تناول قضايا شائكة... بدران لـ" أمد": أبلغنا ناصر مستعدون لانتخابات تشريعية ورئاسية و تأجيل "الوطني"..وصفقة الأسرى "ضخ إعلامي"!

تابعنا على:   02:00 2019-03-08

أمد/ الدوحة- محمد عاطف المصري: في حوار شمل قضايا عدة ، مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، تحدث فيه القيادي عن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل ، وملف المصالحة ، وحوارات موسكو ، وملفات أخرى هامة.
والحــــــوار كـــما أجــراه "أمد للإعلام" :
*هناك تقارير تفيد بان هناك صفقة بين اسرائيل وحماس بخصوص تبادل الأسرى ، ماهي ملامح هذه الصفقة ، وهل هناك شروط لدى حماس ؟
لا جديد حول ملف تبادل الاسرى، ولعلنا لاحظنا ضخًا إعلاميا من الاحتلال يوهِم الناس كما لو أن هناك تطورًا حقيقي وأن الصفقة على الأبواب، وهذه إشاعات يريد منها الاحتلال بشكل واضح إحباط الحراك، الذي يقوم به أسرانا في سجون الاحتلال ويُحضّرون لخطوات أكثر في إطار الهجمة التي يتعرضون لها من إدارة سجون الاحتلال.
والاحتلال يريد إيهام الأسرى أن هناك شيء.
قضية الأسرى أساسية وعلى رأس أولويات الحركة، كانت وسوف تبقى (..) وهذا ملفٌ سياسي وإنسانيٌ بامتياز، نتعامل معه بكافة الحساسية والجدية والحزم ونرفض ربطه بأي ملفٍ، وحرية الأسرى حق علينا وعلى الحركة وكافة الفصائل وأبناء شعبنا ونحن ملتزمون بهذا الحق.
*لماذا لا تحاول حركة حماس ممارسة بعض من الليونة في بعض نقاط الخلاف فيما يخص ملف المصالحة؟
لا يمكن لأي متابع ومنصفٍ لهذا الملف، أن ينفي ما قدَّمته حماس من ليونة أكثر مما،هومطلوبٌ منها وقدّمت الكثير من التنازلات في سبيل تحقيق وحدة وطنية حقيقية وإنهاء ملف الانقسام.
ونرى في هذه التنازلات من حق شعبنا الفلسطيني، ليس أولها حين تنازلنا عن تشكيل الحكومة في 2014 لصالح حكومة الوفاق؛ لكن لم يحدث أي نوع من أنواع التوافق حينها، ومؤخرا في 2017 باتفاق القاهرة وما بعده حيث قدمت الحركة بشكل واضح ومباشر كلَّ أشكال التسهيلات من أجل هذه الاتفاقية، ويشهد على ذلك الجانب المصري الوسيط والراعي، والفصائل الفلسطينية التي شكلت فيما بينها مرجعيةً لمتابعة التنفيذ، وكان توجهها واضحًا أن حماس قدَّمت ما عليها.
ومع ذلك؛ فنحن جاهزون لأي خطوة ممكن أن تحقق المصالحة وإنهاء الانقسام بعيدا عن الملاومة وتحميل كل طرف المسئولية على الآخر.
نحن في هذه المرحلة الحساسة من مراحل قضيّتنا نوافق ما يوافق عليه شعبنا الفلسطيني فهو صاحب الحق الحصري الوحيد في اختيار قيادته ومن يمثله، والبرنامج السياسي الذي تسير عليه هذه القيادة. لذلك نحن نقول: فلنذهب لانتخابات تشريعية ورئاسية، وتأجيل انتخابات المجلس الوطني، وقد أبلغنا بالفعل الأخ حنا ناصر بذلك أثناء زيارته الأخيرة على قطاع غزة الخميس 7/3.
نحن نرضى بما يرضى به شعبنا الفلسطيني، وأعتقد أنه ليس من حق أحد أن يكون وصيًا على هذا الشعب، كما أننا نوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية بشكلٍ عاجل للإشراف على هذه الانتخابات لتوحيد المؤسسات الفلسطينية وإيجاد مناخ مناسب في تطبيق الخطوات المتعلقة بالوحدة الوطنية. بل نحن جاهزون لتطبيق كل الاتفاقيات بدءً من 2005 ومرورًا بـ 2011 وانتهاءً 2017 يناير بيروت، والقاهرة(..) بتطبيقٍ فعلي حقيقي كامل ، ونرضى أن يكون هناك مرجعيةٌ فلسطينية من الفصائل تتابع هذا التنفيذ، ونوافق على اجتماع عاجل للاطار الوطني المؤقت.
أؤكدُ ختامًا أننا منفتحون على كل الحلول التي يرضى بها شعبنا الفلسطيني بكافة مكوناته الحية.

*هل كانت حركة الجهاد الاسلامي سبب في فشل "إعلان موسكو" كما قال عزام الاحمد ؟وما الجديد الذي أضافته الحوارات هناك؟
فيما يتعلق في حوارات موسكو، أولًا لا يوجد أي تعارض بينها وبين ما يتم في القاهرة، كل الأطراف الفلسطينية والإقليمية والدولية متفقة أن القاهرة هي الراعي الاساسي والمركزي لحوارات المصالحة الفلسطينية، وجهود الدول الأخرى مكمّلة وداعمة لهذا الجهد المصري،
وهذا ينطبق على لقاءات موسكو،مؤخرا والتي كانت بعلم المصريين، بل بوجود مندوب من السفارة المصرية في موسكو هناك أيضًا.
جزء من أهدا هذه اللقاءات باختصار لكسر الجمود الموجود في الحالة الوطنية ، خاصةً مع إصرار حركة فتح وإعلانها أكثر من مرة رفضها الجلوس مع حماس في إطار لقاءات وطنية جامعة؛ لكن جاءت الدعوة الروسية واضحة ولم يكن بإمكان أي الأطراف التي ترفض اللقاء أن تعارض هذه الدعوة.
في الحقيقة اللقاء بحد ذاته جيد من هذه الزاوية بكسر الجمود وأراد الروس -وهم داعمون للقضية عموما- أن يكون بيدهم ورقةُ قوةٍ في وجه الإجراء الأمريكي الداعم لصفقة القرن. أما ما يخص البيان الختامي فقد كنا نحن وكافة الفصائل قد اتفقنا عليه، والإخوة في الجهاد كانوا على تحفُّظٍ من بعض القضايا ولم يعارضوا صدورَ البيان ولم يكونوا حجر عثرة في خروجه.
فلم يكن هناك توقيعات على البيان بل كان موافقات، لكن للأسف بعد أن تم التوافق على النصوص والأخذ بعين الاعتبار موقف الجميع؛ فوجئ الجميع أنه بعد ساعات من الاتفاق وقبل طباعته بلحظات، قام الطرف المخوّل بالطباعة بتغيير العديد من الصيغ والعبارات التي تتعارض مع مواقف بعض القوى، وبالطبع هذا الإجراء من الناحية الأخلاقية غير مناسب وكان هو مثار استهجان لجميع الأطراف خصوصا الروس الذين أحيطوا علما بما جرى.
وهذا الذي عطل صدور البيان باختصار.
أما القضايا التي طُرحت في الإعلام عن مسألة شرعية منظمة التحرير من عدمها، لم تكن مطروحة في الأجندة وهي ليست محلَّ نقاشٍ لا في موسكو ولا في غيرها.
لكن من قام بتغيير صياغة البيان وتسريبه إلى وكالة وفا الرسمية هو الذي تسبب عمليًا في عدم خروج بيان ختامي للقاءات.

*قبل فترة وجيزة قال الناطق باسم حركة فتح منير الجاغوب ، انه سينأي عن اي مناكفات اعلامية ولن يدخل بأي حرب كلامية ، لماذا لا تكون هناك مبادرة من حركة حماس ردا على هذا الطرح؟
علينا أن نفرق بين النقد السياسي للمواقف ،وهذا أمر مطلوب في الساحة الفلسطينية وكل طرف يتعامل في السياسية مطلوب منه توجيه النقد للأداء، وهذا أمر صحي ومطلوب وحيوي، والمرفوض والذي نؤكد عليه في حماس هو الانحدار في الخطاب الوطني والذهاب نحو التخوين ورفض الآخر والشتائم واستخدام عباراتٍ لا تليق بشعبنا الفلسطيني وتتناقض مع ثقافته ومع أدائه على المستوى الاجتماعي والوطني(..) والمناكفات والحرب الإعلامية لا تنفع، وتضر بالصورة العامة لشعبنا الفلسطيني وتؤذي مسامع شعبنا ومحبي القضية الفلسطينية، ونحن في حركة حماس لدينا توجهٌ واضح أننا لن ندخل في مناكفات إعلامية ولن نرد على الهجوم القاسي الذي نتعرض له.
وبالمناسبة هناك فرق أن يخرج هذا الهجوم والتراجع في الخطاب الوطني من الصف الأول للقيادات الفلسطينية كما خرج من الإخوة في قيادة حركة فتح، وبين أن يخرج من أشخاصٍ في مستويات أخرى مختلفة سواءً في حماس أو في غيرها. فنحن نرفض كل عبارات التوجيه الشخصي والتخوين والإقصاء والاستهتار بالآخرين. ونرحب بأي مبادرة في هذا الجانب وسبق أن طالبنا الفصائل في موسكو أن يشكلوا لجنةً تشرف على ميثاق شرفٍ إعلامي يوجه النقد والمراجعة والمحاسبة لمن يتجاوز ميثاق الشرف.
نحن برغم الهجوم القاسي الذي تتعرض له حماس بصورة غير مسبوقة من قبل قيادة الصف الأول في حركة فتح، فنحن نلتزم بالخطاب الوطني المبني على الخطاب السياسي وهذه دعوة موجهة للأخوة في قيادة فتح وبالذات الصف القيادي الأول.

*ما موقفكم من موافقة الرئيس عباس بلقاء نتنياهو، وهل هذا سيؤثر على ملف المصالحة ؟
نحن ندرك وكل شعبنا على قناعة أن مسار التسوية والتفاوض مع الاحتلال بعد 26 سنة حقَّق صفرًا كبيرًا بشهادة القائمين على هذا المسار طيلة السنوات؛ لذلك فالمراهنة على لقاءات الاحتلال ومع حكومة نتنياهو المتطرفة يوميا والتي تمارس الإجرام بحق شعبنا سواء تشديد الحصار على أهلنا في غزة والاعتقالات في الضفة وتوسيع الاستيطان ومحاولة تغيير الأمر الواقع في الأقصى والهجوم الأخير على الأسرى.

كل هذا يؤكد أن هذه الحكومة كغيرها من حكومات الاحتلال لا تؤمن بأي شكل من أشكال التفاوض مع الفلسطينيين؛ بل لا ترى بالفلسطيني شعب يستحق الحياة؛ لذلك يجب أن نتعاون كفلسطينيين سواء على رأس القيادة في السلطة والقيادات الفصائلية أن هذا الاحتلال عدو وبالتالي يجب أن يقاوَم بكل الأشكال والأساليب .
لا معنى لأي لقاء مع الاحتلال ونتائجها معروفة ومجرّبة من قبل وسوف تؤثر على الصورة العامة لصراعنا مع الاحتلال وأنها إن تمت يبدو للعالم أن هناك تفاوضٌ وحديث مع الفلسطينيين والاحتلال، وأن الأمر غير حقيقي ويتنافى مع الواقع وحتى في اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني كان هناك قرارات واضحة بقطع العلاقة مع الاحتلال على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي والجلوس مع نتنياهو يتعارض مع هذه القرارات.

*هجمة شرسة تتعرض لها القدس، اعتداءات يومية واعتقالات وابعادات واخرها عرض الوزيرة الإسرائيلية شاكيد بضم الضفة للسيادة الإسرائيلية ومنح نصف مليون فلسطيني الجنسية ؟ تقولون ان السلطة غير معنية بالقدس، والسلطة تقول كذلك، السؤال كيف يمكن لحماس مواجهة ذلك، او كيف تواجه حماس ذلك؟
القدس هي لب الصراع وجوهر القضية الفلسطينية وأبعادها تاريخيا وحضاريا وسياسيا لا يمكن لأحد أن يتجاوزها ومعركتها مستمرة؛ ولكنها تشتد شراسة من قبل الاحتلال، وموضوع التهويد وتغيير الوضع القائم في المسجد الاقصى ليس مجردٍ خطوات عشوائية؛ بل هو ضمن إجراءاتٍ منهجية يقوم بها الاحتلال بمشاركة سياسية واعلامية وقضائية وأمنية، بل حتى رجال الدين لديهم وهذا يتطلب منا وقفة حقيقية جادة، ومطلوب من كل الفلسطينيين ككل وبالذات من القيادة الفلسطينية الاتفاق على الأقل في الدفاع عن المسجد الاقصى.
حقيقة أداء السلطة لا يرتقي لمستوى التحديات وهي تمارس ردّات الفعل المحدودة والبسيطة وربما الرمزية في بعض الأحيان، والسلطة ما زالت تمتلك نقاطَ قوةٍ للضغط على الاحتلال أهمها سحب الاعتراف في هذا الكيان، وهذه هي الجريمة التي أخطأت فيها المنظمة سابقًا وأيضا الوقف الفوري للتنسيق الأمني مع الاحتلال، وهذا سيؤذي مصالحه اليومية وأمنه الداخلي والمجتمعي، وبالتالي سيثير عاصفةً شديدة على الاحتلال وسيردعهم.
نحن في حماس نتابع هذه الملف أولًا ميدانيا من خلال تواجدنا على الأرض في حركة المرابطين بالمسجد الاقصى من المقدسيين الأحرار وأهلنا في اراضي 48 ومن يستطيع أن يصل من أهلنا في الضفة الغربية.
وثانيًا على الصعيد الإعلامي والسياسي سواءً مع الفصائل والتنسيق فيما بينها لتوحيد الخطوات على الأرض أو مع الدول النشطة إقليميًا، وغيرها التي يمكن أن تساهم في ردع الاحتلال خاصةً فيما يتعلق بالقدس.
إذن هي مسؤولية عامة وجماعية علينا كفلسطينيين أولًا وكقيادات فلسطينية وعلى أمتنا العربية والإسلامية.
معركة القدس معركة لصالح شعبنا الفلسطيني، ومن يقدم الغالي والنفيس من أجل القدس لا يمكن أن ينهزم أمام هذا الاحتلال الهش.

اخر الأخبار