الأحزاب السياسية والدولة الفلسطينية

تابعنا على:   14:10 2014-05-30

د. زكي يوسف مبارك

الأحزاب السياسية لها تعريفات مختلفة وذلك لاختلاف الفكر الذي تتبناه هذه الاحزاب ان كان فكر شيوعي او فكر ليبرالي أو ديني ، الحزب هو عبارة عن تنظيم يحتوي على مجموعة من الاشخاص لديهم افكار يعتقدون ويؤمنون بها ، لديهم طموحاتهم وآمالهم التي يسعون لتحقيقها من خلال الحزب الذي ينتمون اليه ، بدأت فكرة الاحزاب في اوروبا في منتصف القرن التاسع عشر ، بدأت شهرة الاحزاب تطفوا الى السطح بعد تشكيل الحزب الشيوعي بقيادة ماركس الذي كان يتبنى فكرة التغيير الثوري ومناصرة الفقراء ، في نهاية القرن التاسع عشر ظهرت في اوروبا العديد من الاحزاب الليبرالية ، اما نشأة الاحزاب في الوطن العربي تزامن مع انهيار الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الثانية ، نشأت الاحزاب العربية وكانت تحمل في طياتها فكرة الخلاص من الحكم التركي للمنطقة العربية ، سرعان ما انتشرت الاحزاب السياسية في منطقتنا العربية ، احزاب تحمل فكر قومي تؤمن بالوحدة بين مصر وسوريا ، احزاب اخرى تؤمن بالفكر الشيوعي ، احزاب اسلامية لها فكر وإيديولوجية خاصة بها ، رغم اختلاف رأي علماء المسلمين حول شرعية الاحزاب السياسية فالبعض منهم يرى فيها مصلحة العباد ، والبعض يجد فيها التحريم ، اما العمل الحزبي في فلسطين مر بالعديد من المراحل وكان لها اثره الواضح على الحياة العامة والتوجهات والمعتقدات لدى الشعب الفلسطيني ، كانت بداية الاحزاب السياسية مع نشوء الجمعية المسيحية الاسلامية في مدينة يافا عام 1918 بقيادة راغب ابو السعود الدجاني ، ثم الحزب الوطني العربي 1923 ، ثم حزب الزراع ، الحزب الحر الفلسطيني 1927 ، بشكل عام كانت نشأة هذه الاحزاب متأثرة بنشأة الاحزاب القومية العربية ، ثم نشأ الكثير من الاحزاب والجمعيات السياسية في فلسطين فلسطين لديها ظروف سياسية مختلفة وخاصة بعد احتلال فلسطين عام 1948 ، حيث انطلقت حركة فتح عام 1965 لتقود مرحلة هامة في تاريخ الشعب الفلسطيني بالإضافة الى حركات تحررية فلسطينية اخرى ، ثم نشأة حركة حماس والتي تعتبر امتداد لجماعة الاخوان المسلمين في مصر والتي اسسها حسن البنا في بداية الثلاثينات عقدت مؤتمر لها في القدس وحيفا عام 1946 وكان من نتائج المؤتمر اتخاذ قرارات توحيد الدعوة وتكوين مركز في القدس للحفاظ على المقدسات والمطالبة بعدم الاعتراف باليهود القادمين ، يتضح من خلال قراءة تاريخ الاحزاب في منطقتنا العربية اختلاف الاسباب والتداعيات التي ادت الى نشأتها وخاصة في فلسطين فالأحزاب الفلسطينية والجمعيات وحركات التحرر الفلسطينية هي مخاض الاحداث في المنطقة العربية واحتلال ارض فلسطين ، ان الاحزاب السياسية هدفها الوصول الى الحكم والتنافس السياسي ، نقول بجواز ذلك في اوروبا والدول العربية ، اما فلسطين فيجب ان يكون الهدف من نشأة الاحزاب وهدفها وتنافسها من اجل اقامة الدولة الفلسطينية ، فالصراع الدائر بين الاحزاب السياسية الفلسطينية فهو يصب في الاتجاه الغير الصحيح ولأهداف تخدم مصالح الاحزاب السياسية ومن يقودها وليس لصالح تحقيق امال وطموحات الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية ، استمرار التنافس بين الاحزاب الفلسطينية بهذا الشكل والصراع الدائر والتحزب الأعمى من قبل المناصرين والمؤيدين لن يؤدي الى دولة فلسطينية ، ان الآف الشهداء الذين ضحوا بحياتهم والمصابين والأسرى كانوا يرون في انضمامهم لتلك الاحزاب والتنظيمات تحرير فلسطين ، اما ما وصلت اليه الاحزاب والتنظيمات الفلسطينية فهو بحاجة الى اعادة تقييمه ، نحن بحاجة الى اعلاء كلمة فلسطين من خلال توحيد الاحزاب الفلسطينية تحت مسمى واحد وليكن اسم فلسطين ، لأن فلسطين هي هدفنا وهي اكبر من الجميع .

اخر الأخبار