إرباك ليلي

تابعنا على:   20:17 2019-03-25

خالد صادق

أصدرت وحدة الإرباك الليلي البطولية أول من أمس السبت بيانا إلى الشعب الفلسطيني أوضحت فيه نيتها بتصعيد الإرباك الليلي السلمي ضد جنود الاحتلال المتمركزين على الحدود الشرقية لقطاع غزة, وذلك في ظل تغول العدو الصهيوني على المشاركين بمسيرات العودة الكبرى, واستشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة العشرات بجراح متفاوتة, وفي ظل رفض العدو الصهيوني تطبيق ما تم إقراره والموافقة عليه للوسيط المصري لأجل الشروع والبدء باتفاق التهدئة وفق الشروط التي حددتها فصائل المقاومة الفلسطينية, فوحدة الإرباك الليلي قالت إن الإرباك سيكون هذا الأسبوع إرباكا شاملا على طول حدود القطاع الشرقية والشمالية, وإنه سيبدأ الإرباك كل يوم من الساعة السابعة مساء وسيستمر حتى ساعات الفجر بالقرب من التجمعات العسكرية والاستيطانية, وانه في ساعات النهار سيتم مضاعفة أعداد البالونات الحارقة, وان الخطوات المذكورة هي جزء من خطة تصعيد الحراك لدينا, التي سنجعل من خلالها حياة مستوطني الغلاف وجنود العدو جحيما لا يُطاق، ورسالتنا لقيادتهم المجرمة: إما يُكسر الحصار عن غزة أو يرحل سكان الغلاف.

وما شهدناه الليلة الماضية من عمل بطولي وفدائي ومنظم لوحدة الإرباك الليلي, يدل على ان تطوير الأداء وتعليه فاتورة الثمن, ومد ساعات المواجهة, وتصعيد الحراك على طول الشريط الحدودي شرقي القطاع, يدل على قدرة فائقة للفلسطينيين في مواجهة الاحتلال وإرباكه ومفاجأته بما لا يمكن ان يتوقعه, فالإرباك الليلي بالأمس كان مرعبا لمستوطني منطقة الغلاف الحدودي, وأصوات الانفجارات الصاخبة والمدوية أفزعتهم وأقضت مضاجعهم, وأصوات مكبرات الصوت والحديث إليهم باللغة العبرية كانت تخترق مسامعهم بنداءات وحدة الإرباك الليلي المتكررة للمستوطنين سكان الغلاف الحدودي بالهرب من المنطقة وإخلائها فورا, وان الوحدة قادمة إليهم داخل بيوتهم ان لم يفروا منها فورا, وبالفعل تحدثت وسائل الإعلام العبرية عن هروب مستوطني الغلاف الحدودي إلى الشمال أفرادا وجماعات, وتركهم لبيوتهم خوفا من نداءات وتحذيرات المنتفضين السلميين على المنطقة الحدودية, ورغم إطلاق النار الكثيف من جنود الاحتلال تجاه الشبان المنتفضين, والتحليق المكثف لطائرات الاحتلال, وطائرات الاستطلاع الصهيونية, وإطلاق صواريخ تجاه الشبان, إلا ان الإرباك الليلي استمر وتواصل حتى ساعات الفجر, ولم ينسحب أبطال الوحدة من المكان إلا بانسحاب مستوطني الغلاف هربا منهم, وخوفا على أرواحهم بعد ان قذف الله في قلوبهم الرعب.

وحدة الإرباك الليلي هي وحدة مؤثرة جدا, أحدثت تحولا كبيرا في تطور العمل الميداني السلمي في فعاليات مسيرات العودة الكبرى, ورغم ان عملها كله سلمي, إلا ان له تأثيراً نفسياً كبيراً على نفوس الإسرائيليين, سواء على الجنود الصهاينة المتسترين خلف القبب الحديدية المحصنة, أو على المستوطنين الذين يحتلون منطقة الغلاف الحدودي ويسيطرون عليها, فاشد ما يرعب الجنود الصهاينة والمستوطنين في منطقة الحدود الشرقية لقطاع غزة قدوم ساعات الليل وبدء فعاليات الإرباك الليلي, ويظهر تأثير هذه الوحدة الكبير على الإسرائيليين من خلال التوسل للوسطاء لأجل وقف فعاليات الإرباك الليلي, ووقف الحراك البحري لما لهما من تأثير نفسي على الإسرائيليين, وزيادة عمل وحدة الإرباك الليلي يأتي في إطار الضغط على الاحتلال, وإجباره بالعودة إلى تطبيق اتفاق التهدئة الذي ترعاه مصر, فالاحتلال لا ينصاع إلى تطبيق الاتفاقيات بسهولة, إنما نحن في حاجة لأن يستمر الضغط عليه بكل قوة حتى يستجيب للشروط الموضوعة, وينفذ عمليا ما يتم التوافق عليه عن طريق الوسطاء, ويبدو ان المقاومة الفلسطينية تجيد مخاطبة الاحتلال باللغة التي يفهمها. على مدار هذا الأسبوع سيتزايد عمل وحدة الإرباك الليلي ويصل إلى ذروته في الثلاثين من مارس القادم ذكرى مرور عام على مسيرات العودة الكبرى, وذكرى يوم الأرض المجيد, ومهما اوغل الاحتلال في دمنا فالحراك السلمي مستمر, والمسيرات ستتصاعد وتتمدد تدريجيا إلى ان تصل إلى أهلنا في الضفة الغربية المحتلة, ومهما وضع الاحتلال من معوقات ووضع العراقيل, فلن ينجح في وقف مسيرات العودة الكبرى حتى تحقق أهدافها التي حددتها منذ بداية المسيرات, والأيام ستثبت للجميع قدرة الفلسطينيين على الصمود والمواجهة .

اخر الأخبار