صفقة القرن من منظور الخطاب الإسرائيلي في الأمم المتحدة

تابعنا على:   22:57 2018-09-28

أحمد أحمد مصطفى الأسطل

سبق الرئيس الفلسطيني محمود عباس كعادته خطاب رئيس الوزراء (الإسرائيلي) في الأمم المتحدة، وذكر في محتواه ثوابت قضيته أو ما تبقى منها القائمة على حل الدولتين، والتعايش السلمي مع دولة الاحتلال (الإسرائيلي)، وتعرض لقانون القومية اليهودي (العنصري) الذي يقصي الأعراق الأخرى من ممارسة الحقوق السياسية في داخل دولتهم .
ومن ثم جاء بعده (نتنياهو) ليدافع عن قانون القومية اليهودية، وفي الوقت نفسه لم يتطرق لحل الدولتين مطلقا؛ فماذا يعني ذلك؟!
تكمن السياسة العنصرية (الإسرائيلية) في جانبين: الأول قانون القومية اليهودية، وفيه إقصاء لكل من هو غير يهودي في داخل دولة (إسرائيل)، وهنا نود الذكر بأن العرب يمثلون فيها حوالي 20%، وهذا يعني انسلاخها من كل القيم الديمقراطية التي قامت على أساسها دولتهم مقابل تكريس قيم عنصرية إقصائية بحتة، والثاني رفض إقامة دولة فلسطينية وهنا ذروة العنصرية اليهودية (النازية) من وجهها الآخر.
إذن الرؤية الأفضل من منظورهم لا هذه ولا تلك، ويأتي الكومبارس الرئيس الأمريكي (ترامب) ليسوق حلهم، فأي ديمقراطية هذه؟! وأي قيم إنسانية تلك التي ترفض لشعب أن يكون جزء من دولتها، وفي الوقت نفسه ترفض منحه دولة مستقلة!
ورغم أن مشروع الدولة الواحدة يؤرق هذه الدولة (الساقطة)، وكذلك مشروع الدولتين، ولكن في الحقيقة أن المفكر السياسي الفلسطيني يرفض مجرد التفكير بهذه الرؤية وأقصد مشروع الدولة الواحدة والتي قد تشتت تفكير المحتل وتملي عليه اختياره بين المشروعين، وهذه العقلية المبعثرة أو المشتتة تسهل مهمة دولة الاحتلال من تكريس سياساتها العنصرية بعدم الدمج أو حق تقرير المصير لدولة فلسطينية مستقلة.
ما يطيل أمد الصراع ليست القوة (الإسرائيلية) أو ذكائهم وإنما عدم إفساح المجال لعقلنا بإبداع الحلول الناعمة والتي قد تكون أكثر فتكا وفاعلية من غيرها، وهو وجه من أوجه المقاومة السلمية، ويقيني أنه لو سلكنا هذا الشكل من النضال لتحركن دولة الاحتلال عملائها؛ ليظهروا بوجه وطني حتى تجهض مثل هذه الأفكار.
إن دولة الاحتلال لن تقبل بحل دولة فلسطينية لأبعاد دينية وتاريخية واقتصادية وعلمية؛ فقيام دولة إلى جوارهم تعيش حالة من الاستقرار قد يهدد وجودهم ودورهم الوظيفي؛ فقد نصبح منافسين لهم على المستوى الدولي، وقد يذوب هذا الجسد الوهمي تدرجيا.
إذن اتضحت صفقة القرن لا دمج بداخل دولة الاحتلال ولا دولة بجوار دولة الاحتلال وإنما مجرد مناطق حكم ذاتي بغزة والضفة أو دولة بغزة قابلة للحياة ومناطق حكم ذاتي بالضفة وعقلية السياسي الفلسطيني اليوم تسهل مهمتهم.
وعلى هامش المقال يتكلم (نتنياهو) في الأمم المتحدة عن أرض إسرائيل وقدوم إبراهيم وساره إليها ولا أعرف كيف سميت بأرض (إسرائيل) وإسرائيل من نسل إبراهيم عليهما السلام أهو جهل بالتاريخ أم تضليل وتزوير؟

اخر الأخبار