
الصراع الفلسطيني "الاسرائيلي"واشنطن...من التوازن"الجزئي" الى الانحياز الكامل

أحمد الحاج
إن قاربنا بداية عهد ترامب كرئيس للولايات المتحدة الامريكية، وتصريحاته حول الصراع "الاسرائيلي" – الفلسطيني العربي، والزخم الداعم لحله (الصراع) من المؤسسة العميقة للادارة الامريكية، وتجنيد الايباك للاعلام ، دفعت ترامب الى السعي وبقوة وعنجهية المستعمر، الى الاعنراف يالقدس"عاصمة لاسرائيل" وأن "الجولان جزء منها ("اسرائيل") ، اضافة لحصر كل جهود التسوية بيد ادارته، محاولا" فرض تسوية سياسية تحت مسمى صفقة القرن، تصب في اطار تحقيق أمن ومصلحة "إسرائيل"، وحماية المصالح الامريكية في المنطقة.
إدارة ترامب تجاوزت سياسة الوسيط / الجزئي/ لسياسة اوباما وبوش الابن ، الى سياسة الانحياز الكامل الاعمى لمصلحة الكيان الصهيوني.
سياسة تتطلب تهيئة المسرح السياسي ، لتحقق أهدافها، منها إعطاء الضوء الاخضر لنتن ياهو لتسريع وتيرة الاستيطان، عبر البدء بمشروع السنوات العشر لبناء مليون شقة سكنية في الضفة الفلسطينية، أي ما يتناسب واسكان 5 ملايين مستوطن، وتتابع مع الجانب الفلسطيني: عبر دعوته لاستنناف المفاوضات بدون شروط مسبقة، بمعنى أدق على المفاوض الفلسطيني أن يقفز عن مطالباته السابقة : حل الدولتين / حدود الرابع من حزيران / تبادل جزئي ومتفق عليه للاراضي / وقف الاستيطان، وتغولت أكثر عبر تقديمها لشروط "أمريكية إسرائيلية" جديدة تحت مسمى نقاط غرينبلات التسع ( جيسون غرينبلات المبعوث الاميركي الخاص للشرق الاوسط) متجاوزة حدود التفاوض التي جرت خلال الإدارات الامريكية السابقة، شروط عنوانها الرئيسي : الغاء الشعب الفلسطيني ووجوده وكيانيته السياسية، بدون التفاصيل ، أضف لها أوقفت اميركا ترامب تمويلها لوكالة الغوث ، بل تسعى جاهدة لالغائها، وأن تنقل خدماتها الخاصة بالاجئين الفلسطينيين للدول المضيفة ، كمقدمة لشطب حق العودة، وتهيئة السكن الدائم للاجىء، التوطين ، بدول مضيفة و أخرى، كما تهيئة الاجواء لاستعادة المفاوضات على الجانب الفلسطيني / "الاسرائيلي"، الى تهيئة الاجواء الاقليمية لتسوية عربية "اسرائيلية" ، بمعنى تفعيل سيناريو أميركي واحلال الحل الاقليمي وفقأ" لتوصيات دينس روس وديفيد ماكوفيسكي ، التي توصي بإيجاد منصتي تفاوض، الاولى فلسطينية "اسرائيلية" ومنصة عربية "اسرائيلية"، عطفا" واستنادا" على المبادرة العربية للسلام التي أقرت في قمة بيروت عام 2002 ، بهدف فرض الحلول الامريكية الصهيونية بضغط اقليمي عربي على المفاوض الفلسطيني.
تعمل الولايات المتحدة الامريكية لتحقيق هذا السيناريو من خلال وتيرتين ، الاولى إرسال مبعوثيها للمنطقة العربية ( تحضيرا" لما يسمى صفقة القرن)، ورفع وتيرة التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني ، ولبناء المزيد من المستوطنات في القدس المحتلة والضفة الفلسطينية، لفرض واقع جديد على الارض، لا يمكن للمفاوض الفلسطيني تجاوزه، بل نقطة أخرى للتفاوض عليه، وعلى"طاولة المفاوضات" : "مفاوض اسرائيلي في موقع القوة ومفاوض فلسطيني في موقع الضعف"، الاول مدعوما" امريكيا" وإقليميا" وأوربيا"، والثاني تمزقه الانقسامات الداخلية والصراع على السلطة (فتح وحماس) ، توحش الاحتلال الصهيوني وسياسة القتل والقصف والحصار المفروض على غزة، وسياسة القمع والاعتقالات التي يشهدها القطاع كما الضفة الفلسطينية (فتح وحماس).
من المؤكد أننا لا نستثني داعمي الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، محور المقاومة ، لكن نرصد ما يرسم لنا أمريكيا" وصهيونيا".
ما يرسم اليوم، رب القادم أعظم ، إن بقي حال نظامنا السياسي مترديا"، وشعبنا يعاني مرارات ثلاث ، التوحش الصهيوني ، سياسات فتح وحماس السلطوية.
ووفقا" لما نقرأه في هذه اللوحة.... الرد من الشعب الفلسطيني ، كل من مكانه ، سياسيا ، ودبلوماسيا" ومقاومة"، كل أشكال المقاومة على الارض الفلسطينية...... وعمق ودعم محور المقاومة والشرعية الدولية والاحرار في العالم .
انتفاضة ثالثة نشهد مؤشراتها، كفيلة بأن تطيح بصفقة القرن وعرابيها ، باختصار.