضامن الوحيد لهذه الخطوات هو أبناء شعبنا واستمرار مسيراتنا.

اخر الأخبار