يحتفل الفلسطينيون في 30 آذار من كلّ عام بيوم الأرض، ليعبّروا عن تمسّكهم بأرضهم وهويتهم الوطنيّة، وإحياء ذكرى يوم الأرض ليس مجرد ذكرى سنوية، بل معركة متجددة وحرب متواصلة لاستعادة الحق الفلسطيني المغتصب، مهما غلت الأثمان من دماء الشهداء والجرحى وعذابات الأسرى.

يذكرنا يوم الأرض بالربيع الفلسطيني الذي أزهر وما يزال في حرب الصمود والحياة أمام جرافة الاحتلال التي تحاول كنس تربة التاريخ لتغير هوية البرتقال، يذكرنا حين عانق زهر اللوز الأرض ليلقي على التراب السلام، حين سال دمع الرمان حزناً على المغادرين بأحلامهم نحو المجهول.

يوم الأرض يعني إحياء الأسطورة الفلسطينية التي لا تنام إلا لتولد من جديد بروح التراب الذي يضم رُفات الشهيد الذي اتبع هدى قلبه وقاوم عن شعب بأسره.

الأرض هي حلقة من حلقات الصمود الفلسطيني المتواصل في سبيل تحرير فلسطين من الصهاينة الطغاة، هو صرخة ورسالة للعالم أجمع.

الأرض هي روح الشهيد تقارع بالشجاعة الاحتلال، هي روح الشعب الذي يقاتل وحيداً ولم تمنعه بندقية "التنسيق".

اننا شعب يستحق الحياة بما نقدمة من دماء في سبيل قضيتنا، دماء شبان تنادي بعد سبعين لجوءاً "حد الموت" باسم فلسطين.

إن التجربة النضالية لشعبنا الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والاستيطان في 30 آذار 1976، هو مؤشر على تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وترابه الوطني، كما بوحدة توجهاته النضالية الساعية الى استمرار النضال ضد الكيان الصهيوني العنصري والعمل على تحقيق عودة اللاجئين الفلسطينيين في مناطق 1948 الى بيوتهم التي طردوا منها، ولتأكيد اهداف الشعب الفلسطيني الصامد فوق ترابه الوطني في توفير مقومات السعي لوحدته، وذلك من خلال الشراكة الوطنية في مواجهة سياسات إسرائيل الاستيطانية في الضفة الغربية ومحاولة الاستيلاء على المسجد الأقصى، الشراكة الوطنية التي تمثلت في مواجهة مشاريع العدو الصهيوني من خلال المساهمة في العمليات البطولية الاستشهادية لانتفاضة الكرامة والدفاع عن المسجد الاقصى بالأجساد العارية.

فيوم الأرض هو الحنين لوطن زرعناه فينا وسقيناه منا، هو كل فلسطين، كل الشهداء الذين مروا وسيمرون في طريقهم إلى يافا وحيفا راجلين، إلى كل قلب في جنين والناصرة وغزة، في يوم الأرض تسقط تقسيمات السياسة لقطاع القلب عن الجسد، وللضفة دون بحر، لخط أخضر يفصل الروح عن الروح بكذبة.

يوم الأرض هو إحياء روح الإنسان عندما أعلنت أن الحرية هي العنوان.