الهولوكوست الحقيقية يكتوي بنارها الشعب الفلسطيني

تابعنا على:   21:08 2014-04-28

الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل

 إن الحديث عن المحرقة أو «الهولوكوست» من قبل اليهود هي تجارة رابحة تستغل وتستخدم هذه الحادثة كهراوة لابتزاز بعض الدول الأوروبية لإرغامها على مساندة إسرائيل سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، وجعل هذا الشعب اليهودي صاحب صفة أفضلية و(قداسة)عن باقي خلق الله عز وجل؛ زورًا وبهتانًا - وبالرغم من أن الهولوكوست هي قضية جدلية حول حقيقة ما حدث وأعداد الموتى من اليهود فيها، حيث يزعم اليهود أن 6 ملايين يهودي قتلوا في المحرقة!!! وهذا رقم غير حقيقي مُطلقًا- (ومن المفكرين والعلماء والكتاب في التاريخ من يقول أن العدد لم يتجاوز بضعة ألاف) لكن الصهيونية قامت بتوظيف لتلك الحادثة في ابتزاز ألمانيا والدول الغربية سياسيًا واقتصاديًا، ليومنا هذا؛ حيث وقعت إسرائيل وألمانيا في سبتمبر عام 1952، اتفاقية «لوكسمبورج»، وبموجبها التزمت ألمانيا بدفع تعويضات لليهود الناجين من «الهولوكوست» أو المحرقة - وإسرائيل، باعتبارها الدولة التي ترث حقوق الضحايا اليهود وتعتني بتأهيل أغلبية الناجين.. وتنص الاتفاقية أيضًا على دفع معاش شهري لكل يهودي أينما كان، إذا أثبت تعرضه لمطاردة الحكم النازي في أوروبا منذ 1933م وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية؛ ومازالت ألمانيا منذُ ذلك الوقت تدفع عشرات المليارات لأكثر من 278 ألف يهودي حول العالم كمعاش شهري!!! .وفي نفس الوقت تُمارس اسرائيل المحرقة على الشعب الفلسطيني وتستمر وقطعان المستوطنين (النازيين الجُدد) في الممارسات العنصرية من تهويد وجدار فصل عنصري وقتل وحرق للبشر والحجر والشجر وتدنيس المقدسات للشعب الفلسطيني من قبل دولة الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين كمحرقة مستمرة في الأراضي المحتلة منذُ ما يقارب القرن من الزمن... وفي مثل هذه الأيام، يحيي اليهود ذكرى المحرقة «الهولوكوست» ويتباكون عليها؛ رغم مضي أكثر من 75 سنة على الهولوكوست عام، (1939)، بالرغم أن حقيقة حدوثها مازال محل خلاف وجدل بأعداد الضحايا، في حين يرى البعض أن إسرائيل استغلت الواقعة في «ابتزاز» الدول الغربية للحصول على مزيد من المساعدات وخدمة الأغراض السياسية والمصالح الاقتصادية. حتي أن الكاتب الأمريكي اليهودي المختص بالشؤون اليهودية والصراع «الفلسطيني ـ الإسرائيلي»، نورمان فلينكشتاين، يقول: مع نمو صناعة الهولوكوست، أخذ المنتفعون من هذه الصناعة يتلاعبون في أرقام الناجين، وذلك بغرض المطالبة بمزيد من التعويضات، وبدأ الكثيرون يتقمصون دور الضحية، ويعلق على ذلك ساخرًا لا أبالغ إذا قلت إن واحداً من كل ثلاثة يهود ممن تراهم في شوارع نيويورك سيدعي أنه من الناجين؛ وبقيت هذه الحادثة (المحرقة لليهود) تستخدم كهراوة لابتزاز بعض الدول الأوروبية لإرغامها على مساندة إسرائيل؛ والحقيقة المُرة أن الذي يحترق اليوم بنار المحتل الصهيوني هو الشعب الفلسطيني المكلوم والمجروح، والذي قمد مئات الألاف من الشهداء ومثلهم من الجرحى والأسري، والبيوت المدمرة والشعب المشرد في أصقاع الأرض على مدار أعوام النكبة، وكأن الصهيونية والماسونية العالمية تنتقم من الشعب الفلسطيني وكأنه هو صاحب المحرقة النازية دون وجه حق؛ وما يحدث لنا من المحتل البغيض في كل وقت وحين يجعلنا كشعب فلسطيني مضطهد ومحروم من أبسط الحقوق الإنسانية للتحرر من محرقة المحتل الصهيوني وحكومة المستوطنين المتطرفين اليوم؛ يجعلنا نتذكر مقولة من مقولات الزعيم الألماني الراحل أدولف هتلر سجلها له التاريخ وهي:\\\" كان بوسعي أن أمحو جميع يهود العالم من على وجه الأرض لكني تركت لكم حفنة منهم لتعلموا لماذا كنت أفعل فيهم كل هذا\\\"، \\\"في معرض تعليقه على ما يسمى محرقة الهولوكوست\\\". إن اليهود اليوم وحكومة اليمين المتطرفة اغتصبوا فلسطين بمساعدة بريطانيا والغرب وحرقوا الأخضر واليابس ويهودون القدس ويبتلع الاستيطان الأرض ووضع اقتصادي فلسطيني بسبب المحتل تحت الصفر وقتل وحصار وتشريد ولجوء ولاجئين وشتات وتشرد وتهويد وسجون ومعتقلات للعدو تزدحم بخيرة أبناء شعبنا- وشهداء رحلوا عنا بمئات الألاف – ومثلهم جرحي ومعاقين- وجدار فصل عنصري ثم بناؤه وبيوت في القدس للمقدسين تهدم ليل نهار – ومفاوضات لم تفضي من عشرين عامًا على شيء ولو بصيص من الحرية لشعبنا – وينكرون علينا حتي أن نتصالح كفلسطينيين مع بعضنا البعض!!! يا لوقاحتهم. ومجازر لا زال التاريخ شاهدًا عليها مثل صبرا وشاتيلا وتل الزعتر ودير ياسين وكفر قاسم وقبيه والحرم الابراهيمي، والقائمة تطول وتطول، وبرغم كل المآسي والويلات والنكبات التي تعرض لها شعبنا؛ لازال هذا الشعب الفلسطيني البطل العظيم مرابط فوق أرضه يدافع من مقدساته يقف في رأس الحربة يدافع عن كرامة الأمة العربية والإسلامية وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية، وصامدًا في مقدمة الصراع مع هذا العدو الصهيوني النازي الحقيقي الذي لا يفهم لغة السلام ويمارس الهولوكوست (المحرقة) علينا ليلاً ونهارًا – دون رحمة أو إنسانية ويتنكر لكل حقوق الشعب الفلسطيني ويرفض حتي قرارات الشرعية الدولية التي أقرت بمنحنا دولة على حدود الرابع من حزيران عام 1967م وعاصمتها القدس الشريف؛ وهي نسبة لا تتجاوز العشرين بالمائة من فلسطين التاريخية، لكنهم يرفضون ذلك ويصرون على حرق هذا الشعب الصامد الذي لا ينكسر أبدًا وشعارهم دومًا أن فلسطين أرض القداسة والطهر عليها ما يستحق الحياة، وأنها جزء من عقيدتنا ومن شريعتنا ومن قرآننا العظيم .