السلطة الفلسطينية والخيار ما دون الصفر

تابعنا على:   17:01 2014-04-20

سميح خلف

تصريحات بالجملة تتناقلها وكالات الانباء لمسؤلي السلطة الفلسطينية في رام الله، مرافقة للايام القلائل المتبقية للمفاوضات والتي ستنتهي في 29 ابريل والتي توقفت مساراتها بتنكر اسرائيل لتفاهم ووعد من الادارة الامريكية بالافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى بما فيهم فلسطينيين من داخل فلسطين 48 والتي طالبت اسرائيل لتنفيذه اعتراف فلسطيني بيهودية الدولة.

من المؤكد ان الجانب الفلسطيني بمقرره الاوحد محمود عباس كان قادرا على الاستمرار في المفاوضات لفترة زمنية قادمة لو تم الافراج عن الدفعة الرابعة وخاصة ان الرئيس عباس اخذ غطاءا عربيا وليس فلسطينيا من الجامعة العربية واعضائها وامينها العام، وبالمقابل الائتلاف الحكومي الاسرائيلي وكما هي العادة في ديموقراطيتهم العنصرية برئاسة نتنياهو مبنية توافقيا على الاستيطان والتوسع والتمسك سطحيا وليس جوهرا باستحقاقات التفاوض بل ينظرون لحلمهم في يهودا والسامرة حسب روايتهم التاريخية الكاذبة... ولذلك لا احد في هذا الائتلاف ورئيسة قادر على تجاوز الخطوط الحمر للاهداف وبنك المطالب الاحتلالية في الضفة،، نفتالي بينيت، كان قد هدد بالانسحاب من الائتلاف، وفي حال لم يوافق فإن العملية الفاوضية ستتفجر وهو ما لن يوافق عليه حزب الحركة برئاسة تسيبي ليفني، ومن المتوقع أن ينسحب هو الآخر من الحكومة. جدير بالذكر أنّ العلاقات بين نتنياهو وبينيت باتت متأزمة، وأعلن ديوان رئيس الوزراء أمس عن إلغاء لقاءٍ كان سيجمع الاثنين في حين سخرليبرمان من تصريحات بنيت وهو الذي يتطلع ليصبح رئيس وزراء قادم لاسرائيل اذا ما اعلنت انتخابات مبكرة اسرائيلية.

في الاسبوعين الماضيين شهدت مدينة القدس المحتلة نشاطات لانقاذ ما يسمى العملية التفاوضية والمسيرة السلمية بلقاءات مباشرة بين عريقات ولفني او بوجود طرف ثالث امريكي ممثلا بانك، وكانت اللقاءات هي عبارة عن التفاوض من اجل استمرار التفاوض وفي تعثر لمطلب السلطة بالافراج عن الدفعة الرابعة كغطاء وطني وشعبي لقبولها باستمرار التفاوض لستة شهور قادمة يتم من خلالها ترسيم حدود الدولة الفلسطينية.

 

الرئيس عباس المقرر الاوحد في الساحة الفلسطينية اتخذ قرارين خلال الايام القريبة الماضية اولا تشكيل وفد لاتمام عملية المصالحة للذهاب الى غزة والثاني قرار بالتئام اجتماع للمجلس المركزي لمنظمة التحرير في 26/ 4 أي قبل انتهاء تاريخ المفاوضات 48 ساعة او اكثر قليلا.

حماس تنتظر الوفد القادم برئاسة الاحمد الذي صرح انه ذاهب لغزة لتطبيق الاتفاقيات والاعلان عن انتخابات تشريعية ورئاسية في حين صرحت حماس ان المصالحة يجب ان تتناول ما اتفق عليه في القاهرة وقطر رزمة واحدة واستبعاد المصالحة في ظل التنسيق الامني.

ربما عدة اسئلة مطروحة امام السلطة ، ماذا سنفعل؟ ، والى اين نتجه؟، وما هي خياراتنا القادمة؟،.

 

قد اجابت على تلك الاسئلة تصريحات مختلفة ومتناقضة احيانا بدأ من رئيس السلطة محمود عباس الى مسؤلين اخرين في السلطة.

تصريحات عباس والتي نقلتها وكالات انباء مع اسرائيليين\\\"\\\"\\\"حل السلطة الوطنية\\\" وتسليم \\\"مفاتيحها لضابط الادارة الأمنية، وخيار الذهاب لمؤسسات دولية يتجاوز عددها84 منها من يستطيع مقاضاة العدو الصهيوني، او اجراء انتخابات في الضفة او بمن وافق في الضفة او غزة لتجديد ما يسمى الشرعيات الغائبة والمهترئة في الساحة الفلسطينية، وبعكس ما صرح به عباس بتسليم مفاتيح السلطة لاصغر ضابط في فندق الخمس نجوم في القدس الذي يتحكم بكل مجريات الامور في الضفة والادارة المدنية، يصرح عميره بان محمود عباس سيسلم مفاتيح السلطة للامم المتحدة..!! في حين ان الاتفاق بين منظمة التحرير واسرائيل في اوسلو فسر الصراع على انه صراع داخلي داخل دولة ما يسمى اسرائيل ولم تشارك فيه الامم المتحدة بل استبعدت كل القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

وخبر اخر عن اجتماع بين قادة الاجهزة الامنية للسلطة وقيادات امنية اسرائيلية يبلغونهم بان الرئيس عباس ينوي تفكيك الاجهزة الامنية وسحب صلاحيات رؤسائها وتسليم مفاتيحها للاحتلال وهو طرح خطير له ابعاد، ربما تساعد اسرائيل في مخططها الذي تحدثنا عنه في مقالات سابقة بعزل القيادة السياسية والابقاء على القوة الامنية لحفظ الامن في الضفة مع تحسين لرؤية روابط القرى وبشكل معدل للمدن والقرى الفلسطينية، وبشكل لا يخرج عن منظور كيري واوباما وما قبلهم بوش لحكم ذاتي كامل يرتبط بكونفدرالية او علاقة ما مع الاردن واسرائيل امنيا واقتصاديا.

على حد قولهم يجتمع المجلس المركزي لاخذ قرارات هامة والاستماع لرؤية محمود عباس..!! في اسس ما يجب اتخاذه بين كل هذا الكم من التصريحات المتناقضة وبالتاكيد المدمرة للعودة لايكونات ربما تهدد أي منجز ولو ضئيل واقل بكثير من المشهد الفلسطيني بعد 48 سواء في غزة او الضفة سياسيا واجتماعيا وثقافيا، بالامس القريب ومنذ اقل من 48 ساعة كانت الحملات الامنية في جنيين تطارد كتائب الاقصى والجهاد على طريق وسلوك الحملات السابقة، وما يتناقض مع أي توجهات وطنية لاستنهاض الواقع الفلسطيني لمواجهة الاحتلال، صرح عباس بانه لا ينوي ايقاف التنسيق الامني سواء نجحت المفاوضات ام لم تنجح..!! وهذا يعزز فكرة خطرة قد يتخذها عباس، بمبرر فشل المفاوضات وتسليم الامن الكامل للاحتلال ليقوم بمهامه في الضفة مع تعزيز نهج انفصال الضفة عن غزة تحت مبرر فشل المصالحة، وربمات هذا تجاوبا مع الرغبة الامريكية والاسرائيلية نحو كيانية مستقلة لغزة، يتم من خلالها نقل السلطة الفلسطينية لغزة مع هدنة وتجميد لكل مكونات وعناصر القضية الفلسطينية واسسها، صرح نتنياهو عن رغبته لتمديد المفاوضات لعام 2015 انتظار للمتغير الامريكي بين الجمهوريين والديموقراطيين ، في حين صرح عباس بان الامريكان قادرين على ان يفرضوا حل في المنطقة، هذا مجافي ولان الامريكان وبضعف ادارة اوباما وهزائمهم في سوريا واكرانيا وافغانستان وتراجع الدور الامريكي في العالم فان الامريكان سواء بحزبهم الديموقراطي والاشتركي غير جادين ببروز دولة فلسطينية وبحدها الادنى المهزلة في الضفة وغزة المرتبطة جغرافيا وهذه هي نظرة الايباك ايضا.

وامام فوضى التصريحات والمناورات التي لا اجد في عمقها وبعيد عن سطحيتها تاخذنا الى نقطة اقل من شأن الصفر فلسطينيا وفي ظل مناخ عربي متهتك، وبمجمله يخدم التوجهات السياسية الاسرائيلية الغير معلنة بوضوح في ما يسمى يهودا والسامره وتكرسه خطوات وبرامج اسرائيلية سواء في الضفة او القدس، ولان مسار التفاوض العقيم وما فرضه من التزامات للسلطة قد انهك وطنيا واجتماعيا وثقافيا ونضاليا الشعب الفلسطيني، حيث يصعب الاستنهاض في ظل هذا الواقع ولكن ليس بمستحيل، اذا بعد مسرة ثورة اجهظت انه الاحتلال ، الاحتلال مرة اخرى هذه خياراتهم، في ظل تكليف الاجهزة الامنية بمنع أي انتفاضة ثالثة، انه الخيار الاقل وما دون الصفر.

اخر الأخبار