
أسابيع فلسطينية عصيبة
نواف ابو الهيجاء
خمسة اسابيع هي المهلة التي حددها اتفاق حركتي «فتح» و«حماس» لتشكيل الحكومة الفلسطينية الواحدة، وهي حكومة كما قيل، لن تكون حكومة محاصصة بل حكومة «محايدة» ومرضي عنها من الجميع، لكي تشرف على إنجاز الانتخابات التشريعية اساسا، وحملة إعادة الإعمار والبناء، وإكمال مسيرة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي هي امل شعبي فلسطيني طال انتظاره.
الفلسطينيون يضعون ايديهم على قلوبهم لجملة من الاسباب المعقولة: فشل الاتفاقات المبرمة سابقاً بين الحركتين في تحقيق المصالحة وصولا الى استعادة الوحدة الوطنية. الحرب المعلنة من الكيان الصهيوني والادارة الاميركية على هذه الوحدة واعتبار أي حكومة فلسطينية تضم افراداً من حركة «حماس» حكومة إرهابيين.
الحذر الشعبي الفلسطيني له ما يبره من احتمال بروز مشكلات قد تعيق تحقيق الوحدة الوطنية. فالأسابيع الخمسة محفوفة بوجود عدد من القنابل الموقوتة والمصنعة محلياً وأميركياً وصهيونياً. فالموقف المطلوب كما يراه الرئيس الفلسطيني يقوم على اساس (وحدة في مواجهة العنت الاسرائيلي الذي يرفض الالتزام بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف). وخلال اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني يوم السبت الماضي اكد عباس هذه الحقيقة حين اوضح ان المحتلين لا يريدون دولة فلسطينية في حدود حزيران 67 كما انهم يصرون على اعتراف فلسطيني بيهودية الدولة الصهيونية وهو امر كرر الرئيس الفلسطيني رفضه.
مع ذلك لا بد ان نقرر مدى أهمية الالتفاف الشعبي الفلسطيني حول الاتفاق وإعلان دعمه له مع الاستعداد الشعبي الفلسطيني لما هو اسوأ. أما ردود الفعل عربياً فلم ترق حتى اللحظة لمستوى التحديات، ومنها الاستعداد العربي لتنفيذ قرارات عربية على اعلى المستويات لتقديم الدعم المالي للسلطة كي تنهض بواجباتها الاساسـية من رواتـب وغيرهـا تعويضـا عن الاموال التي تتلقاها السلطة من الدول المانحة ومن اموال الضرائب والادارة الاميركية.
ان اهم التحديات تكمن في: إنجاز خطوات عملية في الداخل وجسر الهوة بين الطرفين والموقفين من المفاوضات ومن اشكال المقاومة الشعبية. لمواجهة الهجمة الاستيطانية وخطوات التهويد والأسرلة والحملات العسكرية العدوانية التي قد توجه ضد القطاع اولا، ومن ثم المخاوف من هجمات عسكرية على مدن ومخيمات في الضفة الغربية. ويترتب على اعلان الحكومة الجديدة وإنجاز الانتخابات التشريعية وضرورة اعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية وانتخاب مجلس وطني فلسطيني يضع استراتيجية المرحلة الحاسمة فلسطينياً.
أمام الفلسطيني فرصة انتظار الإنجاز بكثير من الحذر وقليل من الأمل.
عن السفير اللبنانية