
الواقع والمأمول

د. أسعد جودة
سنتذكر يوما أن اتفاقية أوسلو عام 1993وما تلاها من صناعة الانقسام في جوهرها وبعيدا عن التفاصيل والاجراءات والمبررات التي حصلت عام 2007.
آثارها التدميرية الكارثية انها مزفت النسيج الاجتماعى وأحدثت تشوهات في كل مسيرة الحالة النضالية وتتوجت بتدهور في المناخ الفكرى والثقافي وتولدت حالة من التسمم الأخلاقى وقتلت روح الوحدة وأضعفت الإنتماء الوطني علي حساب الحزبي ، وانعكس ذلك في كل أماكن التواجد الفلسطيني..
الحالة الفلسطينية اليوم تعيش مرحلة التصفية وتشييع الجنازة الواقع يؤكد أن غزة في واد والضفة في واد وفلسطيني الشتات لا أب لهم وفلسطيني العام 1948 مهددين بالطرد،حتي ما تشكل من قوارب نجاة كالتشريعي وحكومة الوفاق لاعادة اللحمة تم إلغائها في ظل التوتير الداخلي المتصاعد والضغط الخارجي بغرض قفل أى باب يوصل للمصالحة والوحدة.
وعلي أرض الواقع تجد مواقع التواصل الاجتماعى والمجالس تغض في حالة من التلاسن والتراشق الاعلامى والقذف وتضخيم قضايا هامشية وتوافه الأمور ..مهبط مطار ..دولارات قطر .
اذا عدنا بالذاكرة للهزيمة النكراء عام 1976 واحتلال الكيان الصهيوني ما تبقي من أرض فلسطين التاريخية قطاع غزة والضفة الغربية والقدس إضافة الي أراضى عربية أخرى،سنكتشف كم هي ايجابية أنها وحدت وجمعت وألفت بين أبناء الشعب الفلسطينى وأعادت اللحمة والتواصل بعد عقود من القطيعة والنفي وعززت روح الإنتماء والعمل الوطني المشترك.
أخيرا لا مستقبل ولا تحرير الا بإنجاز وحدة الشعب الفلسطيني وهى مقدمة علي كل القضايا قولا واحدا مهما بلغت درجة الخصومة السياسية ..والطريق الموصل هو المراجعة الأمينة للسياسات والبرامج والاتفاقيات بروح المسئولية العالية والأمانة الوطنية واستخلاص العبر والدروس والبناء علي الايجابي والتخلص من ما علق بالمسيرة النضالية من شوائب ..
لازال الوضع الفلسطيني في مرحلة تحرر ووهم الدولة تم طرحة دوليا في مرحلة ما لقطع الطريق علي مشروع التحرير ،وتم التنكر له عند تحقيق أطماعهم في قضم الأرض والقدس و تحقيق الانقسام الفلسطيني الداخلى لذا تم سحب فكرة حل الدولتين نهائيا من التداول .
لم يعد مزيد من وقت يأولي الألباب،لنا عدو مركزى هو من احتل واغتصب أرضنا وشردنا وقتلنا ولازال يمعن في قتلنا وحصارنا وتصفية قضيتنا فلتتوجة كل المقاومات تجاهه .