غلطة نبيل فهمى

تابعنا على:   11:24 2014-05-04

د.أسامة الغزالى حرب

الوزير نبيل فهمى تعرض لحملة ظالمة من بعض الإعلاميين بسبب ما نسب إليه من تصريحات حول علاقة مصر بالولايات المتحدة. هى حملة تشير فى اعتقادى إلى ظاهرة سلبية وهى «إستسهال» استباحة أى شخصية عامة ،
 أيا كانت قدراتها و مؤهلاتها،. إن نبيل فهمى دبلوماسى مخضرم، وسبق له أن عمل سفيرا لمصر فى الولايات المتحدة لمدة ثمان سنوات. والحملة التى يتعرض لها بسبب ما نسب إليه من قوله بأن علاقة مصر بأمريكا هى علاقة زواج وليس نزوة عابرة، حملة ظالمة لا تليق.أولا، لقد رجعت إلى أصل الحديث باللغة الإنجليزية على موقع NPR (الراديو القومى العام) فى برنامج All things consideredمع المذيع الأمريكى روبرت سيجل، والحديث لايزال موجودا لمن يريد الإطلاع عليه. ثانيا، علينا أن نتفهم الظروف التى تمر بها العلاقات المصرية الأمريكية، خاصة بعد ثورة الثلاثين من يونيو. فهذه الثورة وجهت ضربة قاضية للإخوان، الذين كانوا بمثابة العملاء المباشرين للأمريكيين، وهو ما أدى إلى الهجوم الشرس الذى تعرضت له مصر فى الولايات المتحدة وتصوير ما حدث بأنه إنقلاب عسكرى وليس ثورة أطاحت بحكم فقد شعبيته و مصداقيته. ولا شك أن نبيل فهمى – بحكم عمله السابق كسفير هناك لثمان سنوات- كان هو الأقدر على التفاهم مع كافة الأطراف المعنيه هناك: البيت الإبيض، وزارة الخارجية، الكونجرس، وزارة الدفاع، المجتمع المدنى، المؤسسات الإعلامية المختلفة (تليفزيون، إذاعة، صحافة...إلخ) والحديث المشار إليه كان شاملا وهاما وتضمن أسئلة عن مصير الإخوان المسلمين، وعن حكم المحاكم فى مصر بإعدام 683 متهما، وعما ذكرته “نيويورك تايمز” عن ان المحاكم المصرية لم تعد مستقلة(وهو ما وصفه نبيل فهمى بأنه كلام فارغ ) وعن أستاذ بالجامعة الأمريكية متهم فى مصر بالتجسس، وعن صحفيى الجزيرة المقبوض عليهم، والتشكيك فى حرية الصحافة فى مصر.. وهى كلها أسئلة تفيد بأن العلاقات بين البلدين أصبحت واهية تماما! ولكن نبيل فهمى، بعقلية الدبلوماسى الذى يعرف كيف يكسب قضيته أراد أن يطمئن السائل على استمرارية تلك العلاقات، فقال إنها “تشبه” الزواج، وليس العلاقة العابرة، وذلك تشبيه مفهوم تماما فى مجتمع مسيحى يرتبط الزواج فى إدراكه بالرسوخ و الديمومة. وقد فهم المذيع الرد ولم يحتج عليه طبعا. وتلك هى مهمة نبيل فهمى كدبلوماسى و وزير يدافع عن بلده ويرعى مصالحها!
عن الاهرام

اخر الأخبار