الشعب الفلسطيني بعد المصالحة

تابعنا على:   01:01 2014-04-26

محمد الشبل

فيما خص المصالحة الفلسطينية خيرا\\\" أتت ...

بعد مخاض عسير ومعاناة صارخة على أكثر من صعيد سياسي وأمني فقد بات من الواضح ان الانقسام المقيت لم يخدم القضية الفلسطينية ولا الشعب بل ان الانقسام قدم خدمة مجانية استفاد منها العدو الصهيوني الى أبعد الحدود. مباركة علينا المصالحة وليمت هذا العدو المتغطرس ربيب أمريكا غيظا\\\" .. المصالحة اليوم ينبغي أن تستثمر من أجل رص الصفوف وبناء برنامج وطني شامل ومن خلال هذا البرنامج العمل أولا\\\" لمواجهة المحتل بكافة اشكال المواجهة ومنها المقاومة الشعبية .. ان المشروع السلمي مع العدو قد تم تجريبه منذ أوسلو حتى اليوم مما أكد انه خيال ووهم قاتل لم ينل من خلاله شعبنا الفلسطيني المناضل سوى الخسارة ..ان العدو أخذ منا فرصة استغلها ولم يعط أي شيء لشعبنا .. لقد تناغمت مصلحة العدو مع الامبريالي الأمريكي الذي وقف الى جانب العدو في كل المراحل التفاوضية..ونال المحتل الصهيوني كل شيء و(شرعن) وجوده دون أي مقابل.. المصالحة اليوم يجب ان تترجم عمليا\\\" من خلال بناء جبهة وطنية فلسطينية يكون مظلتها منظمة التحرير الفلسطينية مع تفعيل هذه المؤسسة الوطنية الجامعة للبدء ببناء وتنفيذ برنامج وطني شامل .. يجب ان يكون المستفيد من هذه المصالحة هو الشعب الفلسطيني ويأمل شعبنا أن لا تكون محاصصة في هذه المصالحة على كعكة السلطة فقد شبع شعبنا معاناة وقهرا\\\" .... كما انه يجب ان يكون للأسرى الفلسطينيين حصة من نتائج هذه المصالح وبالتالي تفعيل قضية الأسرى هؤلاء الاسرى الذين ليسوا بحاجة الى مصالحة فقد تصالحوا مع أنفسهم في السجون والمعتقلات ، وكانوا من السباقين الأوائل في طرح قضية المصالحة وتقريب وجهات النظر..

وبعد: ان على كل فصائل الثورة الفلسطينية أن تقف الآن من أجل أن تعيد نقدها لتجربة المفاوضات وتداعياتها كي تستفيد من المصالحة لبناء وسد الثغرات في جسم منظمة التحرير الفلسطينية

 ان الشعب الفلسطيني في العالم وخاصة في لبنان ودول الشتات قد تأثر بالانقسام الفلسطيني المقيت لأنه استغل من أعداء قضيتنا الوطنية من أجل تمرير الكثير من المشاريع للنيل من صمود شعبنا ومقدراته وحقوقه الوطنية...

بهذه المصالحة فقد انخفضت حدة الاحباط لدى شعبنا الفلسطيني فالوحدة الفلسطينية قوة ... وان يكون الفلسطيني في حالة وحدة وطنية جزء لا ينفصل عن مشروع وطني عام يتطلب من الجميع مؤازرته والعمل على تحصينه.

وفي اطار آخر : ان الشعب الفلسطيني شعب حر وأصيل يمتلك قضية عادلة له الحق في مقاومة الاحتلال الصهيوني الذي احتل أرضه وطرده منها تحت وقع المجازر الارهابية. .ان من حق الفلسطيني أن يقاتل العدو الصهيوني الامبريالي أينما وجد وخاصة في مخيمات لبنان حيث للفلسطينيين حصة الأسد من الواجب النضالي كما ان الشعب هنا رأس المقاومة وعمودها الفقري . ان الشعب الفلسطيني الذي يمتلك السلاح في مخيمات لبنان قد صنعه بالتضحيات كل مناضلي الثورة الفلسطينية ومن وقف الى جانب قضيتهم العادلة من عرب وأحرار في العالم ومنها الشعب اللبناني الشقيق بشكل عام وأبناء الجنوب اللبناني بشكل خاص الذين قدموا الشهداء و التضحيات لم يكن هذا السلاح بلا فكر أو توجه وطني بل كان سلاح مقاومة له خصوصيته وهو ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينين الى وطنهم . وفي المحصلة ان على من يغار على فلسطين أن يسأل قبل نزع السلاح الفلسطيني عن القرار الدولي الرقم 194 الذي يتطلب من الشرعية الدولية تطبيقه ومعه قرارات الشرعية الدولية التي تعيد الفلسطيني الى أرضه المحتلة . وفي المجال ذاته : ليسأل العالم كله عن حقوق الشعب الفلسطيني الانسانية والمدنية في المخيمات كي يستطيع ان يستمر هذا الشعب في الحياة تمهيدا\\\" لعودته الى وطنه المحتل .. الشعب الفلسطيني لا يعنيه من أي وطن سوى انه محطة انتظار للعودة الى وطنه الأم عنيت به فلسطين ..

بقي أن نقول : ان لا فائدة ترجى من التحريض على السلاح الفلسطيني في هذا الظرف الحساس من عمر لبنان والمنطقة ..هناك استغلال للعبث الأمني في لبنان من أجل النيل من سمعة الشعب الفلسطيني ومخيماته ....الأمر هذا غير مقبول وان من يحرض يعرف من هو الذي يعبث بأمن المخيمات .. ان للفلسطيني قضيته العادلة فلا تسقطوها .. لا تعملوا أو تبذلوا أي جهد لتمرير مشروع كيري لتوطين الفلسطينيين في لبنان من خلال المساعدة على تحقيق ارادة العدو الصهيوني .. ومن الواجب القول اليوم قبل الغد : ان الوجود التكفيري في لبنان وجود مدان من كافة اطياف الشعب الفلسطيني وان البيئة الحاضنة لهذا الوجود غير موجودة في مجتمعاتنا الفلسطينية وهي ليست في المخيمات بالأصل .. في الخلاصة التي نرجو منها فائدة للشعبين اللبناني والفلسطيني : ان تمنياتنا على القيادات الفلسطينية ان يعودوا الى الجذور ويوحدوا الصف الفلسطيني الوطني ويستمعوا الى الرأي الآخر ويرصوا الصفوف وخصوصا\\\" في حركة فتح حركة الشعب الفلسطيني من أجل تحرره الوطني ، هذه الحركة هي الأمل لأن المعركة مع العدو الصهيوني معركة طويلة ، مع اليقين ان التردي في واقعنا السياسي والأمني ما هو الا حرب صهيونية شنت علينا في ليل دامس .. لكن شعبنا الصابر الصامد المناضل عض على الجرح ، واستطاع ان يتجاوز كل المآسي والمؤامرات .. وهو الآن يزداد في تمسكه بحقوقه الوطنية وعلى رأسها حقه في العودة الى وطنه فلسطين وعاصمته القدس الشريف .