رسالة إلى دولة رئيس الوزراء ...

تابعنا على:   13:57 2014-05-28

هنادي صادق

كمواطنة مُراقِبة لما آل إليه حال موظفي الشرعية ، ومن كوّني الضئيلة التي تكاد ُتتلاشى كموظفة من درجة اللامُعترَف ِ بهم .. أمنح ُ لنفسي حق ّالخروج عن الصمت المباح الذي أدخلت نفسي فيه خلال الفترة الماضية ، لأقول لكم يا سيدي إني ناصحة فموجزة ، وطامعة في صدقكم وطهركم فلا تقفلوا في وجهي الأبواب ولا تطعنوا فينا فأنتم بالنسبة لنا وحتى الآن كالأحباب ....

وأنتم تقفون على عتبة التجديد لكم ، تذكر يا سيدي أنني من طعنته الحكومات السابقة فصبر ، واحتقرته فغفر، وتنكّرت له ولدوره وتاريخه فما خان وما غدر ، وما أصدق وصف الشاعر حين يصف حالتي ويقول : بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وقومي وإن ضنّوا عليّ كرام .

فيا سيدي أما لهذا الحال من منتهى ألا يوجد بينكم أناس من أولي النهى ، ألا يوجد أحد منكم يقول لهذا الظلم كفى ، فيا سيدي والله إن الظلم قد بلغ مداه وكنا ولا زلنا نتمنى أن يكون على أيديكم منتهاه .

فالموظفين في غزة على قارعة الطريق والكثير لديكم يتفنن في إِشعال الحريق ، فيا سيدي قاوم من ينتمون لهذا الفريق من لا هم لهم إلا إشعال الحريق ، من استسهلوا طعن الأخ والأب والصديق ، فتعساً لهم وجزائهم في النار الحريق ، وفي الدنيا عليهم لعناتنا حتى يحيدوا عن هذه الطريق .

يا سيدي إذا وصلتك رسالتي فتأكد أنني أكتبها إليكم بمداد من المحبة والوفاء ، والصدق والبعد عن الجفاء وآمل من دولتكم أن تنهوا هذا العداء ، فأبناؤكم في المحافظات الجنوبية أبداً لم يناصبوكم العداء وهم قمة في الوفاء ، فيا سيدي إنك مسؤول عن الحقوق المسلوبة ومسؤول عن التنفيس عن النفوس المكبوتة فوالله لقد ظهرت أمراض الدنيا وإشتعل الرأس شيباً من هول وصعوبة ما عانينا وضاقت علينا الدنيا بما رحبت ، فيا سيدي هلا كنتم البلسم الشافي هلا كنتم للجرح مداوي .

إن أكثر ما يثير العجب ويحرك في النفس عوامل الغضب والشعور بالظلم والغبن والتمييز ، أن الموظفين المدنيين والعسكريين الذين إلتزموا بكافة القرارات الصادرة عن قيادتهم والتي صدرت بصيغة الويل والثبور لكل من خالف الأمر وبعد أن ذبحوا بسكين الإنقلاب ، يراد لهم أن يساقوا من جديد على مذبح المصالحة ، يراد لهم أن يقدموا قرابين للتضحية بهم ، ويراد التنصل من كافة الإلتزامات التي تفرضها المواثيق والشرائع والأخلاق التي تربطهم بحكومتهم الشرعية .

يا سيدي وأنت تقف على عتبة التجديد ، ندعوك لأن تبذل ما بوسعك لإغلاق كافة الملفات المفتوحة والجروح المنكوءة ، ندعوك لأن تولي قضايا الموظفين الملقاة في أدراج الإهمال قليلاً من وقتكم ، وأن تعمدوا إلى تغيير السياسات التي اتبعت و تتبع معهم على مدار سبع سنين عجاف .

يا سيدي لقد ضاقت فسحة الأمل .. وتكاد نافذة الصبر أن تغلق ، فلا توصدوا كافة أبواب الأمل وإعملوا على إنصافنا ورفع الظلم عنا .

يا سيدي إن أقسى ما في حياة الوطن أن يصاب بالورم أن يصاب ضمير أبناؤه ، فيستبيحون دمه ويستحلون ظلمه وقهره وسحله ، و يدخلون من خلال شريانه ، يسبحون في نهر دماءه ، عكس التيار ، مع التيار ، فوق التيار ، تحت التيار ، في الليل ، في النهار ، حتى يلقون القبض على قلبه ، فيا حسرة على قلبه الذي أحبكم وأحبنا ولكنكم أحببتم غيره بعدما أكلتم خيره !

يا سيدي إن هناك من يعتاش على آلام شعبه ويرقص على جراحاته ويتفنن في إبتداع وسائل إذلاله في محاولة لزرع الفتنة والحقد بين أبناء الشعب الواحد ، في محاولة لإذكاء نار العنصرية عن طريق قرارات تفوح منها رائحة المناطقية ، وكأن هناك من يريد تصفية حسابات شخصية مع هذا الجزء من هذا الوطن ، إنني أقولها عالية مدوية , أطفئوا الحريق... وأنقذوا الشعب الغريق....! اقطعوا السنة اللهب... ولو كلفكم هذا القناطير المقنطرة من الفضة والذهب فو الله لو اندلعت السنة النيران فالكل في الحريق . ولو مالت سفينة الوطن , فالكل غريق...

مالي أرى الفتنة تطل برأسها من جحورها بوجه صفيق, وبلمح مشوه قديم عتيق , بارزة أنيابها , جاحظة عيونها , تنذر بالإخطار , لتكشف لنا كل الأسرار التي كانت مختبئة يوما ما وراء الأستار...!

يا سيدي إن للوطن حكاية صبر !!لكن حذاري من صمته الذي طالت مدته ، فحذاري حذاري من غضبه لأنك لن تجد تراب يحنو عليك يوم موتك ، لأنك ستشعر بالبرد حتى وأنت ميت .

وأنتم أحبتي وأخوتي معشر الموظفين والموظفات ، سلاما ًمني لكم أيها القابضون على الجمر . يا غُرة أول معول للبناء في هذه السلطة ، تعالوا إلى كلمة سواء ، ورصوا الصفوف ، فالقادم أسوء إن لم نتكاثف ، وإنني من هذا المنطلق أدعوا كافة الأخوة في النقابات المدنية والمجالس العسكرية في المحافظات الجنوبية إلى التداعي إلى إجتماع عاجل لدراسة كافة السيناريوهات ، والتصدي لكافة الإحتمالات ، والدعوة لأوسع تظاهرات ، وإيصال رسائلنا بأفضل الوسائل والإبداعات ، ولتكن أم البدايات في إيصال رسائلكم لمسؤول ملف المصالحات ، ليسمع منا رسالة قوية ، ليعرف أننا صبرنا كثيراً وتألمنا كثيراً ، وكان جزائنا مدنيين وعسكريين الإهمال والنسيان .

يا أخوتي إن الصبر سلاحكم والدعاء لربكم قارب نجاتكم فارفعوا أيديكم للسماء ، فيا أيها الزملاء يا أيها الموظفون الشرفاء .. ليعش ذليلا في هذه الدنيا من خانعه الحلم بمخدع يحلم فيه من لا يستحق أن يجلس في مجالس الوزراء .. ولا حكماً في دواوين الحكماء ..

اخر الأخبار