رهان السياسة سراب والمقاومة حقيقة

تابعنا على:   01:01 2014-05-12

محمد الشبل

هناك مس صريح لشرعة حقوق الانسان يتمثل بمنع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا من العبور الى لبنان...

ان هؤلاء تعرضوا وما زالوا لهذه الحرب التدميرية الصهيونية التي استباحت البشر والشجر والحجر، وحين يطرق الفلسطيني باب لبنان فهو لا يطرقه سائحا\\\" بل طالبا\\\" للمساعدة الانسانية بحثا\\\" عن مكان آمن ، وهذا مكفول في شرعة حقوق الانسان و من المعيب أن يكون عكس ذلك والمعيب أيضا\\\" أن لا يكون في تلك الشرعة التي تربط الأخ بأخيه الانسان خاصة وان الشعبين اللبناني والفلسطيني هما شعب واحد مصيره واحد مشترك .

ان منع الفلسطيني القادم من سوريا الدخول الى لبنان الا بمفاعيل قانونية ووفق فيزا او تأشيرة ترانزيت مباشرة الى مطار بيروت الدولي وهو قادم من سوريا هذا الأمر مستهجن ومستغرب ..

ان الفلسطيني لا يحمل عداوة لأحد وان حصل انه طلب مساعدة من أشقاء له في لبنان فهذا حقه كمواطن عربي وانسان ولأنه يبحث عن مكان يلجأ اليه هربا\\\" من القصف والموت والجوع والمرض ..

ان الفلسطيني في سوريا أصبح لا يملك أي مقوم من مقومات الصمود فكل مخيم هناك أصابه ما أصاب أي بلدة أو مدينة أو قرية في سوريا ..

نسأل بمرارة هل يجوز أن تقفل الحدود في وجه الفلسطيني ؟

ان رفض دخوله معناه ان تقولوا له لتذهب الى موتك وكفى ..

انكم بذلك تخدمون العدو الصهعيوني عدوكم وعدو كل الشعب العربي ..

وبعد : عطفا\\\" على يوم العودة ومسيرة هذا اليوم التاريخية كل عام، نقول : ان يوم العودة هو يوم للتذكير بيوم النكبة والجرح النازف منذ 66 عاما\\\" ان كل فلسطيني في بلاد الشتات ومخيمات اللجوء والوطن المحتل يترجم معاني هذا اليوم بصرخة مدوية وتضحية وشهادة ومعاناة دائمة ..

ان مسيرة العودة التي حصلت في جنوب لبنان الى مارون الراس قبل سنوات قليلة وسقط خلالها شهداء من مخيمات لبنان قرب الحدود المصطنعة بين لبنان وفلسطين المحتلة ، ان هذه المسيرة التاريخية قد ترجمت ما هو جوهر القضية الفلسطينية انه حق العودة للشعب الى أرضه .. مارون الراس ما زالت ماثلة أمام عين كل مخلص وشريف ووطني في هذا العالم.

ان الفلسطيني مقدام وجاهز لأن يضحي وهو صاحب حق تاريخي في وطنه فلسطين .

ان هذا الفلسطيني لا يتفاعل فقط مع هذا اليوم وهذه المناسبة انما يعيش هذا اليوم في وجدانه كل يوم منذ تاريخ أجداده حتى اليوم ..

اننا مع احياء هذا اليوم بكافة الوسائل المتاحة لكن ما هو مهم أن تكون الرسالة التي يحملها هذا اليوم مؤثرة وفاعلة في المحتل الصهيوني الجاثم على أرض فلسطين الطاهرة .

ينبغي ان يقترب كل فلسطيني الى حدود الوطن المحتل ليرى العالم بما فيه الصهيوني ان الفلسطيني لا ينسى او يقبل بالنسيان تحت أي ظرف من الظروف انه يرفض أن يتلاشى حلمه وحلم أجداده بالعودة الى الأرض المقدسة أرض الوطن ..

من هنا نؤكد على ما ذكرناه سابقا\\\" بأنه قد بات من الضروري جدا\\\" أن يتم تفعيل ذكرى النكبة ويوم العودة في قلوب الفلسطينيين والعرب وأحرار العالم ويجب أن يكون هذا اليوم يوم يجتمع فيه كل الفلسطينيين على قلب واحد في القرى والبلدات والمخيمات وفي انحاء العالم على غرار ما جرى في بلدة لوبية في فلسطين المحتلة منذ أيام قليلة ، ان هذه البلدة وأهلها أعطت درسا\\\" للجميع في كيفية تمسك كل الفلسطينيين بارضهم وحقهم في العودة ..

الفلسطيني في الداخل والخارج مع كل فلسطيني في العالم ولد وسيولد مع احساسه بأنه على طريق العودة فهذا حلم الأجيال ..

في هذه اللحظات التاريخية لا يمكن أن نقبل أن يبقى الشعار عند البعض انه مع العودة لكن من دون العمل ...

من أجل ذلك لسنا في حاجة الى شعارات جديدة ..

ان على من يلتزم بشعار حق العودة ، ان يشارك شعبنا وكل المناضلين في الميدان بهذا اليوم التاريخي ، ويعمل من اجل العودة ، عليه ان يسهل على الشعب الفلسطيني الطريق الى وطنه وعاصمته القدس الشريف بكل الوسائل المشروعة...

ليعمل الجميع من أجل هذا الحق الذي تفرضه الشرائع السماوية والأرضية الدولية والانسانية ..

أما للمراهنين على نسيان هذا اليوم فنقول لهم : .. ان رهانكم الى سراب ، وان حلم العودة هو الواقع بعينه ، وان الفلسطيني سيبقى على ثوابته الوطنية ، لأنها ثوابت مقدسة تحمل حق العودة بصفته الحق المقدس .. والى من يمتهن السياسة طريقا\\\" للعودة ، فليقف خلف المقاومين كي يشد أزرهم ويقوي معنوياتهم لا أن يحبطهم ..

رحم الله القائد الرمز الرئيس الشهيد ياسر عرفات الذي قال .: .من تعب فليرتاح ...

اذا\\\" لنعمل معا\\\" للعودة والوحدة ...

محمد الشبل

قيادي في حركة فتح / لبنان

اخر الأخبار