أهالي الشهداء في غزة ... إلى أين ؟؟؟

تابعنا على:   03:00 2014-04-19

جمال أبو نحل

في العادة تبدأ جميع احتفالات واجتماعات المنظمة والفصائل والسلطة بالسلام الوطني الفلسطيني وقوفاً ، ومن ثم الوقوف مرةً أخرى وقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء ، ولكن ... هل يعلم هؤلاء المسؤولون أن الشهداء الذين سقطوا خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة في 28/12/2008 واستمر لقرابة الشهر ، والعدوان الغادر والغاشم أيضاً في 14/11/2012م لم يتم اعتمادهم في مؤسسة شؤون الشهداء والجرحى في منظمة التحرير الفلسطينية ، علماً بأنهم جميعاً من الشهداء المدنيين من أطفال ونساء وشباب يافعين ومن المواطنين الأبرياء الذين قتلتهم قوات الاحتلال بدم بارد .

وللإجابة على السؤال ..

هل يعلم كبار المسؤولين في المنظمة والحكومة والفصائل بأنه حتى تاريخ كتابة المقال لم يتم اعتماد أسماء أكثر من 1100 شهيدة وشهيد . وهنا تتحمل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والحكومة الفلسطينية وقادة الفصائل على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والسياسية المسؤولية الكاملة عن هذا التلكؤ وعدم الاحترام لدماء الشهداء والذين قتلتهم آليات الاحتلال الصهيوني بلا رحمة أو هوادة .

عائلات فقدت بيوت برمتها ، أم فقدت أعز أبنائها، لا وبل ابنها الوحيد ... زوجة ترملت في ريعان شبابها، وأب جمع أشلاء ولده بيديه ... طفلة تقوم من النوم تسأل عن أمها، فيقال لها: بأنها الآن في الجنة ... طفل صغير ينظر حزناً وشارداً في يوم العيد، يرى أقرانه من الأطفال يلبسون أجمل الثياب ويطوفون على أقربائهم وهو بلا أب ، ولا أحد يمسك بيده مثل الأطفال الآخرين .. إنهم الشهداء الأكرم منا جميعاً .

ولكن مرة أخرى .... لقد خاض ذوي الشهداء العديد من الإضرابات السلمية والمنظمة أمام مؤسسة الشهداء والجرحى مطالبين باعتماد أبنائهم الشهداء أسوةً بباقي شهداء الوطن .

ولكن لا حياة لمن تنادي ، وعود ووعود ... لقد مضت شهور عديدة وذوي الشهداء من النساء والرجال يفترشون الرصيف في وسط البرد القارص والمطر والريح الصافرة، وتحت أشعة الشمس الحارقة بتعاقب الفصول الأربعة .

ذووا الشهداء بحاجة أولاً إلى يد حنونة تمسك بأيديهم وتداوي آلامهم وجروحهم والتي لا تندمل يوماً ..... ذوي الشهداء بحاجة إلى تكريم في كل مناسبة وعلى مدار العام ..... ذوي الشهداء ليس المطلوب منهم أن يناموا على قارعة الطريق حتى يسمع السادة المسؤولون آلامهم ومطالبهم

 وهنا أدعو الأخ الرئيس محمود عباس \\\" أبو مازن \\\" كرئيس لمنظمة التحرير وكرئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية بإصدار مرسوم رئاسي باعتماد شهداء الحربين على غزة كشهداء وبأثر رجعي من تاريخ استشهادهم فوراً ، وعلى الحكومة الفلسطينية أن تعمل على توفير المال اللازم لذلك ، ومن الواجب على أعضاء اللجنة التنفيذية ومن قادة الفصائل أن يقدموا الاعتذار لذوي الشهداء وفاءً منا لدماء أبناءهم وتقديراً لتضحياتهم .

وعلى الرغم من عمق جرحهم وحزنهم وفقدانهم لأحبائهم إلا أنهم ما زالوا مستعدين للعطاء والتضحية ، وما زالوا يؤمنون بوحدانية منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد لشعبنا الفلسطيني .. لكنهم بحاجة أيضاً إلى كلمة طيبة ، وإلى إقرار المجتمع عبر الرئاسة بأن حقوق أبنائهم مصانة ، وأن ما حدث بحقهم طوال سنوات ما بعد كِلتي الحربين كان خطأً كبيراً .

اخر الأخبار