في غزة المواطن يبيع الأثاث حتى يأكل والوالي يواصل ذبحه

تابعنا على:   20:46 2018-09-26

نسرين موسى

تمر بي كلما تصفحت مواقع التواصل الاجتماعي , والمواقع الإخبارية الالكترونية, كلمة حقوق الإنسان, وتلقائياً تلوح حروف قطاع غزة أمام ناظري, وأتأمل كمية الحقوق التي تتوفر لسكانه؟!

جميعنا يتفق أن الحقوق التي أصبحت من حق سكان القطاع ,هي الأكل والشرب, ومع ذلك أصبح الأكثر منهم لا يجده, وإن وجده يكون إنجازاً كبيراً, خاصة بعد تعرض موظفي السلطة من قِبل الرئيس محمود عباس إلى الخصومات وقطع رواتبهم.

ومن ناحية أخرى لم تطل مجزرة الرواتب وفقدان لقمة العيش موظفي السلطة , بل طالت عدد كبير من موظفي وكالة الغوث وتشكيل اللاجئين , والحال نفسه عند موظف ((حكومة حماس)) الذي يحصل على فتات راتب كل شهرين.

حق الأكل مكفول في كافة الدول وشرعته كل القوانين , إلا في قطاع غزة, وأصبح البعض يبيع أثاث بيته, حتى يوفر بعض اللقيمات لأطفاله.

ويلفت انتباهك وأنت تسير أو تهم بالدخول إلى محل من المحلات التجارية ,جلوس النساء اللواتي أصبحن متسولات بفعل مجزرة الرواتب.

ناهيك عن عدد الشباب, الذي أصبح يقبل العمل بأجر أقل من عشرة شواكل في اليوم ,لأنه لم يجد العمل الذي يناسب شهادته الجامعية, ويقول أفضل من الموت أو المرض في البيت جراء الجلوس دون عمل.

ولن نتحدث عن كثير من البيوت التي يضطر أصحابها للانتظار إلى آخر الليل ليتسنى لهم جلب الخبز, الذي يكون من وجهة نظر البائع لا يصلح إلا للدجاج , ومع ذلك يجلبونه بأقل سعر, لأنهم لا يملكون ثمن الخبز الجيد.

هذا عن الطعام , ماذا عن توفر الدواء؟ أيضا في غزة أصبح من المعجزات ذلك وخاصة مرضى السرطان , الذين يموتون في اليوم ألف مرة, لأنهم يُعصرون بين أنياب معبر لا تُفتح أبوابه, أو بين تحويلات أصبح من المعجزات الحصول عليها.

هذه الحقوق التي تشغل بال المواطن في قطاع غزة , وأصبح يمضي يومه في التفكير هل سيتمكن من توفيرها هذا اليوم والذي يليه؟

انقسام واحتلال وحصار خانق , ومناكفات بين طرفين لا يضعا المواطن وحقوقه في حسبانهما.

المواطن يموت, الشباب هرموا من الجلوس في منازلهم على بند التقاعد, إصابتهم أمراض الكبار في السن كما كنا نسقطها عليهم , من السكر والضغط والقلب.

الاقتصاد تدهور بشكل كبير , إلى درجة انك اقتربت أن تسمع البضائع تنادي على المواطن , لكنه لا يلتفت إليها رغم سعرها المتدني أحياناً, لأن جيوبه فارغة.

ذلك كله أدى إلى تفشي الخلافات سواء بين الأزواج , أو بين المواطنين بشكل عام.

كثير من الزوجات غادرن بيوتهن إلى بيوت عائلاتهن حتى يوفرن لقمة العيش لهن, ولأطفالهن, في ظل عجز زوجها عن ذلك.

الحديث نفسه يتكرر, و المواطن مل من تعداد مشاكله التي لا تتغير , من بطالة وفقر ومرض سببها معروفاً.

حياه لا تشبه الحياة في قطاع غزة, والوالي يجلس على كرسيه من بعيد , لا ينقذه بل يزيد في وضع سكينه الحادة على رقاب المواطنين , تارة قطع رواتب وأخرى خصومات.

ماذا يفعل المواطن حينها؟؟؟

ينادي بحق العودة, وفي أعماقه يقصد عودة راتبه حتى ينقد أطفاله من أنياب الجوع, ومن تجرعه المر كلما غادروا إلى مدارسهم دون مصروفهم المدرسي.

وبعد عودة حقه في الحياة الكريمة التي كفلتها قوانين حقوق الإنسان وكل التشريعات, يفكر حينها في حق عودته إلى أرضه التي سلبها الاحتلال الإسرائيلي.

أعيدوا الحياة إلى قطاع غزة , الطريق معروف.

اخر الأخبار