محضر لقاء كيري بالوفد العربي وكشف بعض اسرار العودة للمفاوضات

أمد/ باريس – خاص: كشفت مصادر ديبلوماسية لـ"أمد للاعلام" عن بعض ما دار في الاجتماع الذي حدث في باريس يوم 21 اكتوبر بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووفد عربي ضم وزير الخارجية القطري وأمين عام جامعة الدول العربية إضافة لوزراء خارجية السعودية والكويت والبحرين والمغرب وفلسطين, أما بقية الدول العربية الأخرى فتمثلت بمستويات أقل.
وبعد ترحيب الوزير كيري قال انه سيضع الوفد بصورة "تطورات المفاوضات الجارية، لقد عقدنا 13 إجتماع منذ 29 يوليو، والهدف هو توضيح مواقف الأطراف والعمل هو من أجل الوصول إلى تركيز وتكثيف للمباحثات، وﻻ يجب الإنتظار حتى اللحظة الأخيرة".
وقال كيري انه يعلم أن هناك "الكثير من القلق بخصوص المستوطنات وما يتم حول الحرم الشريف المسجد الأقصى. تلك الأحداث التي تتم تجعل الوضع قابل للإنفجار وهذا غير مقبول، كذلك ما اسماه بـ"تصرفات الجنود والإعتداءات على المخيمات وقتل المواطنين".
لكن كيري قام بعملية مقارنة وربط بين ما تقوم به اسرائيل واكتشاف النفق بين قطاع غزة واسرائيل قائلا انه بالمقابل "هناك النفق الذي إكتُشف مؤخراً حيث يرفع مستوى القلق" .
واثنى كيري على موقف الرئيس محمود عباس فقال "أنا أثني على دور وجهود الرئيس عباس أنه يقع تحت ضغط متواصل طُلِب منه الإنسحاب من المفاوضات لكن قال ﻻ للإنسحاب وللضغوط إنه يستحق التقدير والتعظيم" .
واضاف"هناك تقدم في المسار الإقتصادي حيث يدور الحديث عن مشاريع قصيرة بتأثيرات عالية إضافة إلى المبادرة الإقتصادية الوطنية للسلطة".
و اخبري كيري الوفد باه ﻻ يستطيع القول بأن المفاوضات "قد توصلت إلى أي إتفاق سريع . لكن تم وضع مواقف الطرفين حول كافة القضايا وليس فقط قضيتين سنستكمل تحديد الفراغات في المواقف بخصوص كافة القضايا مع نهاية هذا الإسبوع، بحيث يتم وضع المواقف من كافة القضايا وتحديد الفراغات والفجوات بينها من أجل تقليصها".
وافاد كيري أن اسرائيل تعتبر " الأمن من أهم المواضيع" فيما الفلسطينيين يسعون " إلى دولة حقيقية قابلة للحياة ومتواصلة جغرافيا على أساس حدود 67 مع تعديلات كما أن الفلسطينيين بحاجة إلى قرارات وحلول لمواضيع اللاجئين والحدود والقدس وغيرها".
ويضيف كيري أن "إسرائيل لديها مجموعة من الإحتياجات تبدأ بالأمن وتتطلب إنهاء الصراع وإنهاء المطالبات.. يتحدثون عن القدس غير مقسمة".
وعلق كيري أنه لا بد من " معادلة يجب أن توصلنا إلى كل تلك المطالب من الطرفين".
وقام كيري بالحديث بشكل أكثر تفصيلي في مسألة الأمن، قائلا " لقد أتممنا عمل هام. حيث يقوم الجنرال ألين بتفحص كل القضايا الأمنية المثارة من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني, ولقد قام بعملية تحليل عميقة حول كيف يمكن توفير كل تلك الإحتياجات الأمنية".
واضاف كيري انه "في عالمنا اليوم التهديد ﻻ يأت بالدبابات القادمة من أية دولة. وﻻ يوجد أية دولة عربية تهدد إسرائيل عسكريا، لكن هناك ما بين 40 الى 60 ألف صاروخ لدى حماس وحزب الله، كما أن هناك تهديد من نوع آخر مرتبط بالتهريب والإختراق أو التسلل،" ولكنه تساءل أمام الوفد : "كيف نحمي أنفسنا من هذه التهديدات، كيف يمكننا طرح والتعاطي مع تخوفات إسرائيل الأمنية الشرعية، وذلك من أجل أن تتنازل إسرائيل عن الأرض".
واضاف "أنا أجتمع مع القادة لتحديد مستوى نوعي في التعامل. Setting a critical stage. I am meeting with leaders. كنت بإنتظار أن يتوفر لدى الجنرال ألين المقترحات الأمنية, لذلك فأنا أطلب صبركم لقد غطينا الكثير من المساحة , يواصل كل من نتانياهو وعباس إلتزامهم بهذا الخصوص رغم الضغط السياسي الداخلي والخارجي لذلك علينا المساعدة وتمرير الوقت. يجب أن ننعم بالصبر ونكمل ما تبقى من الأشهر التفاوضية".
وقف الاستيطان لم يكن جزءا من الاتفاق
وعبر كيري عن قلقه من الاستيطان وقال "أنا قلق بخصوص إعلانات الإستيطان وكذلك التحريض المرتبط بالحرم الشريف هذه التخوفات هي مشروعة. وأنتم لستم الوحيدين القلقين . لقد إلتزم نتانياهو بمواصلة البناء الإستيطاني للحفاظ على إئتلافه . أما موقفنا فمعروف وهو أن التوسع الإستيطاني غير شرعي . أما المشكلة فهي تركيبة حكومته وإئتلافه الحالي. للتأكيد فان الوقف الكلي أو حتى الجزئي للإستيطان لم يكن جزء من الإتفاق، كان يمكن أن يكون جزء من الإتفاق لكنه لم يكن، الإتفاق يقول عن إطلاق سراح 104 من الأسرى مقابل الإمتناع عن التوجه إلى الوكالات الأممية المتخصصة, إن نتانياهو بحاجة للإعلان عن بعض البناء الإستيطاني".
الاسرى
وبخصوص الاسرى قال كيري:" أما الدفعة القادمة من الأسرى المطلق سراحهم فسيكون خلال تسعة إيام . هذا جسر علينا قطعة. أما حقيقة أن المستوطنات لم تكن جزء من الإتفاق فهذا يبقيها غير شرعية. لكن ﻻ يمكننا أن نخسر كل شيء ونهدم كل شيء. هناك وقف أو تجميد كامل للبناء الاستيطاني بخصوص مشروع E1 . كما هناك ضبط الإيقاع بخصوص البناء الاستيطاني . ﻻ يوجد بناء إستيطاني خارج هذه الضوابط بإستثناء القدس والكتل الكبيرة" .
و"نحن نتابع بكل دقة الأحداث التي تحدث في الحرم الشريف. ونحن نتفهم حساسية الموضوع".
الجانب الاقتصادي في الصفقة
اخبر الوزير كيري الوفد عن الثمن الاقتصادي الذي تطلبه قرار الرئيس محمود عباس للعودة للمفاوضات، وقال كيري: "بخصوص الدعم الاقتصادي فانا اشكر اصدقائنا من الامارات وقطر والسعودية لدعمهم المالي للفلسطينيين. الفلسطينيون بحاجة مالية إلى 600 مليون دولار لإنهاء ديون القطاع الخاص".
واضاف كيري: "امريكا قدمت في عام 2013 350 مليون دولار لتخفيف عبء الدين ومؤخراً قدمنا 150 مليون دولار لتخفيف مديونية قطاع الطاقة". "نشكر كل من سيساعد لإنهاء الديون وﻻ يوجد ما هو اهم من دعم الفلسطينيين للخروج من ازمتهم المالية". واطلع المجتمعون على انه "شخصيا ملتزم بهذا ولقد وعدت الرئيس عباس بذلك. واتمنى ان نعتمد على كل منكم. نحن بحاجة الى 550 مليون دولار لدعم الموازنة ولدعم دفع الرواتب". وطالب الدول المانحة بأن تحول التزاماتها المالية مبكرا. اريد ان ارى الحياة تتغير للفلسطينيين الان وليس غدا. و جزء من الدعم الاقتصادي هو لدعم ذلك. هناك حاجة لتوفير الاستدامة للسلطة الفلسطينية".
وكشف كيري انه تم الاقتراب من انهاء "الرزمة الأولى" من الوعود الاقتصادية للسلطة، والتي "تشمل 5000 تصريح وتمديد ساعات عمل الجسر وكذلك تقديم كميات اضافية من المياه وتطوير آبار الغاز البحرية". واضاف انه "هناك خطوات اضافية في المناطق المصنفة b+c. وبدأ العمل في المشاريع ات التأثير العالي اضافة الى المشاريع الصغيرة ضمن المبادرة الوطنية بهدف خلق فرص عمل، بهدف بناء الطرق والعيادات و المدارس. قدمنا لذلك 21 مليون دولار وندرس إمكانية تقديم المزيد من الدعم والهدف هو توفير مبلغ 100 مليون. كما تحدثت مع هيلاري كلينتون وزوجها وكلاهما مهتمين بدعم هذه المبادرة. نحن ننتظر تفاصيل خلال اسبوعين تفاصيل خطة المبادرة الاقتصادية الفلسطينية".