
معركة ليست في مصلحة ولكن قد يجبر عليها الجميع

د. وجيه أبو ظريفة
الرد الاسرائيلي المتوقع على غزة ردا على قصف تل ابيب سيتماشى مع القيود المتعددة التى تكبل دولة الاحتلال وبالتالي من المتوقع ان يخرج عن المعتاد من قصف جوي قد يكون اكثر قوة من المرات السابقة لعدد من مواقع عسكرية وتدريبية لفصائل المقاومة في غزة دون ان يؤدي الى اندلاع حرب شاملة
نتياهو مكبل اليدين فهو لا يريد ان تتساقط الصواريخ علي اسرائيل قبل الانتخابات وليس في مصلحته تأجيلها ولا يريد ان يخسر مراهنته على تطوير العلاقة والتطبيع مع الدول العربية التى سيعيقها اي عدوان شامل علي غزة ويريد ان يواصل حصاد مواقف تاريخية جديدة من البيت الابيض وفي نفس الوقت هو مضطر لرد حاسم يستعيد عبره قوة الردع الاسرائيلية المتآكلة ويواجه ضغط منافسيه في الانتخابات خاصة امام تراجع غطاء المؤسسة العسكرية والأمنية في دولة الاحتلال لسياسة نتياهو في ظبط النفس وعدم الانزلاق الى حرب يصعب فيها تحقيق الأهداف السياسية منها او حتى تحديدها بدقة
وعلى الجانب الفلسطيني فان حركة حماس وفصائل المقاومة لا تريد ان تدخل حربا قد تعطي لإسرائيل ذريعة لتدمير قدراتها العسكرية المتعاظمة وسط ظروف يصعب فيها تعويضها بسهولة وايضاً لا تريد حرب تدمر غزة ومن ثم قد لا تجد من يستعد لاعادة إعمارها مرة اخرى ولا تريد ان تقع حرب قد تقضي علي مسيرات العودة خاصة مع التحضير لاحياء ذكرى مرور عام كامل علي انطلاقها بمليونية الارض والعودة في يوم الارض
ورغم ذلك الا ان اي خطا عملياتي يؤدي الى سقوط ضحايا نتيجة الرد الاسرائيلي او اي تهور ميداني بالإقدام على اغتيال اي من الشخصيات السياسية او القيادية الفلسطينية او حتى رد فوق الاحتمال من الجانب الفلسطيني علي الرد الاسرائيلي قد يؤدي الى تدحرج كرة اللهب لتحرق المنطقة باكملها وتجر الجميع الى حرب كبيرة حتى وان كان الجميع لا يريدها