صفعة قطر وقصور الخارجية

تابعنا على:   09:48 2014-05-23

سامي صبري

علي عكس المتوقع جاءت النتائج النهائية لتصويت المصريين في الخارج، صدمة قوية للإخوان وأنصارهم في الداخل والخارج، وقوة الصدمة ليست في حجم المشاركة وإنما في اكتساح عبدالفتاح السيسي لتسعين في المائة من اللجان في أوروبا وأمريكا والدول العربية.

هذا الاكتساح يؤكد فشل الخلايا الاليكترونية الإخوانية في إقناع الناخبين في الخارج بعدم النزول أو المشاركة، ويشير إلي أن المواطن المصري في الخارج، أدرك خطورة تهاونه وعدم اختياره الدقيق في الانتخابات الرئاسية الماضية لسنة 2012 والتي جلبت العار والخراب والدمار لمصر وشعبها.
< تسابق المصريين في الخارج إلي صناديق الاقتراع، وقطعهم لعشرات الأميال، وتنقلهم من بلدة إلي أخري، متحملين طول المسافة، يعكس وبجلاء إلي أي مدي تغيرت عقلية المصري بعد ثورة 30 يونية، ويرسم ملامح صورة جديدة، لمصري جديد مختلف، لا يفرط في صوته، ولا يبيع ضميره، ولا يصمت علي حق مكتسب.
ورغم ارتفاع نسبة المشاركة عن الانتخابات الرئاسية الماضية، «317 ألف ناخب بزيادة ستة آلاف» إلا أنها تكشف عن قصور شديد في أداء وزارة الخارجية المصرية، والجهات الأخري المعنية بالعملية الانتخابية، وعجزها عن رفع نسبة المشاركة عن هذا المستوي الذي لا يليق بمكانة مصر وشعبها، فعندما تؤكد الاحصاءات الرسمية أن أعداد المصريين في الخارج تصل إلي 8 ملايين مصري ولا يشارك في عملية الاقتراع الرئاسي سوي عدد ضئيل يتجاوز الربع مليون بقليل، فهذه سبة في جبين الخارجية المصرية وأجهزتها وكان أجدر بالأجهزة السياسية الرسمية والشعبية والحزبية أن تبذل مجهوداً أكبر لتحريك نسبة المشاركة، حتي تصل علي الأقل وفي أسوأ الظروف إلي 2 مليون، وليس ربع مليون.. كان يجب أيضا علي الأحزاب السياسية أن تتحرك بالتوازي مع الأجهزة الرسمية، لتنظيم حملات توعية شعبية، تحث المصريين علي النزول بكثافة للمشاركة في إنجاز الاستحقاق الثاني لخارطة الطريق، فهذه الفئة التي تدر لمصر أكثر من 20 مليار دولار في العام يجب عدم إغفالها وتنشيطها سياسياً من حين لآخر، حتي لا تعزف أو تحجم عن المشاركة السياسية، فهم جميعاً سفراء لمصر في الخارج، ويقيمون ويعملون في دول أكثر ثراء وتقدما وتحضرا، وبالتالي فهم الأسهل والأسرع في إقناعهم بالنزول للمشاركة وهذا ما لم تنتبه إليه وزارة الخارجية.
صحيح أن المصريين في الخارج قد يئسوا من التغيير وفقدوا الأمل خلال السنوات الثلاثين الماضية، وكثيرا ما ضاعت حقوقهم وأهدرت كرامتهم، ولم يجدوا من ينصفهم أو يأخذ بأياديهم أو يدافع عنهم، إلا أن الوضع اختلف تماما الآن، بعد ثورة 30 يونية وأولي بهم أن يتخلصوا من هذه السلبية التي صادقتهم علي مدي أكثر من ربع قرن، وأن ينظروا إلي الوطن الأم نظرة أخري، فهو الآن في أمس الاحتياج إليهم، يحتاج دعمهم المالي والمعنوي والسياسي في مختلف قضاياه، وفي المقابل يجب علي أجهزة الدولة حماية هؤلاء من أي محاولات فاشلة ويائسة لإعادة عقارب الساعة إلي الوراء.
إن ما فعله المصريون في قطر، يعد نموذجاً للمشاركة السياسية الفعالة، فرغم كل ما تبذله أجهزة قطر وقناة الجزيرة، ورغم كل فتاوي القرضاوي وبلطجة وإرهاب الإخوان اكتسح المشير السيسي نتائج التصويت وحصل علي نحو 20 ألف صوت من أصل 21 ألف صوت صحيح، فيما حصل منافسه صباحي علي قرابة ألفي صوت، وهي نسبة تمثل صفعة قوية للنظام القطري وأذنابه داخل مصر وخارجها.
< وإذا كان ازدياد نسبة المشاركة في الخارج يعد مؤشراً علي زيادتها في الداخل عندما ينطلق الماراثون الاثنين القادم إلا أننا نأمل أن تكون نسبة المشاركة أعلي، لأن مصر تستحق من المصريين أفضل من هذه النسبة التي لا تليق بما قدمته من تضحيات خلال السنوات الثلاث الماضية.

عن الوفد المصرية

اخر الأخبار