دولة الخوف

تابعنا على:   18:18 2014-06-10

خالد معالي

تماما مثل السارق، ومرتكب الجريمة؛ تبقى دولة الاحتلال خائفة من جريمتها، وعلى ما سرقته في غفلة من الزمن من العرب والمسلمين؛ فهي دائما متشككة مرتبكة مترددة ومتوترة؛ لا تلوي على شيء، وكأن الريح ستهوي بها في واد سحيق عما قريب.

القانون الجديد في دولة الاحتلال الذي يمنع الإفراج عن أسرى محكوم عليهم بمؤبدات، أو القانون بإجبار الأسرى على الأكل بالقوة الذي تجري خطوات إقراره؛ أو حتى القوانين التي سنها الاحتلال لإطالة عمر احتلاله، بجموعها؛ تعبر عن حالة استباق لحالة الفشل والخوف من المستقبل لدى قادة الاحتلال، وخشيتهم من اقتراب وقدوم ساعة رحيلهم.

الاحتلال يهدف من خلال سن وإقرار القوانين الباطلة الضغط على الحالة الفلسطينية، وجعلها في  حالة يرثى لها من الاستسلام للأمر الواقع؛ ظنا منه انه يمكنه أن يغالب السنن الكونية والقوانين الطبيعية ويتغلب عليها؛ كمن يناطح السحاب.

معادلة قوانين القوة، وسنن المغالبة؛ قضت أن القوة لا تدوم، والأيام دول؛ ولا بد من وجود نقاط ضعف في كل حالة مهما بلغت من القوة والعظمة؛ وسن وإقرار القوانين الإنسانية سواء كانت عادلة أم ظالمة، فإنها لا يمكن لها أن تلغي القوانين والسنن الكونية التي أوجدها الخالق، والأمثلة كثيرة جدا.

قوة وعظمة الاتحاد السوفيتي سابقا، وقوة وعظمة حلف الناتو، وجبروت الدولة العظمى أمريكا؛ كلها تقهقرت أمام الشعب الأفغاني والعراقي؛ برغم فارق ميزان القوى الذي هو أصلا لا يقارن؛ وهو ما يؤكد أن القوة والبطش ليس كل شيء.

قوة وجبروت دولة الاحتلال الذي يتبجح فيها "نتنياهو" صباح مساء؛  قهرت وأجبرت على الفرار كالفئران من جنوب لبنان وقطاع غزة، فلا  قوة جيشه الذي لا يقهر صمدت، ولا قوة الغرب التي دعمته وتدعمه على طول الوقت؛ بقيت.

ليسن الاحتلال ما يشاء من القوانين الباطلة؛ التي يهدف من خلالها إرسال رسائل مباشرة للمقاومة الفلسطينية بان لا حل لكم بالمقاومة؛ بل بالمفاوضات، وما نمنه عليكم من فتات، ليكون لسان الحال؛ كالأيتام على موائد اللئام.

قوانين الاحتلال  باطلة بالنسبة للقانون الدولي الذي يجيز لأي شعب احتلت أراضيه أن يستخدم ما يشاء من أساليب المقاومة لطرد المحتل؛ وهو ما يعني أن دولة الاحتلال تواجه دول العالم بإقرارها قوانين تخالف القانون الدولي الإنساني.

طال الزمن أم قصر؛ الاحتلال سيكون مصيره إلى زوال ومزابل التاريخ؛ والاحتلال لفلسطين لن يكون خارج السياق التاريخي، وبالتالي فان سن وإقرار القوانين الباطلة لن يفت من عضد المقاومة الفلسطينية التي نجحت بدك تل الربيع" تل ابيب"، وستنجح قريبا بما هو أقدر، وابعد من ذلك.

ستبقى دولة الاحتلال خائفة، وتتقلص ومنكمشة على نفسها؛ ولن يزال خوفها إلا بانتهائها، كونها حالة طارئة ودخيلة على المنطقة وتاريخها؛ تماما مثل الشوكة كجسم غريب يدخل الجسم فيلفظها من تلقاء نفسه، ولو بعد حين.

اخر الأخبار