تعقيبا على قرار ترامب بشأن ضم الجولان المحتل

العوض: القرار الأمريكي بشأن الجولان يمثل سابقة خطيرة ونحذر من تطبيقه على الضفة الغربية

تابعنا على:   11:29 2019-03-27

أمد/ غزة: قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، إنّ ما اقدم عليه الرئيس ترمب هو امتداد لسياسته التي يمارسها منذ وصل لسدة الحكم قبل 3 سنوات فهو يتصرف كتاجر عقارات يبيع ويشتري في كل المجالات بما فيها الأراضي العربية المحتلة توقيعه بالأمس شبيه بما قام به بلفور قبل مائة عام منح ما لا يملك لمن لا يستحق وبتصرفاته هذه يريد ان يوزع الأراضي العربية والفلسطينية ويقدمها كهدايا انتخابية لنتنياهو ويستثمرها لتعزيز موقعه الانتخابي في الولايات المتحدة لولاية رئاسية ثانية

وحول الموقف العربي من الاحداث الجارية أوضح العوض خلال مقابلة تلفزيونية مساء الثلاثاء، أن حالة الضعف والهوان العربي الذي تعيشه المنطقة العربية منذ اكثر من ربع قرن وحالة التفكك التي تمر بها وانشغالها بأزماتها  الداخلية التي فجرتها الولايات المتحدة عبر أعوانها وارتكازها على قوى الإسلام السياسي وقيامهم بإضعاف الدول العربية واحداث انشغالات داخلية وازمات سياسية واقتصادية مما أتاح الفرصة للولايات المتحدة ولترمب ان يتصرف بهذا الشكل من العنجهية والعنصرية وأضاف انه من جانب اخر بعد تفكك الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية بدأت الولايات المتحدة تتصرف بانها ليست والية على المنطقة العربية فحسب بل هي والية على العالم بالرغم من حالة المنافسة التي تقوم بها روسيا والصين من حين لآخر.

وأضاف، اننا نشاهد أثار الهيمنة الامريكية فيما يتعلق بالمنطقة العربية حيث يأتي اليوم قرار ترامب بعد منح القدس كعاصمة لدولة الاحتلال بشكل منافي لكل قرارات الشرعية الدولية، وتوقيعه على ضم الجولان هو تناقض صارخ مع الشرعية الدولية وهذا يفتح الباب لتصرف اكثر خطورة في ما يتعلق بالموضوع الفلسطيني فهذا يفتح المخاطر على توقيعه الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الفلسطينية المحتلة مع التركيز على قيام كيان غير معرف في قطاع غزة تجري المفاوضات بأشكال مختلفة من اجل تكريسه وتحويل الانقسام الى انفصال

وتابع حديثه: بالعودة للخلف نرى ان محاور صفقة القرن غير المعلنة حتى الآن هي خمسة (القدس، اللاجئين، المستوطنات، فصل قطاع غزة، وتبديد التمثيل السياسي الفلسطيني) المتتبع للأحداث يلاحظ ان التطبيق الفعلي لهذه الخطة الجهنمية (صفقة ترمب) يجري على الأرض، ففيما يتعلق بالقدس اعلن ترمب موقفه ونقل سفارته بالرغم من الرفض الدولي الواسع، وفيما يتعلق باللاجئين حجب الأموال التي كانت تقدم لللاجئين والاونروا كمقدمة لتصفية قضية اللاجئين لكن تمكنت منظمة التحرير بعلاقاتها مع الاونروا والأمم المتحدة ان تواجه هذه الخطوة لكنها قد تكون غير قادرة على مواجهتها لاحقاً، وهناك احتمالات تكرار ما طبق في الجولان على الضفة الغربية وهذا امر في غاية الخطورة ويجب ان يكون ماثلا امام كل الحركة السياسية والشعبية الفلسطينية، والمحاور الأخرى تبديد التمثيل الفلسطيني الموحد وفصل غزة  جميع هذه المحاور مازالت عملية تنفيذها تجري رويدا رويدا وتارة باصباغها ثوب انساني وتارة أخرى ثوب عنيف لذلك على كل شعبنا الفلسطيني ان يكون حذرا من هذه المخاطر خلال الأسابيع القليلة القادمة.

وأردف قائلاً أعتقد ان ما سيقدم عليه ترمب بالنسبة للضفة الفلسطينية وقضية اللاجئين سيكون بعد الانتخابات الإسرائيلية وقبل الانتخابات الامريكية، وهذا يتطلب سياسة فلسطينية وعربية تختلف عن الاكتفاء بالرفض والادانة، وملامح هذه السياسة رسمت في قرارات المجلسين الوطني والمركزي، ولا يكفي ان تصدر هذه القرارات فيجب ان تدخل هذه القرارات حيز التنفيذ فورا وعدم انتظار بيانات الشجب والادانة واعتقد ان القمة العربية التي ستعقد بعد أيام في تونس امام تحديات كبيرة ويجب ان تأخذ في عين الاعتبار هذه المخاطر والحكومة الفلسطينية الجديدة يجب ان يكون برنامجها واضحا في مواجهة هذه المخاطر ووضع خطة متكاملة فلسطينية وعربية لدرء هذه المخاطر.

وقال، اعيد وأكرر ان القرارات التي يتخذها ترامب تمثل اقصى درجات الغطرسة والعنجهية التي لم يعرفها التاريخ عندما يقوم بالتوقيع على قرارات تتعارض مع قرارات الشرعية الدولية وهذا معناه انه يمضي في غطرسته وغيه ويدير الظهر لكل أصوات الاعتراض.

وأوضح، ان الغطرسة والتعنت الذي يتميز به ترامب يتطلب مواجهة ثلاثية الابعاد مواجهة فلسطينية فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني وهذا يتطلب تصعيد الكفاح الوطني بكل الاشكال التي يسمح بها القانون الدولي ومواجهة عربية مما يتطلب رفع مستوى التنسيق ما بين الدول العربية التي لها ارض محتلة وهنا لابد من احياء الروح لما سبق ان طرحناه من ضرورة التنسيق الفلسطيني اللبناني السوري فهذه الدول التي لها ارض محتلة يجب ان تنسق فيما بيتها وفق خطة ثلاثية تعرض على القمة العربية من اجل تبنيها و الانتقال الى تحرك دولي واسع في هذا السياق وهذه الخطة  سبق وان قدمها الرئيس الفلسطيني أبو مازن للرئيس السوري بشار الأسد والرئيس اللبناني مشيل عون علينا ان نحيي هذا النفس

واشار، إلى ان المسار الاخر هو المسار الدولي تعميق العلاقة مع الأصدقاء الروس ومع الصين من اجل نقل القضية برمتها الى ما هو أوسع من تفرد الولايات المتحدة في هذا المجال بغير ذلك ستتقدم الولايات المتحدة بمزيد من الغطرسة ليس فقط بحق فلسطين وسوريا ولبنان بل ستتسع دائرتها لتشمل مصر والأردن وغيرها من الدول العربية ولا يظن أحد انه بمأمن عما جاء في كاب وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون عندما قالت انهم بصدد  فرض نظام جديد في المنطقة يرتكز على تمكين دولة الاحتلال من السيطرة على كل خيرات المنطقة العربية من النيل الى الفرات.

اخر الأخبار