
حماس الباكية.. المضحكة!!

بثينة حمدان
يحضرني تساؤل وبشدة: هل يعرفون الله!
إنه ليس الوقت لنقول مَن الصالح ومَن الطالح بيننا من الأحزاب السياسية التي سئمناها.. لكنه الوقت لنبكي حالنا، نبكي ذاك الطفل الذي تكسرت أطرافه، وتلك المرأة التي انتهكوا بيتها، وذلك الشيخ الذين أشبعوه ضرباً، وذاك الشاب الذي يحلم بحياة كريمة، وحتى يحزنني ذاك الحمار الذي لم يعد يعرف صاحبه.. إنها غزة الجريحة مرة والأسيرة مرة والمحاصرة، وتحت القصف مرة، واليوم تعيش كل هذا تحت حكم واحد هو حركة "حماس"؛ الأخوة من اللحم والدم، ومن الوريد إلى الوريد.
تبحث حماس عن مخرج، عن أسباب لتحول مظاهرات الحراك إلى أجندات خارجية! لكن عن أي أجندات تتحدث وحدودها مغلقة، والكلام تحت حكمها ممنوع، والصمت في حضرتها ممنوع، والاحتفالات الوطنية التي ليست على مزاجها ممنوعة، لا تضحكينا يا حماس بتبريراتك، ولا تتعبي نفسك بكتابة تقارير أمنية وهمية عن أيدي خفية في الضفة تحرك غزة، فهنا –أي الضفة- لا يوجد تخطيط استراتيجي عابر للقارات يمكنه أن يعيد غزة إلى حضن فلسطين وتحت حكم شرعي واحد.
بل إن كل ابجديات تاريخ حكم حماس في غزة، عبارة عن موجات متتالية من الظلم، رغم أن لديها آلية محكمة ومنظمة في العمل حزبياً إن صح التعبير، لكنها في المحصلة ظالمة للشعب، ودون الحديث عن الأسباب، فبعد كل هذه السنين، لم يعد للأسباب المقنعة وغير المقنعة معنى، فهناك شعب يجوع، وفي أي بلد في العالم يحترم المواطن لابد من الانحناء لمطالبه، بل إن المسؤول في الغرب يستقيل أمام هذا الجوع وهذا الرفض للظلم والفقر والتعاسة.
إن كل هراوات حماس وعناصرها نساء ورجالاً في مشهد لم نر مثيلاً لهم في وجه الغلابى والمساكين في العالم، وربما المشهد الأقسى هو سلخ البشر في بورما جلودهم عن لحمهم... لكن كل ما يملكون من هراوات ستنقلب على رؤسهم، وهنا لن أتكلم بروح الدين، فهم يعرفون عاقبة ذلك في الغالب علم اليقين. فما يكسر الساسة هو صرخة الفقير ورب الأسرة والأم الصابرة حين يطالبون بحقهم في حياة كريمة.
أتواصل يومياً مع أهلنا واصدقاءنا في غزة، بعضهم أعرفهم وبعضهم توجهوا إلي لأنصفهم بكلمة، و أدعم حقهم بنص ما، يظهرون فجأة ويتواصلون معي، ثم يغيبون، يكتبون معلومة عن الحراك وأفعال قوات حماس بحق هذا وذاك، ويقسمون: إنه بدهم يعيشوا ولا احد خلفهم! بل قال لي أحدهم: مثلما أسقطتم في الضفة الضمان سنسقط الضريبة وسياسة رفع الأسعار! لذلك نحن شعب واحد، نشحذ همم بعضنا البعض ليس ببث حسابات بين فتح وحماس، بل عبر حالة وتجربة صادقة.
الحقيقة مرة يا حماس: بدهم يعيشوا! وكي يعيشوا سيبقوا في الشوارع، كي لا يسحقهم المسؤول وابناءه وعشيرته، كي لا تسحقهم الطبقة العليا، إنها ثورة الجياع قد تستمر، وقد تصمت برهة ثم تعود، لكن من الآن فصاعداً لن ينفعك شعار المقاومة ولا الدين، فكلاهما أخلاق ومصداقية وممارسة.. وليس العكس!
وفي النهاية يحضرني نص وفيديو –عبر قناتي على اليوتيوب bothaina hamdan- والذي نشرته في حزيران من العام الماضي تحت عنوان: قمعتواً غزة! والذي انتشر مثل النار في الهشيم لاسيما في غزة، وكان يتحدث في قصيدة عامية ضد سياسة قطع الرواتب في غزة، وضد قمع المسيرات في الضفة، والذي فرحت به حركة حماس كثيراً.. أود اليوم أن أهديه لها .... وبشدة!
وخاصة جملة: كلهم بدوروا عالقرش، بس غزة بتدور عالكرامة (شكرا حماس).
أخبار محلية

المنظمة العربية للتربية تعلن دعمها لحملة "لأجل فلسطين"
-
غنيم يبحث مع مدير بعثة البنك الدولي مستجدات مشاريع المياه والصرف الصحي
-
جيش الاحتلال يعتقل مُسنا ويستولي على جراره الزراعي في دير استيا
-
السفير الرويضي يقدم اوراق اعتماده للرئيس العراقي سفيراً مفوضاً فوق العادة لدولة فلسطين لدى العراق
-
وزير الاتصالات الفلسطيني يبحث مع وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي التعاون وتبادل الخبرات