ساسة صغار بالسياسة!!!

تابعنا على:   02:49 2013-10-28

رامي الغف*

بعض من صغار ممتهني السياسة في وطننا الفلسطيني العتيد، ما هم إلا واعظين في النهار وفي الليل مرتادي جلسات النميمة والفتنة والتشرذمات، وأغلبهم يعلمون إننا نعرف أنهم هكذا ولكنهم ولأنهم لا يريدون أن يعلموا إننا نعلم أنهم هكذا، يصمون آذانهم عن تلك الحقيقة، ويشيحون بوجوههم عن مواجهتها، وإن أخبرتهم بحقيقتهم صموا آذانهم من دوي رعدها، فهؤلاء مزدوجي المواقف، لا يقفون بوجه ظالم إذا بطش، ولا ينتصرون لضعيف أذا نُهش، ولا يدافعون عن امرأة إذا انتهك شرفها، ولا يسمعون إلا لأنفسهم ولعائلاتهم وأنسبائهم، ولو سمعوا قولا حسناَ ما فقهوه لأن أكثرهم لا يعقلون.

نقر هنا ونعترف بأن التفرقة والانقسام الذي أصاب وطننا كان نتيجة أداء البعض من ساستنا، والذين يلوذ بعضهم في أدائهم السياسي بمعسكر في الغرب وبعضهم الآخر بمعسكر في الشرق، وكلا المعسكرين الشرقي والغربي يبحث عن مصالحه وأوضاعه في وطننا، ولا تمهمه مصالحنا في قليل ولا في كثير إلا بالقدر الذي يخضعنا فيها لسياساته ومراده فينا، حتى أصبحنا وطن منهوب يطمع في جغرافيته وموقعه وثروته وتاريخه وبحره وخيراته، فلقد أغرقنا ساستنا للأسف في مشاريعهم وطموحاتهم الدنيئة، حتى تناسوا مسؤولياتهم تجاه جماهير وطنهم وهم الذين ما لم يستطيعوا حتى بإنهاء هذا الانقسام اللعين ولم يكلفوا خاطرهم بالتوسط حتى بين الفرقاء المنقسمون، وحتى يومنا هذا لم يستكملوا جنبا إلى جنب مع الوطنيون الأحرار مسيرة بناء وطن حقيقي استبشرنا به خيرا بعد زوال الاحتلال من فوق بعض أراضينا الفلسطينية، فإذا بأكثرهم اليوم قد تجاوزوا في أدائهم كل المحرمات وراحوا يشاركون في هدم الوطن بأيديهم بدلاً من تطويره ونماءه ولو كان عن غير قصد، ثم يقوم كل سياسي للأخر بابتزازه بفرض الشروط والشروط المضادة، حتى أصبحت سياسة الوطن كلها لعبة سياسية حقا والجماهير الفلسطينية الطيبة تتفرج على ساستهم في سباقهم في تلك اللعبة ويفجعون بهم.

إن ساستنا للأسف يستنزفون الوطن وجماهيره، حتى أصبح المواطن ما عليه إلا أن يختار بين الهجرة من وطنه من أجل لقمة العيش تحت خطر الموت، أو أن يختار البقاء في وطنه ليموت فيه فقرا وجوعا وضحية لسياسات وانقسامات الفرقاء المتنازعين، حتى صارت شعارات الوفاق والنفاق واحدة عند معظم الساسة في وطننا، وتراهم بعد ذلك يقولون أنهم يريدون أن يبنوا وطنا قويا ويؤسسوا لمستقبل مشرق لأطفاله وأبناءه، فيا حسرة على الأرض وعلى البلاد والعباد، فقد أسكنوا المخاوف في قلوب جماهيرنا، فنقول لهم أن يعودوا إلى رشدهم وأن يتحدوا قبل فوات الأوان، فالنيران يتعالى لهيبها ودخانها على أبواب وطننا، نقول لهم عودوا إلى أصالتكم ووطنيتكم لبعضكم لتعود لكم فلسطين كل فلسطين، عودوا إلى وطنكم وجماهيركم قبل أن تخسروهم، فلا عدو لكم جميعا إلا إسرائيل المحتلة لأرضنا وجونا وبحرنا ومزارعنا وقرانا ومدننا ومقدساتنا، وهي وحدها المتربصة بنا من أجل دولتها الصهيونية التي تسعى لإقامتها على كل الأراضي الفلسطينية والعربية بعد تقسيم كل الأراضي في خريطة الشرق الأوسط الجديد، فعليكم بالوحدة وإجهاض مشروع الشرق الأوسط الجديد لأنه مشروع تقسيمي لوطننا.

*آخر الكلام/ لقد حولونا ساستنا الى أكياس ملاكمة! يتدربون بنا على كيفية الحوار، إذ كثيراً ما يحدث الـحـوار بين الساسة عـنـدنـا باللـكــمـات مـكـان الكلمات، ولكننا نحن الذين نتلقى اللكمات.

إعلامي وباحث سياسي

[email protected]

اخر الأخبار