
مستقبل القضية الفلسطينية في ظل الحراك الشعبي

يوسف العاصي الطويل
لا يخفى على احد ان الوضع في قطاع غزة ومنذ بداية الانقسام اصبح كارثي ومأساوى نتيجة الحروب الإسرائيلية المتكرره والحصار المفروض عليه من كافة الأطراف ، وقد زاد من خطورة الوضع عدم تمكن الفلسطينيون من التوصل لمصالحه كانت ممكن ان تجبر وتحل كثير من المشاكل .. وبعد اكثر من 12 عاما من حكم حماس لغزة، ها هي الأوضاع تنفجر ويبدأ الناس حراك شعبي جماهيري رافض للحالة المتردية التي وصل اليها الوضع في غزة .. وللأسف فان الرد على هذه المطالب الشعبية بتوفير لقمة العيش كان عنيفا من قبل حماس واتباعها .. وبدأت اطراف عده محاولة تسيس هذا الحراك وجنى ثماره .. سواء من طرف السلطة في رام الله او من طرف حماس واطراف أخرى مستفيده مما يحصل..
فالسلطة تريد نجاح الحراك لان ذلك يمكنها من استعادة غزة على طبق من ذهب وبدون تقديم اى تنازلات لحماس.. اما حماس فتحاول التهرب من مطالب الحراك بالزعم بان هناك اطراف على رأسها السلطة تقف وراءه.. وهناك اطراف أخرى لا تريد هذا او ذاك لتمرر اجندتها الخاصه ..
وبغض النظر عن هذه المحاولات لتسيس الحراك الشعبي تبقى هناك حقيقه ساطعه لا يستطع احد انكارها وهى ان الوضع في غزة كارثي ومأساوى وان من خرجوا فعلا خرجوا لان حالة الفقر والعوز التي وصلوا اليها لم يعد في مقدورهم تحملها وبالذات بعد قيام حماس بفرض ضرائب جديده ، مما أدى الى زياده رهيبه في الأسعار يعاني منها أصحاب الدخول التابثة.. فكيف بأكثر من 60% مما يعانون البطاله ولا يوجد لديهم اى دخل الا من خلال المعونات الشحيه التي توزع كل فتره وعلى الاتباع والمحاسيب .
ومن هنا وفي محاوله لقراءة تداعيات هذا الحراك على القضية الفلسطينية .. فاننى اعتقد وفي ظل قراءتى لتجارب الحراك الشعبي العربي في السنوات الماضية.. وفي ظل ما يخطط للقضية الفلسطينية ومستقبلها.. فاننا سنكون امام عدة سيناريوهات:
الأول : ان تقوم حماس بتلبية مطالب الحراك الشعبي، مما سيؤدي الى حدوث توافق فلسطيني على انهاء الانقسام والذهاب الى انتخابات برلمانية ورئاسية يقرر من خلالها الشعب الفلسطيني طبيعة وملامح المرحلة القادمه .. وهذا هو السيناريو المفضل، والذى يجب ان يتداعى الجميع لانجاحه باى ثمن.
السيناريو الثاني : وهو سيناريو غير مفضل ومتشائم يفترض انه اذا استمر الحال على ما هو عليه .. فاننا سنكون امام معركة صفرية لن يتمكن اى طرف من تحقيق مراده .. بل سيكون الدمار والخراب هو النتيجه الحتمية والتي يمكن ان تنزلق الى حالة من الفوضى التي لن يكون لها حل الا بتدخل طرف ثالث خارجي .. وهنا اعتقد ان اطراف عربية ودولية (مصر والامارات الاتحاد الاوروبي) ستقوم بإدارة الوضع في غزة
وسيكون من تداعيات هذا السيناريو احتمال كبير لانتقال عدواه الى الضفه الغربية من خلال التضيق المالي على السلطة الفلسطينية .. ومن خلال استخدام قطعان المستوطنين لاحداث حاله من الفوضى والخوف بين السكان، في ظل عجز السلطه عن القيام بالرد المناسب، مما سيهيأ الفرصه لقيام حراك شعبي تقوده حماس والتنظيمات المعارضه، سيؤدي الى التعجيل بانهيار السلطه ..
وهنا سنكون امام احتماليين: الأول ان تقوم إسرائيل بضم الضفه وترحيل جزء من سكانها من خلال هدم المنازل والتضييق المعيشي وعربدة المستوطنين..
اما الاحتمال الثاني فهو ان تتدخل اطراف عربية ودولية لادارة الوضع في الضفه الغربية (الأردن والسعودية والاتحاد الاوروبي) ..
السيناريو الثالث: ان تستطيع حماس السيطره على الحراك وقمعه من خلال صفقه مع إسرائيل للتهدئه وتبادل الاسرى، مما سيمكنها من حل كافة المشاكل الخاصه بالقطاع من معابر وتوظيف، وسيكون ذلك بداية لتكوين دولة غزة .. كما تريد صفقة القرن، وعلى الطرف الآخر من الوطن سيتم العمل على إبقاء سلطه فلسطينية ضعيفه وتابعه لإسرائيل في المناطق (ا) يمكن ان تقيم اتحاد كونفدرالي او فدرالى مع الأردن.
هذا ثلاث سيناريوهات لمستقبل القضية الفلسطينية في ظل الحراك الشعبي القائم، والتي أتمنى ان تعى من خلالها القيادات الفلسطينية خطوره الوضع وتتداعى فورا للعمل على انهاء الانقسام وإنجاز المصالحه بشكل فوري واجراء انتخابات برلمانية ورئاسية يقوم من خلالها الشعب بتحديد خياراته المستقبلية.
اما محاولات البعض الهروب الى الامام وخلط الأوراق بالزعم بان هناك اطراف خارجية توجه هذا الحراك او من خلال استغلال بعد الاحداث لتعطي لنفسها الشرعية، فان ذلك عبث واصبح مكشوف للجميع. كما ان اى محاولة من السلطه او اى اطراف اخرى استغلال معاناة الناس لتحقيق اجنداتها الحزبية الضيقه امر مرفوض بالكلية ..
الامر الوحيد المقبول والذى يجب طرحه على الطاوله هو انهاء الانقسام وتحقيق المصالحه .. هذا هو المطلب الوحيد .. وغيره عبث وتساوق مع مؤامرة انهاء القضية الفلسطينة وتنفيذ لصفقة القرن