أوقفوا بناء المساجد !!!

تابعنا على:   11:53 2014-05-22

سفيان صيام

لا يكاد يخلو شارع طال أو قصر من مسجد إن لم يكن مسجدان ،، بل لا يكاد يبتعد المسجد عن الآخر بما يزيد عن 500 -1000 متر ،، بما يعني أن من أراد الصلاة يستطيع ذلك في أقل من 3-5 دقائق ، ومن ناحية أخرى لا يكاد مسجد يشتكى الاكتظاظ أو أن مساحته لا تكفي مصليه ،، ولا أعرف مصليا أراد الصلاة فلم يجد له مكانا في المسجد ،، بل إن المساجد تشتكي لله قلة روادها وأذكر على سبيل المثال أن مسجدنا منذ أُنشئ لم يزد عدد المصلين فيه عن مائة مصلي إلا في صلاة الجمعة او في المناسبات لا أكثر رغم أن من تجب عليهم الصلاة من جيران المسجد يقدر بالالاف (وليس هذا موضوعي في هذا المقام ) .

هذا من جانب ومن جانب آخر فإن المساجد التي أنشئت أو قيد الإنشاء الآن يلاحظ عليها البذخ بشكل مبالغ فيه جدا وأخشى أن يدخل القائمون عليها تحت تصنيف المبذرين ، فلا حاجة لأن يصلي المصلون في فنادق خمس نجوم حتى وإن كانت بيوت لله عزوجل فحين طُلب من أحد الخلفاء كسوة أعظم مسجد في الكرة الارضية بالحرير قال بطون فقراء المسلمين أولى .

ويُلاحظ أن المساجد باتت تُبنى من طوابق ثلاثة أو أربعة ، ليس لتكون مجمعات لخدمة الناس مثلا عيادات مجانية ، مراكز تعليمية وثقافية ، مشاغل لذوي الدخل الضعيف ، معاهد شرعية وغير ذلك من الخدمات التي ممكن أن تقدم للناس ،، ولكنها في العادة تبنى مقرات للتنظيمات والاحزاب ، فكيف يقف جامعو التبرعات ليقولوا من مال الله لبيت الله ،، فيبنى بيت الله في طابق أرضي ثم يستكمل المبنى بطوابقه ليكون مقرا للحزب .

في المقابل يعاني شعبنا من نقص شديد في المستشفيات ، فكثير من مرضانا لا يجدون سريرا يبيتون عليه في المشفى ، ونقص في المدارس ، فمتوسط عدد الطلاب في الفصل لدينا تقريبا 40 طالب وفي العديد من المرافق الأخرى ،

هناك فكرة خاطئة لدى المتبرعين والباحثين عن الصدقة الجارية وهي أن الثواب لن يتحقق إلا لو كانت الصدقة في مسجد ، ويتحمل علماؤنا ومفتونا ودعاتنا مسئولية انتشار هذا المفهوم الخاطئ ، ولكني أؤمن أن ثواب إنشاء مرافق أخرى يحتاج لها المسلمون لن يقل بحال ( إن لم يزد في حالات معينة) عن ثواب التبرع في سبيل بناء مسجد ، ولنا في قصة الامام ابن المبارك مع المرأة الفقيرة حين دفع لها مال الحج الذي كان يسير اليه مثال هام حول الأهم والمهم ، فقد أجل فريضة من أجل ما رآه أولى وأهم ألا وهو إغاثة هذه المرأة الفقيرة لتجد ما تسد به جوعها .

وعلي ما سبق فإني أدعو إلى :

- التوقف عن بناء مساجد جديدة لمدة 5-10 سنوات على الأقل

- الاقتصاد قدر الامكان وتوفير النفقات بالبعد عن البذخ في المساجد قيد الإنشاء وتخصيص ما يتم توفيره منها لمشاريع أخرى أو لبطون فقراء المسلمين .

-أدعو العلماء والدعاة إلى تصحيح مفهوم الصدقة الجارية والعمل الصالح وتوسيعه ليشمل مجالات أخرى إلى جوار إنشاء المساجد .

- إستغلال المساجد المكونة من عدة طوابق لتكون مقرات لمشاريع اجتماعية تخدم المناطق المقامة فيها ( عيادات مجانية - مراكز تعليمية - مشاغل مهنية - الخ )

- أدعو من كان مقتنعا من أصدقائي إلى العمل على نشر هذا المفهوم كل قدر استطاعته لتعزيزه على طريق الوصول به إلى ساحة الفعل والتنفيذ .

اخر الأخبار