حكومة التوافق والمطلوب

تابعنا على:   12:23 2014-05-29

نبيل عبد الرؤوف البطراوي

ينتظر شعبنا الفلسطيني ميلاد حكومة التوافق التي من الممكن ان نقول بأنها الحكومة الاكثر في الكون التي أخذت الكثير من الزمن ,من المفاوضات والاتفاقات واللقاءات والاتصالات والتدخلات والوساطات لكي تخرج الى العلن ,فمنذ الانقسام البغيض وشعبنا ينتظر يوم انهاء هذا الوباء الذي أصاب الجسد الوطني بكثير من العلل التي اثرت على كل مناحي الجسد الوطني وعلى كل مفاصل الحياة الفلسطينية على الاصعدة الداخلية والخارجية ,وخلال مراحل الحمل ما بين الحقيقي والكاذب كانت تكبر الاحلام الوطنية العامة والخاصة لشعبنا على أمل ان تنقشع الغيمة وتعود الامور الى نصابها ويتعافى الجسد الوطني لكي يأخذ دوره في العمل لتحقيق الهدف الذي من أجله كانت كل القوى ترفع الشعارات وتتدعي انه سبب انبثاقها على هذه الأرض وهو تحرير البلاد والعباد وتوفير العيش الكريم للإنسان الفلسطيني الذي يستحق ان نعيش بكرامة بعد فترة العناء الطويلة التي ما نزال لم تصل الى المحطة الاخيرة.

منذ سنوات والحوارات كانت دائرة وتجهيز غرف العمليات قائمة والانتظار كان على الدوام سيد الموقف ,عل المد الزمني يحقق لجناحي الانقسام بعض الغايات الحزبية بغض النظر عن الغاية الوطنية التي يبدو انها لم تكن هي المنارة التي يهتدي بها هؤلاء القادة ,ولكن الظروف العربية المحيطة وبعض الشقلبات الاقليمية وعوامل الحصر والبتر لكل أحبال التنفس الصناعي التي كانت تعطي الامل للبعض المريض بهوس الكرسي دفعت هؤلاء الى اعادة النظر في التمترس خلف الشعارات التي لم يبقى منها سوى الكلمات المسطورة دون ان تكون منظورة من قبل أي من ابناء شعبنا .

لقد كان الوضوح والمصداقية والصراحة على الدوام من أولويات الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يعمل على الدوام حين يخاطب شعبه ان يتحلى بأكبر قدر ممكن من الصراحة ليكون الحديث من القلب الى القلب دون الغوص في الأحلام والاوهام التي اصبح القاصي والداني من أبناء شعبنا يعي بأنها شعارات ولا يمكن ان تكون واقعا ملموسا في ظل الظروف العربية والدولية الحالية ,لأننا كشعب واقع تحت الاحتلال لا نمتلك مقومات الانتصار على هذا الاحتلال ألا من خلال أقناع العالم بعدالة قضيتنا وضرورة عمل المجتمع الدولي على دعم حقوقنا والوقوف الى جانب حقنا وفق الرؤية الدولية التي بات عليها أجماعا وطنيا وموقفا عربيا وإسلاميا موحدا قائمة على نظرة واقعية تقبل بحل مرضي ومقبول غير قائم على التنكر لحقوقنا وأقامه دولة على حدود 1967م وعاصمتها القدس وتحرير اسرانا وعودة لاجئينا الى ديارهم ,وهذا الحل الذي يؤكد على الدوام ومنذ انتخابه رئيسا لدولة فلسطين والرئيس عباس يعمل على تحقيقه رافضا كل الشعارات صادحا بما يؤمن به مؤمنا بأن الحق الفلسطيني سوف ينتصر بقوته دون اللجوء الى ما يرفض العالم ان يقبله كطريق لتحقيق الاهداف .

جميعنا يعلم بأن الارهاب الصهيوني كان ومازال يعمل دون ورع او وجل في الجسد والأرض الفلسطينية ولكن هذا الارهاب يدفع العالم الى الوقوف موقف الداعم لحقوقنا مما يكسبنا الكثير ويجعل دولة الاحتلال تتعرض لعملية الحصار التي تقرب من حتمية انهاء احتلالها لأرضنا كما حصل في النظام العنصري في جنوب افريقيا ,وقد بات معلوما للكل الوطني بشكل أو باخر بتصريح أو تلميح بأن الكيان الصهيوني لا يتمكن من النمو والاستقرار ألا في أجواء دموية وإرهابية يعمل على جر شعبنا أليها من أجل القتل والتدمير وإيجاد الذرائع الواهية امام العالم ليعطي نفسه صفة الحمل الوديع الذي يرنوا الى الاستقرار دون أيجاد من يعمل معه على هذا ولكن وفي ظل السياسة الحكيمة التي أتبعها الرئيس عباس باتت دولة الاحتلال اكثر عريا أمام العالم فلم تعد تلك الحجج تنطلي على أحد في العالم حتى أشد مناصري دولة الاحتلال .

من هنا كانت التصريحات التي خرج بالأمس الرئيس عباس أمام الاعلاميين الاسرائيليين بأنه على استعداد تام للعودة الى المفاوضات السلمية في حال تم ايقاف الاستيطان لمدة ثلاث شهور وهي المدة المقررة من أجل أنجاز الاتفاق على تحديد الحدود بين دولة اسرائيل ودولة فلسطين ,واخراج الدفعة الرابعة من الاسرى ,كما ابدى الرئيس عباس التزامه بالتنسيق الامني مع اسرائيل في ظل أي ظروف سياسية تمر بين دولة الاحتلال والقيادة الفلسطينية .

وتعتبر هذه التصريحات عباره عن برنامج سياسي يضعه الرئيس عباس أمام العالم من أجل سحب البساط من تحت اقدام الكيان الصهيوني الذي حاول ان يروج ويسوق امام العالم بأن حكومة تشارك بها حماس سواء بشكل مباشر او غير مباشر لا يمكن التعامل معها ولكن بعد حالة الوضوح من الرئيس الفلسطيني واعلان الاتحاد الاوربي نيته دعم هذه الحكومة وتقبل الادارة الامريكية لهذه الحكومة وتلك الرسائل المرسلة الى الشعب الاسرائيلي لم يعد بالإمكان امام اسرائيل أي مبررات وذرائع لفرض الحصار المفروض على قطاع غزة والمفروض منذ فوز حركة خماس في انتخابات 2006م ,وخاصة انه اليوم معلوم للجميع بأنه هناك اتفاق هدنه متفق عليه بين حركة حماس واسرائيل في ظل رعاية مصرية زمن الرئيس مرسي يعمل الجانبين من خلاله على تجبن الاعمال العدائية ,مقابل رفع الحصار عن قطاع غزة ,هذا الاتفاق الذي ألتزمت به الفصائل الفلسطينية دون أن تلزم به اسرائيل .

من هنا يجب على الكل الوطني في كل من غزة والضفة العمل على مساندة الحكومة القادمة من خلال العمل على تفويت الفرصة التي ترجوها اسرائيل ,والعمل على حفظ الهدوء والنظام لتتمكن الحكومة القادمة من أخذ دورها ورفع الحصار عن غزة والعمل على تفكيك كل المشاكل والعقد التي يعاني منها شعبنا وعلى رأسها الاحتلال الذي يعتبر اساس تلك العقد ,والعمل على صبغ مؤسساتنا السلطوية باللون الوطني العام وافساح المجال للحزبية المقيتة للخروج من جسدنا الفلسطيني بهدوء ودون منغصات مع اعطاء المؤسسات الوطنية دورها من خلال عدم السماح بعودة الإنفلاش والفلتان الذي ساد في مرحلة من المراحل ,والعمل على الحفاظ على كرامة الانسان الفلسطيني دون النظر الى اللون الحزبي ,والعمل على ألغاء كل القرارات والاجراءات التي اتخذت بحق ابناء غزة من قبل حكومة الدكتور الحمد الله في المرحلة السابقة والبدء في الترميم على اساس وطني ,والعمل على وضع وثيقة شرف بين الكل الفلسطيني تنص على عدم العودة الى استخدام السلاح في حل الخلافات السياسية وان تكون الشراكة السياسية هي عنوان المرحلة القادمة بغض النظر عن نتائج الانتخابات القادمة ,لان الشراكة هي الثلاجة التي من الممكن انم تحفظ النظام السياسي الفلسطيني من التلف ,والعمل على التمثيل الحقيقي لمكونات العمل الفلسطيني على الارض دون النظر الى بعض الموروثات التراثية في النضال الوطني والتي كان لها زمانها وقد تقلص ......

اخر الأخبار