الجماعات الاسلامية والفكر التكفيري

تابعنا على:   03:06 2014-05-11

د. زكي يوسف مبارك

ان من يشاهد جرائم القتل التي تمارسها الجماعات الاسلامية ، وما يصاحبها من تكبيرات وصرخات الله اكبر الله اكبر ، يلاحظ قيام هذه الجماعات بعمليات القتل والذبح والجلد والتمثيل بالجثث بدم بارد وبقناعة داخلهم بأنهم ينفذون ارادة الله سبحانه وتعالي ، يحملون بداخلهم فكر تكفيري للطرف الآخر ، فمن اين لهم هذا الفكر وكيف غرس في رؤوسهم العفنه وقلوبهم المريضة ، الدين الاسلامي لمن يفهمه لا يمت بصلة لجرائمهم ، الدين الاسلامي برئ من تصرفاتهم ، في حرب افغانستان توافد اعداد كبيرة من المقاتلين العرب وغير العرب لقتال الروس آنذاك ، ذلك بعد التحالف السياسي بين تلك الجماعات وأمريكا من اجل اخراج الروس من افغانستان وبدعم بعض اجهزة المخابرات العربية والإقليمية التي شجعت الذهاب الى افغانستان لقتال الروس ، ثم انقلب السحر على الساحر ، بعد احداث تفجيرات 11 سبتمبر في امريكا والمشكوك حتى الآن في منفذها وما هيه الاسباب والدواعي ، قررت امريكا الخلاص من تلك الجماعات في افغانستان وإعلان الحرب عليها بتهمة ممارستها للإرهاب ايضا مشكوك في ذلك ، هل قررت امريكا الحرب بهدف القضاء عليهم أو لخلق الذرائع المستقبليه وتهيئة الرأي العام الامريكي والغربي بهدف احتلال العراق ووصولا الى ما يعرف بالربيع العربي ، وأثاره الفوضى في المنطقة العربية باستخدام ادوات مشكوك فيها تحمل فكر تكفيري في المجتمع العربي متمثله في الحركات الاسلامية في منطقتنا العربية ، بهدف ادخال الامة العربية في نفق مظلم له بداية وليس له نهاية ، من خلال ممارسات تلك الجماعات الاسلامية يتضح ان هناك خلل في صلب العقيدة الاسلامية لهذه الجماعات ، اول وأخطر مسألة هي فكرة القيام على الحاكم ، في الدين الاسلامي لا يجوز القيام على الحاكم إلا ان يعلن جهارا بتحليل ما حرم الله ، في باب جلب المصالح وتقديمها على درء المفاسد المندرج تحت القاعدة الفقهية الأم لا ضرر ولا ضرار \\\" ، فأن جلب المصالح يقدم على درء المفاسد ، فمن الاولى الصبر على الحاكم الظالم من اراقة دماء المسلمين ، قال الامام السخاوي رحمة الله في المقاصد الحسنة \\\" ان تهدم الكعبة حجرا حجرا أهون من قتل مسلم ولحديث ابن ماجة \\\" لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق ، بالاستدلال بالقرآن والأحاديث الصحيحة لا يوجد ما يعطي الحق او يبيح لتلك الجماعات الخارجة عن الدين الاسلامي القيام بتلك الممارسات الغير دينية والغير اخلاقية ، ان هذا الفكر التكفيري لهو فكر دخيل على الاسلام وعلى الامة الاسلامية ، قد بدأ ظهوره من ما يقارب الــ 300 عام على امتنا العربية مع ظهور الفكر الوهابي الذي تلاعب في صلب العقيدة الاسلامية وأباح مسألة الخروج على الحاكم ، بالرغم من الضوابط الشرعية التي في ديننا الاسلامي والتي تحرم قتل المسلم للمسلم بغير حق ، سرعان ما انتشر هذا الفكر بين شبابنا العربي وها نحن نقطف ثمار تلك العقيدة الفاسدة ، التي لم ترحم حتى من هم في القبور من اموات المسلمين ، شاهدنا عمليات القتل في غزة مع صيحات التكبير ، ثم نبش القبور على الاموات ، مع ثورات ما يعرف بالربيع العربي شاهدنا ايضا عمليات القتل ونبش القبور في مصر وليبيا وتونس ومناطق اخرى ، نحن بحاجة الى تصحيح تلك العقيدة الفاسدة ، الامر بحاجة الى علماء المسلمين الذين يبتغون مرضاة الله ، ليس اصحاب القنوات الاسلامية التجارية التي تبتغي جمع المال من خلال النفاق والكذب والتدليس ، ان دور الاعلام العربي بأدواته المختلفة واهتمامه بالقضايا التي لا تخدم مصلحة امتنا العربية يعتبر اعلام فاشل هناك الكثير من الباحثين والمختصين في شئون الجماعات الاسلامية لديهم القدرة على تصحيح المسار فأين هم من وسائل الاعلام المختلفة ، عندما يصيب أي امة وباء أو ميكروب تنتفض الامة من اجل معالجة هذا الوباء العضوي ، فهل تنتفض الامة العربية بما تمتلكه من طاقات وعلماء وباحثين اسلامين ومفكرين وكتاب ووسائل اعلام من اجل تصحيح عقيدة فاسدة غرست في عقول بعض شبابنا العربي .

اخر الأخبار