
الانقلاب الأمريكي الكبير والرد الفلسطيني "الصغير"!

حسن عصفور
كتب حسن عصفور/ وأخيرا، نطقها ممثلو الإدارة الرسمية الأمريكية، بأن هناك "محددات جديدة" سيتم التعامل معها بخصوص القدس والمستوطنات والحدود والأمن في الضفة الغربية، وأسس التفاوض بين الفلسطينيين وإسرائيل، حديث لم يعد نقلا عن او منسوبا لمن، وليس لشخصية يهودية أكثر صهيونية من "هيرتزل"، ليجدوا لها "تبريرا" لـ "تبرير هوان سياسي"، فوزير الخارجية الأمريكية قالها نصا صريحا أمام مؤتمر المنظمة اليهودية الصهيونية الأهم في الولايات المتحدة.
بومبيو تحدث بإن الولايات المتحدة تريد "توسيع النقاش"، وذلك في رد على سؤال عما إذا كان اتفاق السلام سيركز كما في الماضي على ترسيخ الحدود والاعتراف المتبادل ووضع القدس والمستوطنات في الضفة الغربية وعودة اللاجئين الفلسطينيين.
أكد بومبيو: "هذه كانت المعايير التي احتلت النقاشات سابقا وقادتنا إلى ما نحن عليه الآن: لا حل". وأشار إلى أن الخطة الأميركية "ستستند إلى الحقائق على الأرض والتقييم الواقعي لما سيقودنا إلى تحقيق نتيجة جيدة".
يوم 27 مارس (آذار) 2019، سيكون علامة رسمية فارقة في نهاية مرحلة سياسية بأكملها، للبدء في مرحلة جديدة، مرحلة يمكن توصيفها، بأنها "الانقلاب الأمريكي الأكبر" منذ العام 1948 وحتى تاريخه، فيما يتعلق بتدمير كل الأسس السابقة لحل القضة الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، سواء ما يتعلق بقرارات الشرعية الدولية "جمعية عامة ومجلس أمن"، او المبادرات الأمريكية كافة منذ عام 1967، مرورا بمبدأ ريغان 1982 "الأرض مقابل السلام" الى "محددات كلينتون" عام 2000 في قمة كمب ديفيد، ومبادرة بوش 2002 "حل الدولتين مقابل تصفية عرفات"...الى جانب ذلك كله "اتفاق اعلان المبادئ – اتفاق أوسلو" 1993 وما تلاه من اتفاقات تفصيلية.
من هنا نكتشف أن "عناصر الرؤية الأمريكية الجديدة" تستند الى:
* تخلي أمريكا رسميا عن شعار "حل الدولتين" بكل ما يحمل من خدعة سياسية.
* أمريكا تعتبر ان الضفة الغربية أرض متنازع عليها بين سكان وسكان.
* المستوطنات كافة هي جزء من "الدولة اليهودية" باعتبارها "يهودا والسامرة".
* القدس عاصمة لـ "الدولة اليهودية" وللفلسطينيين فيها حقوق مدنية، ويمكن ان تصبح بعض الأحياء السكانية جزء من "الكيانية الفلسطينية"، مع الاحتفاظ بالبلدة القديمة والحرم الشريف بما يتضمن ساحة البراق وحائطها كمكان "يهودي مقدس" فهي "آثار من الهيكل".
* قضية اللاجئين لم تعد جزءا من المشكلة مع إسرائيل بل هي مشكلة فلسطينية عربية.
*الأمن الشامل في الضفة ومن بحر المتوسط الى نهر الأردن سيكون ضمن "السيادة الإسرائيلية".
* قطاع غزة له ترتيبات خاصة.
تلك هي ملامح "الرؤية الأمريكية"، التي كشف عنها وزير الخارجية امام مؤتمر الأيباك، وأشار لها خلال نقاش في مجلس النواب، وصلت الى أن يبد النائب الديمقراطي ديفيد برايس شكوكه حيال هذه المقاربة، وسأل بومبيو هازئا ما إذا كان على الفلسطينيين أن يشعروا بـ "الامتنان".
وبعد، هل حقا يجب على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ان ينتظر أكثر ليعلن موقفا رسميا، وهل يحتاج الى ترداد كلاما مملا، حول "إكذوبة" اخترعها له صحفي منافق مقابل مالا ووساما، بانه "بطل اسقاط صفقة القرن"، حاول بعضا من مريديه تسويقها كـ "حقيقة" للهروب من رد عملي.
ولعل التاريخ قدم "هدية سياسية" لرئيس السلطة عباس، بأن يتزامن الانقلاب الأمريكي مع عقد القمة العربية في تونس، ليعلن الموقف الفلسطيني، وكي لا يذهب البعض بعيدا دفاعا عن الاستسلام المبكر، نقول ان المطلوب هو فقط تنفيذ كل ما تم التوافق عليه في أطر منظمة التحرير الفلسطينية، مجلسين وطني ومركزي ولجنة تنفيذية، ومنها:
- وقف العمل بكل الاتفاقات الموقعة لانتهاء أجلها وعدم التزام إسرائيل بها.
- اعلان دول فلسطين وفقا لقرار الأمم المتحدة 19/ 67 لعام 2012، واعتبارها الكيان التمثيلي السياسي للشعب الفلسطيني "دولة لك أبناء الشعب"، بعد انتهاء دور السلطة مع انتهاء المرحلة الانتقالية.
- سحب الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير وإسرائيل وتعليقه الى حين اعترافها بـ "دولة فلسطين".
- وقف العمل باتفاق باريس وليس البحث عن تعديله، ويترك لحكومة دولة فلسطين القيام بما يلزم.
- اعلان أن المقاطعة لكل ما له صلة بالكيان الإسرائيلي هو جزء من المقاومة السياسية لدولة فلسطين.
- تشكيل لجنة فلسطينية أردنية لوضع رؤية خاصة بمدينة القدس بالبعد الديني وليس السياسي.
- الغاء دائرة شؤون المفاوضات لانتهاء دورها في المرحلة الراهنة، وما سيكون هو تفاوض بين دولتين.
- تقديم رزمة القرارات الفلسطينية الى القمة العربية لمساندتها، وتأييدها.
- الطلب بإعادة التعامل مع "مبادرة السلام العربية" بما يلزم وقف كل اشكال الاتصالات مع إسرائيل، بما فيها الوفود الرياضة وغيرها.
- ذلك يتطلب تخلي حركة فتح (م7)، ورئيسها التعامل مع قطاع غزة كـ "كيان معادي"، وأن تعيد التفكير في علاقتها مع فصائل العمل الوطني، وتعليق التشكيل "الوزاري الجديد" الى حين الاتفاق الوطني.
- اعتبار الإطار القيادي الفلسطيني المؤقت "تمثيلا وليس اسماءا" هو حكومة دولة فلسطين، الى حين الانتهاء من ترتيب تشكيل مؤسسات الدولة.
تلك بعض من "ملامح خطة فلسطينية وطنية" للرد على الانقلاب الأمريكي الكبير، لو حقا يراد مواجهته وليس تمريره بمسميات مختلفة.
ملاحظة: أخطأت الجبهتان الشعبية والديمقراطية المشاركة في لقاء مع الوفد المصري دون توافق مع مكونات "التجمع"، فغير مبرر استثناء حزب الشعب مهما كان لحماس من ملاحظات على موقفه...الانتقائية مرض سرطاني فاجتنبوه!
تنويه هام: صديق أرسل لي مستغربا بعد أنباء عن قصف إسرائيلي مواقع للحرس الثوري الإيراني في حلب "وينها صواريخ أس"، وأضاف ساخرا معقول بدهم غزة ترد عنهم...سخرية تلخص كثيرا من المشهد!
أخبار محلية

الرجوب: استضافة الصين لدورة الألعاب الآسيوية تشكل علامة فارقة
-
اشتية يبحث مع نائب رئيس البنك الدولي و التطورات السياسية والمالية في نيويورك
-
المالكي يبحث مع نظيره القبرصي تعزيز التعاون الثنائي وتطوير العلاقات الدبلوماسية
-
غنيم : وكالة الغوث ملزمة بتامين كل الاحتياجات الاساسية للاجئين الفلسطينيين
-
النضال الشعبي يلتقي د.ابو يوسف ويضعه بصورة الأوضاع في مخيمات لبنان وسوريا