
اسمعوا صوت الشعب

صالح عوض
لقد انجبلت امتنا بالعزة والكرامة والإباء وليس سواها ربط وجوده الإنساني بهذه القيم، ومرت القرون تعاقب ألوان التحديات الكبيرة من استعمار وجرائم وطغيان حتى ظن كثيرون ان لا قومة جديدة للأمة ولا مستقبل لها، وفي أصعب اللحظات وحيث لا يظن أحد تندلع النيران من صدور رجال آمنوا بحق أمتهم في حياة كريمة ورفضوا الذل والهوان فرفعت الأمة يدها عالية تصفع بها وجه الطغاة والاستعماريين وتركلهم حيث ينبغي أن يكونوا.
ما تفعله عصابات الجريمة في فلسطين وما تلاقيه من دعم أمريكي واسع ليسهو نهاية المشهد بل هو السبب الجوهري في تحريك دفين المشاعر وعميق الوجدان لتنطلق المقاومة من كل مكان.. فالأرض والمقدسات لا تنتهي سيرتها بمجرد قرار يتخذه هذا الطاغية او ذاك والأمم لا تضيع بمجرد وجود خيانة من طرف العملاء الأذلاء.. انما هي صيرورة الكفاح الهدار يجرف الطغاة ويفرض سيادة الأمة على أرضها ومقدساتها.
شباب الضفة الغربية هم الوجه الحقيقي للشعب الفلسطيني في الضفة وهم ضمير الأمة واقتدارها المذهل فيما هم يسجلون بدايات مرحلة جديدة تذيق العدو أصناف العذاب جراء أفعالهم الشنيعة الشريرة جزاء وفاقا.. وفي غزة يعلن الشعب ان العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص كما جاء في التوراة من قبل وأكده القران الكريم.. وان أي صاروخ على غزة سيقابله صاروخ على تل أبيب وما بعد تل ابيب.. وفي فلسطين 1948 حيث يتواجد الأهل الأبطال في بئر السبع وحيفا والناصرة والمثلث وكل الوطن يتجه الشعب الى تعميق هوية الوجود العربي الفلسطيني في ارض فلسطين ويبنون بيوتهم بعد قيام قوات الاحتلال الى تجريفها المرة تلو المائة.
اذا نطق الشعب فاستمعوا إليه وأنصتوا لعلكم تفلحون فان صوته من إرادة الله وهو قدره النافذ لتغيير الواقع.. فالشعب والأمة قرروا ان فلسطين ملك أمتها وفي سياق تاريخها وان كل محاولات التمييع والتشويه وتغيير الأعداء إنما هي عمليات ساقطة وفاشلة.
لقد نطقت الأمة رغم ان هناك محاولات للتشويش عليها ورغم ان هناك لصوص يحاولون سرقة أوتار حنجرتها والعدوان عليها.. نطقت الأمة: أنها هي السيدة وان قرارها هو القرار مهما طال الزمن ولن يستطع احد ان يفكر بالنيابة عنها ولا ان يحرف بوصلتها.. الأمة قررت أنها ستخرج من الفوضى والعبث والتبعية والتيه وأنها تتجه الى النهضة والأقصى.. والأمة تسجل ملاحمها في كل مكان وصوتها ياتي هدار من أكثر من جهة من ماليزيا ومهاتير محمد ومن الكويت ورئيس برلمانها ومن المغرب الكبير وشعوبه الحرة.. من روح الجزائر الحرة ودمها الصافي.. ليس مستقبل لفلسطين إلا حريتها واستقلالها وسيادة الأقصى والقدس.. وسيعلمون نبأه بعد حي