
حماس وقعت في الفخ !!

عبدالحكيم عامر ذياب
فكرت كثيراً كيف أبدأ الكتابة بعد متابعتي للأحداث في قطاع غزة ، حماس التي تدعي أنها حركة مقاومة، وحماية للشعب الفلسطيني ، ربما أمعاء خاوية فضحتها أخيرا أمام العالم ، رغم أنها حاولت كثيراً أن تخرس صوت الجوعى ، وتعتم صورة الكاميرات ، لتقول ما تريد ، ولتلقن الداخل قبل الخارج سياساتها المشبوهة .
من منا كان يتوقع أن أبناء الشهيد أحمد ياسين ، سيصوبون بنادقهم تجاه الشعب ، تجاه أطفاله قبل شبابه ، ونسائه قبل رجاله ، من كان يتصور أن ورثة هؤلاء الشهداء أمثال عبدالعزيز الرنتيسي وصلاح شحادة الذي لم يكن لديهم سوى مشاريع تحرير الأرض والعرض ، بأذرع القسام الذي لطالما أوجع الاحتلال أنهم سيسحلون أبناء شعبهم ، ويعذبوهم في السجون حد موت الأمل ، وإرباكهم بالهراوات ، والأسلحة والنار ، والسبب لا يمت للسياسة بصلة ، بل لأنهم عاشوا أكثر من اثني عشر عاماً محاصرين جوعى ، مقهورين ، وأكل أحشائهم العوز .
حركة حماس اليوم تظهر لنا وجهها الاخر ، وجهها الذي يدعونا للشفقة على تاريخها ، وقادتها ، ومبادئها ، ولا شيء بإمكانه أن يبرر فعلتها ، حتى لو كانت علاَقة المقاومة ، فلم يحدث يوماً أن كانت فصائل العمل الوطني تحمل سلاحا لتلاحق به مواطناً ، يبحث عن حياة كريمة ولقمة عيش ، وكرامة ، ولا كلام كل المثقفين ، والكتاب ، وأصحاب اللغة بإمكانها أن تقنعه أن هناك أمل جديد بامكانه أن يحسن حاله الذي ضاع بين كذب الساسة ، وصراعهم على السلطة ، وبين سجن حماس ومتاجرتها به .
غزة قالت كلمتها أخيراً ، والصدام أصبح حقيقة وواقع ، رغم تجاهل حماس له طويلاً ، دون أن تنظر إلى معاناة الناس ، البائسين ، والفقراء ، والمتسولين ، والمعدمين ، والمقهورين ، والمهاجرين ، والخريجين الذي أنهكتهم البطالة ، والتفكير في الهجرة ، ليعدموا الحياة في نظر ابائهم ، وذويهم ، لانهم لا يملكون ما يعطونه لهم ، عوضاً عن السفر .
والنساء الثكالى ، والشابات الحزينات التي بقيت في بيتها وأطلقت روحها لله كونها عاجزة عن أن تقول لزوجها لا تسافر ، حين يجيبها من أين يأتي الطعام ، وأنا بجوارك .
ولا أحدثكم عن أمهات الشهداء ، والأسرى الذين ضحوا بالغالي ليكون الشكر والثناء لا شيئ ، سوى عوز جديد ، وموت أكبر ، كل هذا لم يحرك ساكناً لدى المسؤولين في الحركة ، بل عاثوا في الأرض فساداً ، وتنعموا بأموال الغلابا أكثر ، وكأنهم في كوكب اخر لا يعلمون ما يحصل حولهم .
الأزمة الان تفاقمت أكثر ، وكان على حماس أن تدرك أن وضع مأساوي لا يمكنه أن ينتظر أكثر ، ولا يمكن لإثنين مليون مواطن أن يصمت طويلاً على كل هذا الجوع ، وأن الحياة الكريمة مطلب إنساني ، وحق من حقوق شعب أنهكته سياستها العقيمة ، وأن لحظة الحقيقة كان يجب عليها أن تقول كلمتها ، وأن الشعارات الرنانة لا يمكن لها أن تشبع أمعاء خاوية ، وإن تحرك الشعب يعني أن الصمت قد مات .
كل هذا الوقت وحماس تراقب وتنتظر ، وتتابع وتلاحق الاف الشباب في حراك الجوعى ، وصفحاتهم ، والمعلومات عنهم ، واتهمتهم بالخيانة والعمالة ، والجوسسة ، بل اعتبرت أن كل كلمة على صفحات التواصل تحريض يدعو لعقاب شديد ، بل شيدت خطباء مساجدها لإقناع الناس بالصبر والتأقلم على الحال ، وتجاهلت أنها أمام شعب لا يستهان به ، هو يفكر جيداً ، بل يجوع أكثر ، ويفكر كل مرة كيف يأكل ، كيف يدرس ، كيف يجني المال ليحقق كرامة لعائلته .
واستمروا في استدعاء الدين في كل موقف ، ونسوا أن الناس في
غزة عرقها حر ، فلا حياة لمن يعتدي على حرائمه ، وعرضه ، ويكسر نسائه ، ويعتدي على بناته ، ويهددهن !!.
على حماس أن تعيد قراءة المشهد ، فقد انكشفت عورتها ، لأن ما يحدث ليس عابراً ، ولا الذين تحركوا في كل الشوارع مدسوسين ، ولا مدفوعين من السلطة ، أو من أمريكا ، ولا من إسرائيل ، بل دفعتهم كرامتهم ، وحقوقهم المسلوبة ، إلى التظاهر والاعتصام ، ولن يعفيها من التنازل أمام إرادتهم .
ومن كل التجارب مع الشعوب ، هي لا تتحرك بإرادة أو بريموت أحد ، وكم حاولت السلطة أن تحركهم قبلاً ، ولم تنجح ، إلا أن الظروف قد نضجت وحان لحماس أن تقتنع بذلك ، وأن تعترف أنها شريك حقيقي ، لما وصل به الحال في غزة ، لأنها امتلكت الأرض وما عليها ، وصنعت فارق كبير بينها وبين مواطنيها ، وتلك النقمة التي تحولت إلى فعل ميداني رأيناه في الشارع وإن قمعته حماس ، وأجهزت عليه .
لكنها لن تفعل ، لن تعيد النظر ، ولن تحدث تغييراً ، ولن تستسلم ، ولن تسلم ، ولن تشارك أيضاً ، فهي تعتبر أنه أمر داخلي يمكنها السيطرة عليه ، وستستمر بالتجاهل ، والظلم أكبر .
لكن الشعب قال كلمته ، وإذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد للقيد أن ينكسر .
أخبار محلية

المنظمة العربية للتربية تعلن دعمها لحملة "لأجل فلسطين"
-
غنيم يبحث مع مدير بعثة البنك الدولي مستجدات مشاريع المياه والصرف الصحي
-
جيش الاحتلال يعتقل مُسنا ويستولي على جراره الزراعي في دير استيا
-
السفير الرويضي يقدم اوراق اعتماده للرئيس العراقي سفيراً مفوضاً فوق العادة لدولة فلسطين لدى العراق
-
وزير الاتصالات الفلسطيني يبحث مع وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي التعاون وتبادل الخبرات