ناصريات!!

تابعنا على:   19:59 2019-03-16

د. ناصر محمود الصوير

لا زلت أتذكر قبل ٣٠ سنة تقريباً كنت عائداً إلى البيت قبيل المغرب دخلت غرفة العائلة التي كان يتخذها أبي وأمي رحمهما الله مقراً لهما وجلست أتحدث معهما وطيلة الوقت كنت أسمع مواء قطة يأتي من بعيد دون توقف.. سألت والدتي رحمها الله من سر هذا المواء المتواصل فأخبرتني أن قطة صغيرة كانت تسير على السطح يبدو أنها انزلقت بين جدار بيتنا وجدار الجيران وهي مسافة لا تتعدى الثلاثين سنتيمتر فقط!! وهذا يعني أنها لن تستطيع الخروج أبداً وستواصل المواء حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة جوعاً وعطشاً!! حاولت أن أنسى حاولت أن اتناسى دون جدوى خرجت من البيت فإذا بالقطة الأم تلحق بي وتتعلق بتلابيب ثوبي والله وكأني رأيتها تذرف الدموع وتتوسل اليَّ بأن أنقذ قطتها الصغيرة !! لم أفكر طويلاً .. عدت أدراجي فوراً وسألت ما هو الحل المتاح لإنقاذ القطة الصغيرة ؟! قيل لي الحل الوحيد عمل فتحة في الجدار لإخراج القطة وهذا يستدعي هدم جزء من جدار المطبخ لأن القطة متواجدة خلف الجدار مباشرة!! صرخ الجميع في وجهي وحذروني من تخريب المطبخ إذا اقدمت على هدم الجدار والخسائر الفادحة التي سأتكبدها!! أعترف أنني ترددت ولكن تشبث القطة الأم بي جعلني أقرر قراراً لا رجعة فيه سأهدم الجدار وأخرج القصة!! قمنا بهدم جزء من الجدار بعناية شديدة حتى لا تسقط الحجارة على القطة وبعد ساعات من العمل شاركتنا فيه القطة الأم بالمواء والعويل والنحيب والنبش بأظافرها تمكنا بحمد الله من استخراج القطة سليمة ... ااه لو كان في ذلك الزمان موبايلات بها كاميرات وصورنا لحظة اخراجنا القطة واندفاع القطة الأم نحوها كان مشهداً درامتيكياً تقشعر له القلوب الرحيمة.... يا رب اجعلنا دائما وأبداً من أصحاب القلوب الرحيمة.

اخر الأخبار