الشعب وقود الخلافات الفصائلية

تابعنا على:   00:42 2019-03-21

حكيم سراج

لو كانت قيادات فتح وحماس التاريخية مازالت على قيد الحياة، فهل ترضى لكم ايها السادة ان تجعلوا من الشعب المكلوب من جرائم المحتل ان يكون وقودكم في الشارع الفلسطيني من أجل السيطرة على الكرسي والذي اخذ يتحرك من خلال قوى خارجية، ليس لها مصلحة في وحدتنا، بل التمزق والضعف والتسليم بواقع جديد قد تفرضه القوى العالمية علينا ومحو القضية من جذورها. 
لقد أصبح الصراع على السلطة هو الهدف الرئيسي لكبرى الفصائل الفلسطينية بدل ان تبني سياسة جديدة لمقارعة المحتل من خلال صمود شعبنا الذي هو الذي يدفع الثمن. 
كان منظر الجموع عند استقبال المتحدث باسم حركة فتح في رام الله أمس، وكأنه أسير محرر، او قائد عملية فدائية انجز المهمة وعاد سالما، اليست هذه سخرية القدر، بالرغم من انني لا اقلل من قيمته الوطنية ولكن أن نجعل من رواية تلفزيونية ليس لها طعم سوى الانقسام الشنيع الذي اوقعتم هذا الشعب فيه. 
بعد أن اوصلتم أنفسكم في خانة التخوين لبعضكم البعض بدل ان تخوضوا معركة التحرير سويا تحت مطلة شعبكم الصامد. 
هذا الشعب الصامد والذي يريد البعض منكم ان يجعله وقود لبسط نفوذه على شارع في رام الله وربما أقل من ذلك وهذا اذا سمح المحتل به، هذا النفوذ يريد اي منكم ان يحمي نفسه ليبقى زعيما بدون شعب، وفي الوقت نفسه تزداد الضغوطات على أهلنا في غزة والإصرار بفرض ضرائب أكثر لبقاء القادة أحياء في سلطتهم، فما هو طعم الوطن الذي مزق لتحيوا انتم. 
الوطن يسرق والشباب تدفع ثمن الحرية لاقامة هذا الوطن الذي يحلم به الجميع، لقد أسهم خلافكم في نسيان القضية المركزية واصبح العالم بغني على انغام المصالحة فقط، لم نكن متفرقين كما الآن منذ قيام الثورة والسبب وراء ذاك ان قيادتنا التاريخية كانت واعية ومدركة ومتأكدة بان الثورة لن تنجح الا بوحدة جميع الفصائل في محاربة المحتل وليس محاربة بعضها البعض كما هو الحال الآن. 
لقد تماديتم جميعا وبدون استثناء في جعل مصالحكم التنظيمية أعلى من فلسطين واكبر من الحلم الفلسطيني في قيام الدولة. 
إن فلسطين بشعبها وجمالها تناديكم كفى ألم ، كفى اعتقالات، كفى مهاترات إعلامية، كفى قطع قوت البشر، فلن تجدوا غير هذا الشعب يحبكم ويحميكم، فخافوا الله في هذا الوطن والشعب.

اخر الأخبار