هأرتس : عباس يسير على حبل رفيع

تابعنا على:   18:53 2014-05-20

أمد / تل أبيب : تحت هذا العنوان كتب شاؤول اريئيلي في \\\"هآرتس\\\" ان احياء المصالحة بين حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية جاء، ظاهريا، كخطوة مطلوبة لممارسة الضغط على اسرائيل من اجل اجراء مفاوضات حقيقية. لكنه في غياب رغبة الحكومة القيام بذلك، يمكن لعباس ان يجد نفسه داخل \\\"مسار ذبح الثيران\\\" الذي سيقوده الى اتفاق وجولة من العنف رغما عنه، الا اذا الغت الادارة الأمريكية \\\"البرهة الزمنية\\\" التي فرضتها على نفسها.

وحسب الكاتب فان عباس يرى منذ أشهر طويلة ضعف حماس، التي تتباكى على قرارها التاريخي في عام 2006 بالانضمام إلى الانتخابات، والفوز فيها. فقد انتهى التعزيز الذي حصلت عليه من إيران وتركيا وقطر وحكومة محمد مرسي في مصر، بسبب التغيرات التي طرأت على انصارها، وفي مقدمتها مصر، وفهمها المحبط بأنه لا يمكنها الجمع بين السيطرة على السلطة ومواصلة المقاومة العسكرية لإسرائيل.

وبالنسبة لحماس فان حكومة الوحدة تشكل ملاذا، من شأنه أن يسمح لها بالتحرر من المسؤولية عن إدارة \\\"مشاكل\\\" القطاع، وفي مقدمة ذلك المرتبات وازمة الكهرباء والمياه. ولكن عباس الذي يريد من خلال المصالحة مع حماس اعادة اسرائيل الى المفاوضات حول الحدود والافراج عن الأسرى وتجميد البناء في المستوطنات، وضمان تدخل امريكي فاعل، لا ينوي عمل ذلك وفق شروط حماس. وقد عرض عباس في الأسبوع الماضي، شروطه لافشال الخطوة، او تنفيذها بغياب مفر آخر، من خلال جباية الثمن الباهظ من حماس، ففي الوقت الذي ترفض فيه حماس اعتراف حكومة الوحدة بإسرائيل، وتسعى من خلال الانضمام الى المنظمة لتحقيق علاقات جديدة مع العالم، ومواصلة الاحتفاظ بقوتها العسكرية، يعلن عباس ان حكومة الوحدة ستكون حكومة تكنوقراط مستقلة، وستعترف بإسرائيل وتنبذ الارهاب وتحترم الاتفاقيات الدولية.

وحسب رأي الكاتب فان عباس يسير على حبل رفيع، ويمكنه ان يجد نفسه يتمنى استئناف المفاوضات بينما تكون اسرائيل والولايات المتحدة منشغلتان بقضاياهما الخاصة، ولن يكون من السهل له تفسير عدم تمكنه من استكمال عملية المصالحة للشعب الفلسطيني الذي يطالب بها منذ سنوات. وحتى لو تم استكمال المصالحة كي يتمكن عباس من التوجه الى الامم المتحدة كممثل لكل الفلسطينيين في \\\"فلسطين داخل حدود 67\\\" والمطالبة بالمصادقة على العضوية الكاملة، فان فرص المصادقة على ذلك بدون حدوث تغيير دراماتيكي في مواقف حماس، ضعيفة جدا. وفي غياب بديل آخر، قد ينجر عباس نحو العمل خلافا لتصريحاته ومواقفه التي تنبذ العنف، ويوسع الشرخ الأول الذي ظهر هذا الأسبوع على شاكلة تصريحه بأن \\\"اجهزة الأمن لم ترتكب أي خطأ في كل ما يتعلق بالتزاماتها الأمنية، وكل عملية قام بها الجيش الاسرائيلي والمستوطنين تمت خارج المنطقة الخاضعة لسيطرتنا\\\". هذا يعني ان عباس يحصر مسؤوليته بشكل مصطنع في مناطق A، وربما B، أيضا، رغم ان العمليات التي تم تنفيذها في مناطق C جاءت من مناطق  A و B. ولا يخدم مثل هذا التطور الا من يعتبرون العنف مبررا لسياستهم وفرصة لتحقيق اهدافهم بالقوة. لكن جولات العنف خلال العقدين الأخيرين أظهرت ان هذا لم يتحقق، وان الاطراف تضطر الى التجاوب مع المقترحات الأمريكية للعودة الى طاولة المفاوضات. ويأمل الكاتب ان يجيد الجانب الأمريكي طرح مقترحاته قبل اندلاع العنف.

اخر الأخبار