نار بيروت الهادئة يشعلها وقود أمن غزة.. فمتى ستطفئ سلطة رام الله لهيبها على عضو الثورة الفلسطينية "نضال درويش"!

تابعنا على:   13:30 2018-09-28

أمد/ غزة-صافيناز اللوح: اكتوى بنار الغربة، واشتعلت به في جدران الاعتقال من ذوى القربى، ليبقى أسير الراتب المسلوب من مسئوليه، ومشرداً في وطنِ المشردين من ديارهم الأصلية.

على سريرٍ خشبي يمتد جسد الفلسطيني الحامل للجنسية الأردنية، نضال درويش، حيثُ تاه في نومه داخل مكتب "تكسيات برلين" بمنطقة الجلاء شمال قطاع غزة.

نضال سليمان محمد درويش، 37 عاماً، مواليد عام 79، فلسطيني يحمل الجنسية الأردنية، غادر من الأردن إلى لبنان عام 1995، للالتحاق بالثورة الفلسطينية التي قادها الرئيس الشهيد الراحل ياسر عرفات.

بقي نضال المشرد من 3 دول، في صفوف أمن السلطة حتى عام 2014م، حيثُ قرر أخذ إجازة سفر لمدة 3 أشهر لزيارة قطاع غزة، إلّا أنّ القدر كتب له حياة أخرى غير التي كان يتوقعها.

دخل نضال قطاع غزة كزائر ولاجئ فلسطيني يقطن بمخيمات الشتات، لمدة 3 أشهر فقط، وسيغادره للعودة إلى عمله في مخيمات لبنان، كأحد عناصر الثورة الفلسطينية.

أكمل نضال دراسته الجامعية على حساب حركة فتح التي انضم إلى صفوفها، فيما أصيب بحرب تموز على لبنان، والتي أحدثت له حروقاً في يده وجسده

اعتقل من قبل أمن غزة

بعد فترة قصيرة من دخول نضال القطاع، اعتقله جهاز الأمن الداخلي التابع لداخلية غزة، لمدة 8 أشهر، حتى سجلت السلطة اسمه بأنه هرب من الخدمة التي كان يعمل بها، فقطعت راتبه كأحد موظفين الثورة  الفلسطينية الذي يتقاضى راتبه من منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.

بقول نضال، شاهدت أبشع أنواع العذاب داخل سجون الأمن الداخلي بغزة، وتعرضت للتنكيل والتشويه بسمعتي، وأنني جئت من لبنان من أجل القيام بهمة معينة، ومن هم المسئولين عنها، وما هو المطلوب أن أقوم به في غزة".

وأضاف نضال لـ "أمد للإعلام" التي التقت به من مكان نومه في مكتب "تكسيات برلين"، أنّ السؤال الوحيد الذي ان يطرح عليه أثناء التعذيب والتحقيق في سجن الأمن الداخلي كان ، ما هي المهمة التي تريد أن تقوم بها في غزةّ، إلاّ أنني كنت مصر أنني جئت كزائر لغزة ولا يوجد لدي أي مهمة كي أخوضها هنا".

وأوضح، "شفت العذاب والويل والضرب على أنني جئت هنا في مهمة، ولكنني جئت هنا فقط زيارة وكنت أحب أن أتزوج فتاة من قطاع غزة".

راتب مقطوع

خرج نضال من سجون أمن غزة بعد 8 أشهر على اعتقاله، دون علم أحد بمكان وجوده، حتى أهله وذويه لم يكن لهم علم بحياته، حيثُ تواصل مع السلطة في رام الله عن طريق أشخاص بغزة، لإعادة راتبه الذي خرج من السجن ليجده مقطوعا".

عاد التهديد إلى حياته مرة أخرى من أمن غزة، بأنّه في حال تواصله مع رام الله سيتم اعتقاله بتهمة التخابر، وسيتم حبسه بعدها لعدة سنوات، فأخذ نضال التهديدات على محمل الجد، ورفض التعاون مع رام الله أو التواصل معها بشكلٍ كامل.

تواصل نضال مع القيادي في حركة فتح، أبو جودة النحال، الذي تواصل مع رام الله وتأكد بوجود اسمه في لائحة العاملين بالثورة الفلسطينية، ولكن راتبه قطع نتيجة لهروبه من العسكرية"، وبعد ذلك تدخل في الأمر سلطان أبو العنين أمين سر حركة فتح في مخيم عين الحلوة بلبنان، وأكد له بأن نزوله إلى غزة كان اجازة رسمية تقدم بها إلى إدارة العمل وقبلوا بها.

وتابع نضال حديثه مع "أمد للإعلام"، تم سرقة كافة الاوراق اللازمة والخاصة بي، وبعد النتيجة السلبية التي تلقيتها من النحال وأبو العنين، لجأت إلى أمين سر حركة فتح أحمد حلس "أبو ماهر"، وقال لي: إن شاء الله خير بوعدك ألاقي لك حل ورفع كتاب لرام الله، دون جدوى".

طالب نضال من الرئيس محمود عباس وسلطة رام الله و منظمة التحرير الفلسطينية، بحقه في العيش بكرامة هنا في غزة وعودة راتبه له، أو إعادته إلى لبنان واستكمال عمله في صفوف الثورة الفلسطينية".

وناشد، كافة الجهات المسئولة الوقوف إلى جانبه، وتمكينه من إعادة راتبه المقطوع، أو عودته إلى العمل العسكري وعودة راتبه له ، كي يستطيع العيش منه".

صاحب محل تكسيات برلين فادي بركات (32) عاماً، الذي تحدث لـ "أمد للإعلام" أكد، أنّ ابن عمه كان في طريقه إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيثُ كان نضال نائماً على الطرقات، ليشفق عليه ويأخذه معه لمعرفة قصته، فصدم بما روى له من معاناة كبيرة حدثت مع نضال".

وتابع، في تمام الساعة الـ11 ليلاً، جلسنا مع نضال وتعرفنا على قصته، فقلنا له "ابقى في هذا المكتب حتى تدبر أمورك ليومين أو ثلاثة، أفضل من نومك في الشارع، مضيفاً، لم يستطيع نضال أن يدبر أمورة خلال أيام فجلس هنا لمدة من 4إلى 6 أشهر، وبعدها أرسل له الامن الداخلي واختفى لمدة 8 أشهر".

وشدد، عاد نضال بعد اعتقاله من قبل الأمن الداخلي في غزة، واحتضناه مرة أخرى لأنّه لا معيل له وهو في بلد غير بلده، ثم استأجر منزل وغاب فترة من الزمن، ثم عاد مرة أخرى وقم باحتضانه من جديد، وعاد للمرة الثالثة فقدناه فترة من الزمن، ثم عاد وقلنا له ابقا هنا حتى تستطيع أن تجد حل".

حال نضال لا يسر حبيب ولا عدو.. فمن سيكون لديه ضميرا واعياً لينقذه من مأساته والنار التي اشتعلت بوقود الاعتقال وقطع راتبه المعيل الوحيد له، وهل ستسمع سلطة رام الله وتفتح أذانها الصماء هذه المرة، لمناشدته وإعادة راتبه أو إعادة إلى عمله في لبنانّ

اخر الأخبار