
شارون والتحولات الاستراتيجية

منصور أبو كريم
في ذكري انطلاقة انتفاضة الأقصى المباركة التي انطلقت عقب زيارة شارون للمسجد الأقصى المبارك بعد فشل مؤتمر كامب ديفيد للسلام عام 2000م.في هذا المجال يمكن استحضار أربع أحداث سياسية تركت تداعيات سياسية وجواستراتيجية على المنطقة كان بطلها شارون.
الحدث الاول: كان خلال حرب أكتوبر عام 1973م، عندما قاد شارون رتلا من القوات الإسرائيلية فيما بات يعرف بثغرة الدفرسوار، أو الثغرة، هو المصطلح الذي أطلق على حادثة أدت لتعقيد مسار الأحداث في حرب أكتوبر، حينما تمكن الجيش الإسرائيلي من تطويق الجيش الثالث الميداني من خلال ما عرف بثغرة الدفرسوار، وعبور قناة السويس بتجاه الشرق، وهي الحداثة التي أجبرت القيادة المصرية على قبول وقف إطلاق النار، والدخول في مفاوضات فك الاشتباك، وهو حدث عسكري ترك تداعيات سياسية وجواستراتيجية على المنطقة والصراع العربي الإسرائيلي.
الحدث الثاني: اجتياح جنوب لبنان وطرد منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت عام 1982، عندما قاد شاورن الجيش الإسرائيلي حينما كان وزير للدفاع لاجتياح جنوب لبنان وصولا لبيروت من أجل الضغط على الأطراف الدولية والإقليمية لإجبار المنظمة على الخروج من لبنان بعد سلسلة عمليات القصف المتبادل بين المقاومة والجيش الإسرائيلي من جبهة الشمال، وهو حدث ترك تداعيات كبيرة على الثورة الفلسطينية وأجبر منظمة التحرير الفلسطينية في الدخول في عملية التسوية التي أنتجت في النهاية اتفاق أوسلو
الحدث الثالث: هو زيارة شارون للمسجد الأقصى عقب فشل مؤتمر كامب ديفيد للسلام، هذه الزيارة كانت تهدف إلى زيادة حدة التوتر بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل لعلم شارون بتوتر العلاقة والاتهامات المتبادلة بين القيادة الفلسطينية ويهود باراك حول تحمل مسؤولية فشل المؤتمر. وبالفعل حصل شارون على ما كان يريد، عبر اندلاع انتفاضة الأقصى التي نتج عنها فشل مسار التسوية بشكل كامل.
الحدث الرابع: هو انسحاب شارون من غزة عام 2005م، بهدف تسهيل سيطرة حركة حماس على القطاع وإحداث فصل في الجغرافيا السياسية الفلسطينية. وهو الحدث الذي لاقى معارضة إسرائيلية في البداية لكن شارون واجهة هذه المعارضة بالقول سوف ترون نتائج هذه الخطوة الاستراتيجية خلال السنوات القادمة، وبالفعل حصل ما كان يخطط له شارون وحدث انفصال سياسي وجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتداعيات هذا الحدث أضحت واضحة للجميع فالكل أصبح مدرك الفخ الذي وقعنا فيه نتيجة خطوة الانسحاب الإسرائيلي عام 2005م.
بالنظر لهذه الأحداث جميعاً نستخلص أنها رسمت الواقع السياسي والجو استراتيجي للمنطقة خلال 50 عام الماضية، ومازالت ترسم مستقبل هذه المنطقة والقضية الفلسطينية، لقد تركت هذه الأحداث تداعيات استراتيجية على القضية الفلسطينية