
فضائية الغد العربي.. نحو غد عربي مشرق
سميح خلف
بينما أعيد ترتيب قنوات مستقبل الفضائيات (الريسيفر) وجدت في قائمة القنوات قناة بإسم “الغد العربي” شدني هذا الإسم لأن أستعرض ما تحتويه هذه القناة وهذه الفضائية من برامج، وللوهلة الأولى أخذت انطباعاً بأن تلك الفضائية ليست بفضائية عادية بل تمتلك إمكانيات فنية عالية جداً وإمكانات مهنية عالية، هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى لقد أخذت إنطباعا أولياً من الشريط الإخباري الذي لم يترك لا صغيرة ولا كبيرة سواء على المستوى العربي أو على المستوى العالمي من أحداث وأخبار مهمة تتناول الحالة الإخبارية من المحيط إلى الخليج العربي، والبعد الآخر البعد العالمي الدولي.
ولإزدياد إهتمامي تفرغت نسبيا لمتابعة تلك القناة التي وجدت فيها تميزاً عن أعتى القنوات الإخبارية في حياديتها واستعراضها الحدثي والخبري والذي يجذب المشاهد بموضوعية الطرح والإنتماء للوطن العربي وبمهنية عالية.
ومن خلال متابعتي لتلك البرامج أيقنت أن تلك القناة ولأول مرة ومنذ وفاة الرئيس جمال عبد الناصر حيث مر الوطن العربي والقومية العربية بعملية يتم إعلامي وطرح قومي موضوعي، أيقنت أن تلك القناة كمنهجية إعلامية وثقافية تنتمي للفكر القومي العربي والوحدة العربية وتنشد الرقي بالمستوى الثقافي والمهني والعلمي للمواطن العربي.
من البرامج المفضلة والتي سنكتب عنها بالتفصيل مستقبلاً برامج سياسية وبرامج إجتماعية وإقتصادية وعلمية تتناولها برامج تلك الفضائية وبشكل مميز مثل الحدث الفلسطيني أينما كان، ومتابعة الحدث على أرض الواقع ونقله بكل حيادية سواء في الأرض الفلسطينية المحتلة بشكل عام أو في مناطق الضفة وغزة بوجه خاص.
مما لفت نظري ايضا برنامج “” بين الناس”" للاعلامي القدير سيف الدين شاهين ومخصص لمعاناة أهلنا في الضفة وأهلنا في غزة وما يتعرض له شعبنا من حصار نتج عنه حالات الفقر وتعسف من السلطة الفلسطينية في أداء واجباتها تجاه أبناء قطاع غزة كقضية الجوازات وقضايا هامة للإنسان الفلسطيني كالحريات وغيره مشاكل مرافقة لمناخيات الانقسام وما نتج عنه من ويلات سياسية وامنية واقتصادية، وبرنامج آخر”" استوديو القدس” الذي تقدمه الاعلامية القديرة ليلى عبده و يتحدث عن القدس ومشاكل القدس وعملية التهويد المستمرة بطرح حدثي وتاريخي وعلمي أيضا وعن الأهوال والمخاطر التي تتعرض لها القدس في ظل تفتت عربي أصبح لاهياً بما يسمى الربيع العربي وويلاته على المواطن الفلسطيني والعربي بشكل عام وما تمخض عن هذا الربيع من عدم رؤيا جدية لسياسة عربية تجاه الفلسطينيين والقضية الفلسطينية وقضية القدس وكما لمست من برامج هادفة تعالج الازمة العراقية والليبية واليمنية والتونسية والتي رافقت عمليات وتوجهات فرضها ما يسمى الربيع العربي من قتل وتشرذم وتفكك للمجتمعات وظهور لعصابات القتل المسلحة هذا قضايا جوهرية تعاني منها الشعوب تنقلها قناة الغد العربي بكل شفافية وصدق اعلامي.
بلا شك أن المواطن العربي كان يدور في مناطق فراغ لإبتعاد الإعلام العربي عن الثقافة القومية منذ زمن مرتهنا مصيره بأنظمة هزلية وأحزاب متشرذمة أفرزها ما يسمى الربيع العربي ومن دواعي إحترامي وإهتمامي بتلك الفضائية أن تلك الفضائية قد أعلنت عن إنطلاقتها الإعلامية الجبارة في يوم من أشرف أيام التاريخ العربي الحديث، وهو يوم السادس من أكتوبر عندما حققت الجيوش العربية في كل من مصر وسوريا نصراً عزيزاً على العدو الصهيوني وجيشه الذي قال عنه زعماء دولة الإحتلال أنه الجيش الذي لا يقهر.ولذلك سطرت قناة الغد العربي في إنطلاقتها بادارة السيد محمد بن رشاد مدير عام تلفزيون الغد ,واعلاميين اكفاء من كل انحاء الوطن العربي ربطا موضوعيا وأخلاقيا وثقافيا بيوم مجيد من أيام الأمة العربية والجيوش العربية في مسارات الحرب، أما في مسارات الإعلام والثقافة القومية نأمل وكما أرى في إنطلاقة تلك القناة أنها أمل جديد لصناعة ثقافة عربية بعيدة عن التشرذم والحزبية والأخبار المشوهة والتلفيق الثقافي الأمني الذي تقوم به قناة الجزيرة والتي دفع ثمن تلك الممارسة الإعلامية لها دماء شعوب وتفكيك مجتمعات وانهيار إقتصاد لدول عربية، ما أحوجنا اليوم لمثل تلك القناة (قناة الغد التي تعمل على تردد 12417) لبناء جيل عربي خالي من الأمراض وخالي من التشرذم يعرف عدوه ويعرف صديقة، يعرف من يصلح المجتمع وأي المبادرات إيجابية لصالح الأمة وأي المبادرات والأحزاب سلبية، لا أمل لمستقبل عربي في لغتها وعملها ووجودها بل تعكس حالة من الغثيان والتعصب الذي يجب أن تتجاوزه الأمة العربية في صناعة غدها ومستقبلها.
سميح خلف