على هامش عملية الوراق الارهابية ..!

تابعنا على:   20:10 2013-10-26

شاكر فريد حسن

لا يختلف عاقلان ان العملية الارهابية الخسيسة التي حدثت في كنيسة العذراء بمنطفة الوراق في الجيزة قبل أيام معدودات ، في اثناء الاحتفال بأحد الأعراس المسيحية ، هي عملية بربرية جبانة وآثمة ، مدانة ومرفوضة ، تتنافى مع الدين والأخلاق والقيم ، وتدل على الافلاس السياسي والفكري العقيم . كذلك تكشف مدى الوحشية والحقد البهيمي والسلوك العدواني الترويعي لجماعات الظلام والارهاب الاصولي السلفي المتطرف ، المتعطشة للدماء . وتمثل اعتداءً على المسلمين قبل المسيحيين ، وتسئ لإسلامنا الوسطي المعتدل المتسامح وديننا الحنيف ، الرافض للعنف والاقتتال والاحتراب والفتنة والاغتيال .

انها امتداد لمسلسل القتل والذبح وأعمال الارهاب، التي تزايدت وتصاعدت في مصر بعد عزل واسقاط محمد مرسي وجماعة "الإخوان المسلمين" ، ضد مؤسسات الدولة والمنشآت العامة ، وضد الكنائس والمساجد واماكن العبادة ، وذلك بهدف اشاعة الفوضى الخلاقة ، وزعزعة الأمن والاستقرار ، وزرع الفتنة في المجتمع المصري المتماسك ، سعياً لاحراق مصر وتمزيقها وتفكيكها وتخريبها .

ان الشريعة الإسلامية براء من اعمال القتل المقززة ومن ممارسات العصابات الارهابية الوهابية ، التي تتخذ من الدين والاسلام غطاءً لها ، فتتنهك الحرمات وتنتهج الارهاب، وتعتدي على المسارح، وتغتال المقكرين والمثقفين والمبدعين التنويريين ، وتعادي الفكر العقلاني التنويري ، وتهشم تمثال عميد الأدب العربي طه حسين لما يجسده ويمثله من شخصية ثقافية تنويرية اصلاحية، ورمز لثقافة العقل والتقدم والتحرر والتنور والاصلاح المجتمعي.

اننا ندين العمل الارهابي في كنيسة العذراء مريم في منطقة الوراق بالجيزة ، ونطالب الشرطة والجيش المصري بحماية المدنيين من أبناء الشعب المصري بمسلميهم ومسيحييهم من هذه الاعمال الجبانة الرعديدة والشنيعة ، التي تثير مشاعر الغضب والشجن في نفوسنا .

وفي ظل انتتشار المفاهيم الخاطئة عن الاسلام والتاريخ العربي الاسلامي هناك حاجة ضرورية وماسة الى تذويت وتأصيل ثقافة العقل والحوار والتسامح الديني، واستلهام أفكار التنوير التي وضعها المصلحون والمنورون العرب ، وذلك للخروج من المأزق الراهن الذي تعيشه مصر وشعوبنا ومجتمعاتنا العربية، بفعل ممارسات ومسلكيات قوى وجماعات الظلام المتشددة ، وجراء ثقافة الجهل والتخلف والشعوذة والخرافات ، وفتاوى الفتن القرضاوية .

وفي النهاية فكلنا أمل بأن مصر قادرة، وبوحدة شعبها ،على الخروج من أزمتها الحالية التي اوقعتها فيها جماعة "الإخوان المسلمين" ذات الفكر الاقصائي التهميشي . وعاشت مصر العروبة ، مصر عرابي واحمد باشا والطهطاوي وقاسم أمين وطه حسين وعبد الناصر ، وسواهم الكثير .. عاشت موحدة متماسكة ومتلاحمة، تصون النسيج الاجتماعي كرد على حادثة الوراق وغيرها من عمليات واحداث عدائية مرفوضة ومستنكرة ، دينياً واخلاقياً وانسانياً .

اخر الأخبار